الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأمل سريع في الماركسية

أحمد زوبدي

2023 / 4 / 4
الارشيف الماركسي


تأمل سريع في الماركسية /

أقرأ بين الفينة والأخرى استمرار مجموعة من الماركسيين في اجترار نفس الأفكار التي جاء بها ماركس والماركسيون التقليديون دون إنتاج الفكر الذي يساير التحولات التي تعرفها الرأسمالية القائمة بالفعل. في اعتقادي هذا الشكل من الكتابة يترجم أصولية الفكر الماركسي الذي على العكس يدعو إلى التجديد والتنوير لتجاوز أزمته و بالتالي إيجاد الحلول للمشاكل التي يطرحها روح العصر. الماركسية التي لا تتطور هي ماركسية يسوق لها أصحاب الكنائس الفكرية.
ماركسيو الكنائس يمسكون في قصورهم العاجية بمصاحفهم لا يسأل عنهم أحد ولا يسألون عن أحد ! الفكر الكنائسي أكان ماركسيا أو دينيا هو فكر أصولي لا يرقى إلى العلم لأن العلم يولد المعرفة باستمرار ويتطور بهدوء. الفكر الماركسي فكر متنور وتنوير هذا الفكر هو الذي يتركه يستمر في ماركسيته أما إذا انحرف ولم ينتج المعرفة فهو فكر كنائسي وليس فكرا ماركسيا يستمد أصوله ومهامه من الفكر الماركسي المتنور.
على مستوى الممارسة اشتراكية تم شيوعية المستقبل تقتضي الاستلهام من التجارب السابقة فكرا وممارسة في أفق إنتاج وبناء مجتمع اشتراكي تم شيوعي أممي. معناه أن الفكر الإشتراكي الشيوعي الذي انتجته المدارس السابقة بدءا من ماركس ولينين وماو وآخرين من نفس العيار الثقيل والذي مهد لتجارب اشتراكية، كان له الفضل الكبير في توعية الناس وفي إنجاز العديد من المهام التاريخية. كل هذا العمران البشري الهائل هو موجود بيننا، لكن هو في حاجة إلى تطوير ليحل محل النظام-العالم المسيطر اليوم أي الرأسمالية التي دخلت مرحلة الشيخوخة وأصبحت متجاوزة.
الماركسية اللينينية أو الماوية أو التروتسكية في النصوص أصبحت اليوم متجاوزة. وعليه لا بد من تطويرها على مستوى الفكر ليسمح للسياسي الذي يتبنى هذه المشاريع الإنسانية التحررية أن يتوفر على أدوات عملية تفتح له الباب لاكتساب المهارات من الشباب ومن المثقفين و حتى يستطيع أن يوسع مجاله في الساحة السياسية لتكوين حلفاء يشتركون معه نفس المهام التاريخية الملقاة اليوم على عاتق نقيض الرأسمالية الإمبريالية التي تحولت اليوم إلى فاشستية وأصبح همها الوحيد هو إبادة البشر عن طريق الحروب والحروب بالوكالة أو عن طريق فرض ابارتهايد حول أكثر من ثلثي البشرية إلى طبقات عاملة منها الطبقات المبلترة والطبقات الرثة.
الماركسية-اللينينية مدعوة اليوم إلى تجاوز النصوص لأجل إنتاج المعرفة بكل أشكالها وفي طليعتها الفكر السياسي والفلسفة السياسية والإقتصاد السياسي.
الماركسية التي تتشبت اليوم بالنصوص دون تطويرها هي ماركسية أصولية كنائسية لم تلبت أن ينتهي أجلها في المستقبل المنظور.
فشلت التجارب الإشتراكية، صحيح لأنها من صنع الإنسان (والفشل شرط للنجاح والتفوق)، لكن الإشتراكية كمشروع مجتمعي بديل للرأسمالية المتهالكة هي مستقبل الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم


.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة




.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.


.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة




.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال