الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا...

محمد حمد

2023 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ان اكرمكم عند الله اكثركم اخلاصاً للوطن...

بمشاعر فرح غامر، لم اعهدها منذ زمن، تابعت بعض المشاهد من احتفالات "اكيتو" العيد البابلي الآشوري السرياني الذي يصادف الاول من شهر نيسان، في محافظة دهوك شمال العراق. وما زاد فرحي فرحا هو رؤية العلم العراقي، ربما لاول مرّة في تلك الاصقاع، على صدور الفتيان والفتيات بملابس "الكشافة" وهم يعزفون الموسيقى وسط حشود من الضيوف والمسؤولين من داخل وخارج العراق. لقد اثبت المحتفلون ارتباطهم الوثيق والعميق بوطنهم العراق رغم انف دعاة العنصرية والطائفية والمناطقية. فالانتماء للعراق، كما ذكرت في اكثر من مناسبة سابقة، لا يقلّل من شان الانتماء الى قومية او ديانة او مذهب. بل يزيده قوة وصلابة.
ولولا حملات التضليل وتكميم الأفواه وأساليب الحظر والمنع المختلفة التي تمارسها عائلة القيصر رومانوڤ (عفوا، اقصد عائلة مسعود البرزاني) لرأينا العلم العراقي في كل ناحية و قرية وبلدة في شمال الوطن. بما فيها المنفذ الحدودي الدولي بين الاقليم وتركيا. هذا المنفذ الذي يضع علم الاقليم فقط على واجهته الكبيرة، دون العلم العراقي. حتى ولو بحجم باكيت السجائر.
نعم ان اخبار ومشاهد الفرح التي تصلنا من العراق نادرة جدا. ليس لأن الشعب العراق غير توّاق إلى الفرح والبهحة والسعادة، وشعاره الثابت: "وطنٌ حر وشعبٌ سعيد" وانما بسبب شلّة من الحكام المدمنين على الخرافة والجهل والسوداوية في كل شيء. استطاعوا في غفلة من الزمن أن يستحوذوا على المشهد الموشّح بالسواد اصلا. وان يغلقوا ابواب الفرح ونوافذ المتعة في جميع أنحاء العراق، بلد الحضارات والانبياء والرسّل. ومختلف الاعياد الوطنية والقومية والدينية. ومن النادر جدا أن تجد كل هذا التنوّع العجيب في بلد آخر. المسلم والمسيحي واليزيدي والصابئي..الخ. والعربي والكردي والتركماني والاشوري والكلداني والشبكي..الخ. وكل هؤلاء هم من أبناء البلد الأصليين ومنذ آلالاف السنين. لا يوجد صابئة في المغرب ولا تركمان في السعودية ولا اكراد في موريتانيا ولا كلدواشوريين في مصر. ولاشبك في السودان. وكل هذا الثراء الانساني يوجد في العراق فقط. فيا آل برزاني ويا آل طلباني اعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا. وانفضوا عن قلوبكم ونفوسكم غبار العنصرية واخلعوا عنكم جبّة "الخصوصية" المزعوعة حول (شرعية ودستورية كيان الاقليم) وتذكّروا أن الدستور العراقي نفسه غير شرعي اصلا، ولا هو بالكتاب المنزّل من السماء.
واعلموا، قبل فوات الاوان، أنّ لا وطن لكم غير العراق. ولا ملاذ آمن لكم من عاديات الزمان غير العراق، ولا خيمة تأويكم من تقلّبات الأزمنة (والأنظمة) غير العراق. وكفاكم ضحكا على عقول المواطنين البسطاء وتلاعبا بمشاعرهم الإنسانية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم


.. روسيا تعلن اعتراض أكثر من 100 مسيرة أوكرانية فوق جنوب البلاد




.. لبنان.. اغتيال قائد في سلاح جو حزب الله بضربة إسرائيلية| #ال