الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان التشكيليِ السوري - محمودْ الساجرْ -

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2023 / 4 / 2
الادب والفن


- - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أحدُ أبرزِ الفنانينَ التشكيليينَ السوريينَ الصامدين في مدينة حلب، الذينَ يصادقونَ الظلُ بصمتٍ ، ويؤثرونَ العملَ الإبداعي ، بعيداً عنْ همروجة الدعايةُ ودهاليز الإعلامُ . .
يتميزَ بأسلوبٍ فنيٍ مبتكرٍ ، ورهافةُ فنيةٌ ملفتةٌ ، إزاءَ التشكيلاتِ اللونيةِ المتعددةِ ، التي يقدمها ، والمواضيعُ الفكريةُ الإشكاليةُ ، التي يطرحها في خضمِ منجزهِ الفنيِ .
هوَ منْ القلةِ القليلةِ الذينَ يتفردونَ عنْ سواهمْ ، بتكثيفِ هائل لدفقاتِ المشاعرِ الإنسانيةِ ، وسكبها ببراعة ضمنَ مساحةٍ لونيةٍ معينةٍ ، وخطوط تشكيليةً مدروسةً بعنايةٍ ، فتجعلَ منْ اللوحة أحجية مدهشةً ، تشدَ الناظرَ إليها منذُ الوهلةِ ، وتستفزَ تساؤلاتهِ ، بما تتمتعُ بهِ منْ جمالِ الموضوعِ وروعةِ التشكيلِ.
على العكسِ منْ الذاتِ الفنيةِ الإنسانيةِ الهادئةِ التي يتمتعُ بها ، والملامحُ الرزينةُ التي تسكنُ محياهُ، تأتي لوحاتهِ إلى وعيِ المتلقي بمشاكسات فكرية مستعرةٍ ، وتطفقْ بمواضيعَ ومستفزة أحيانا ، أنها أعاجيبُ تصويريةٌ رغم انها تتفاوتُ في الصنعةِ والمستوى ودرجةِ القبولِ بعامةٍ ، لكنْ - بمجملها العامِ - تخلقَ في النفسِ الحيةِ المتسائلةِ مواجهاتٍ صادمة ، وحيرةُ غريبةٌ ، بينَ أسئلةٍ لا تعرفُ معانيها أيةَ حدودٍ . وأجوبةٌ تعبرُ عنْ نفسها منْ خلالِ لوحاتٍ ذاتِ صخبِ لونيْ هادرٍ ، وفيضَ تشكيلٍ ، لا يعرفُ هدأةً أوْ سكينة . .
جلَ أعمالهُ تنوسْ بينَ أسلوبي التجريديِ والانطباعيِ ، وهذانِ الأسلوبانِ - كما هوَ معلومٌ - يساعدانِ الفنانينَ عادةً على التعبيرِ عنْ الأفكارِ والمشاعرِ بشكلٍ مباشرٍ وسلاسةِ دونَ حواجزَ . وبالتالي يكونانِ لدى كثيرينَ بمثابةِ وسيلةٍ قويةٍ منْ أجلِ تحفيزِ الإبداعِ واستنهاضِ التعبيرِ الفنيِ . ويعتبرانِ منْ الأنماطِ الفنيةِ الأكثرِ إثارةً للاهتمامِ والإلهامِ في عالمِ الفنِ التشكيليِ . .
يمكنَ القولُ ببساطةٍ : الفنُ التجريديُ يستندُ على الأشكالِ الهندسيةِ البسيطةِ والألوانِ النقيةِ ، بينما يركزُ الفنُ الانطباعيُ على تصويرِ اللحظاتِ والمشاعرِ والمواقفِ الحيةِ في الحياةِ بأسلوبٍ شخصيٍ ومفعمٍ بالحيويةِ .
في تقديري ، أنَ التجربةَ الفنيةَ التي يقدمها محمودْ الساجرْ في الفنِ التجريديِ والانطباعيِ كانَ - ومازالَ - لها في تقديري أهميةً كبيرةً ، حيثُ لعبتْ دورا كبيرا في تطويرِ مهاراتٍ فنانينَ كثرَ في المشهدِ الحلبي التشكيليِ، وعملَ عطاؤه اللافتُ كأستاذ في كلية الفنون الجميلة على تحسينِ قدراتهمْ على التعبيرِ الفنيِ بصورةٍ أكثرَ تعقيدا وإبداعا . بلْ ولربما شكل إثراءً حقيقياً للثقافةِ الفنيةِ السوريةِ بشكلٍ عامٍ .
قصارى القولِ :
يُعدْ الفنانُ " محمودْ الساجرْ " - في تقديري - واحداً منْ الفنانينَ القلائلِ، الذينَ يصرونَ على استخدامِ غياهبِ الألوانِ الحارةِ بكثرةٍ في معظمِ أعمالهِ (_ الأحمرَ في مقدمتها ) رغمَ إدراكه التام بخطورتها على حساسيةٍ عينَ وذائقة المتلقي ، لكنْ كما يجمعُ معظمُ النقادِ والمتلقينَ ، فقدْ نجحَ بالفعلِ ، في إظهارِ فضاءاتها الواسعةِ ، وفهمَ حساسياتها العميقةِ بشكلٍ مميزٍ ، وبالتالي توظيفها لإضفاءِ عمقٍ وحيويةٍ على لوحاتهِ ومنجزاتهِ الفنيةِ .
ناهيكَ عنْ أنهُ فنانٌ يتميزُ برؤيةٍ فنيةٍ مستقبليةٍ تدعو بما لديها منْ مهارةٍ فائقةٍ في عكسِ المشاعرِ والأمزجةِ الإنسانيةِ إلى التفكيرِ العميقِ والتأملِ في التجربةِ الإنسانيةِ ، كرسالةٍ تهدي أفهامنا براحا فياضا منْ رياضِ الجمالِ ، نحنُ أحوجُ ما نكونُ إليهِ في هذا العصرِ .
محمود الساجر " شكرا جزيلاً .. للإضافة الجمالية البهيجة التي تهبها إبداعاتك إلى أرواحنا العاطشة .
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس