الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى -منظومة المغانم- وإستحالة الإصلاح!

سامان نوح

2023 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نجحت قوى الاطار التنسيقي في اعادة العراق الى ما قبل انتفاضة تشرين 2019 التي حاولت فرض ارادة الشعب على نظام حكم "فاسد وفاشل" باعتراف كبار رموزه.
نجح الاطار وحلفاؤه ضمن "تحالف ادارة اللادولة"، في استعادة قانونهم الانتخابي بما يتضمنه من اعتماد نظام سانتليغو، الذي يغلب مصلحة احزاب "محاصصة المغانم" وصفقات الفساد المليارية، على مصلحة الشعب والوطن. نجح في تمرير قانون "مرفوض" على نطاق واسع، ومفصل لضمان تمثيل اكبر لأحزاب السلاح والكموشنات و"غطيني اغطيك" على حساب مسار ديمقراطي انتخابي عادل وبناء ووطني.
الطريقة "الغنائمية" لتعاطي قوى الاطار وحلفائه، مع مؤسسات الدولة واصرارهم على فرض رؤيتهم الاحادية، تؤكد فيما تؤكده من حقائق، صعوبة "اصلاح" منظومة الحكم الحالية، واستحالة "اصلاح" قوى تلك المنظومة بأحزابها وتياراتها ومليشياتها، التي تعود لغنائميتها بعد كل اختبار صغير او كبير، فهي لا تؤمن ولاتعرف من السلطة غير فعل المغنم والامتياز، وان كان على حساب رؤية بناء الدولة والمجتمع.
من حق الاطاريين الاحتفال بانتصارهم الكبير على ذلك المنجز الانتخابي البسيط الذي كانت قد حققته تشرين بعد التضحيات الهائلة التي قدمها المشاركون بانتفاضة أبناء بغداد والجنوب ضد مفاسد ومظالم طبقة الحكم التي تنتعش في حالة اللادولة واللامؤسسات واللاقانون كما انتعشت واستثمرت في الصراع المذهبي والقومي والخطاب العقائدي طوال سنوات، تاركة أبناء شعبها بلا خدمات، بلا صحة ولا تعليم، بلا زراعة ولا انتاج، يغرقون في الفقر والفشل وحكايات المؤامرات الكونية.
المشكلة ليست أبدا في قانون انتخابي عابر، بل في عقلية ورؤية تلك القوى، التي تكفي زخة مطر عابرة لكشف حجم فشلها الممتدة منذ نحو 20 عاما. قوى لم تستطع مغادرة عقلية صائدي الجوائز ومغتنمي الفرص وشركات الربح السريع، عقلية رجال ما قبل قبل قبل الدولة، الى عقلية وفكر ورؤية رجال الدولة وبناة الأمة.
أما فشل قوى تشرين، التي ولدت ضعيفة ومهزوزة في بيئة حروب الغنائم، وعجزها عن التغيير، فهو أمر كان متوقعا بحسابات الامكانات والفرص وطبيعة بيئة العمل.
المنجز التشريني الوحيد المتحقق والذي يحتاج الى جهود جبارة للبناء عليه انتخابيا وتصويتيا، هو النجاح في تعرية قادة قوى الخراب، وفضح خطابها عن الدين والمذهب والعقيدة والمظلومية وخدمة الشعب، الذي لم يعد فعليا يقنع ولو 10% من العراقيين.
ويظل ما أحدثته تشرين جزءا مهما في مسار ديمقراطي طويل وفي ظل صراع وجودي بين منظومات الحكم الفاشلة والفاسدة وبين تحركات الشعوب وانقلاباتها لإحداث التغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية