الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطالبة بالاصلاحات السياسية على ضفتي الخليج

عبدالرحمن محمد النعيمي

2003 / 6 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


 


البحرين

قبل الغزو الامريكي ـ البريطاني للعراق، وعلى ضوء التهديدات الامريكية لكافة الدول العربية تقدمت كوكبة من رجال الفكر والسياسة من مختلف الاتجاهات ومن مختلف مناطق المملكة العربية السعودية بعريضة الى كبار المسؤولين في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده حددوا فيها بوضوح المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الملحة التي باتت ضرورية للبلاد، وفي المقدمة منها وضع دستور دائم واجراء انتخابات لمجلس نيابي ومجالس المحافظات ومحاربة الفساد الاداري والمالي واستقلال القضاء واشاعة الحريات العامة واعطاء المرأة حقوقها السياسية اسوة بأخيها الرجل، والغاء التمييز الطائفي .. وكان تجاوب ولي العهد السعودي كبيراً مع هذه المطالب حيث أكد لرجالات العريضة الذين التقى بهم اهمية الاصلاح السياسي وضرورته في الوقت الحاضر.. وعزمه على السير خطوات فيه.

بعد الاحتلال الامريكي للعراق، تعرضت الرياض لعمليات عسكرية كبيرة، دمرت العمليات الارهابية مجمعات سكنية يقطنها أجانب والحقت اضراراً جسيمة مادية ومعنوية .. مشيرة بالاصابع العشر الى القوى الدينية المتزمتة التي اعتمدت العمليات المسلحة في الكثير من البلدان ضد المصالح الغربية تحت راية محاربة الكفار..

لاقت العمليات الارهابية، بالاضافة الى الدور الذي تقوم به الحركة الدينية المتزمة في المملكة، استنكاراً من قطاعات شعبية واسعة، وخاصة الفئات الاجتماعية الحديثة التي تريد الخروج من القيود المعرقلة لحركتها الاقتصادية او المالية او الاجتماعية او السياسية، وتزايدت الدعوات لمواجهة هذا التطرف الديني عبر الحد من الصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجراء الاصلاحات السياسية الواسعة المتمثلة في المشاركة الشعبية واتاحة الفرصة لكافة القوى السياسية بالعمل العلني، اضافة الى رفع القيود عن كافة القطاعات العمالية والمهنية لتشكيل نقابات واتحادات مهنية لهم، للدفاع عن مصالحهم وليشكلوا الركيزة والارضية الصلبة لأية عملية اصلاح حقيقي في أي دولة من دول المنطقة.
****
وفي الوقت الذي كانت قوى المجتمع الاصلاحية تستنكر العمليات الارهابية في الرياض، نشرت الصحف الايرانية يوم الاربعاء المنصرم رسالة وقع عليها 116 شخصية مرموقة من النواب ورجال دين وشخصيات معارضة وليبرالية وصحفيين ايرانيين ادانوا "استخدام المبادئ الدينية وسيلة للاحتفاظ بالسلطة، ودعوا الى تطبيق اصلاحات عميقة يمكن ان يواجه النظام الايراني بدونها المصير الذي لقيه صدام حسين وحركة طالبان" ودعوا الى التوقف عن الاعتقالات والاستدعاءات غير القانونية وانهم يتطلعون الى "ايران حرة مستقلة وبمقدار ما يخشون من السيطرة الاجنبية او الهجوم الاجنبي بمقدار ما يحتقرون الطغيان الديني وقمع حريات الشعب".
****
وبين ايران والمملكة تقع دول الخليج الاخرى سواء المنضوية تحت لواء مجلس التعاون الخليجي او العراق، حيث يتعرض الثاني الى اعادة فك وتركيب بين طرفين اساسيين في الوقت الحاضر: الاحتلال الامريكي ومخططاته لاعادة تشكيل المجتمع العراقي .. والقوى السياسية العراقية التي يحمل الكثير منها نظرة متقدمة للمستقبل باتجاه الديمقراطية ورفض الشمولية، بينما البعض وخاصة بعض اطراف الحركة الدينية تريد فرض برنامجها معتبرة نفسها ظل الله في الارض. اما دول الخليج الاخرى فانها تواجه تحديات ليست سهلة وهي مطالبة ان تتقدم الى الامام قبل ان تجد نفسها عاجزة عن اللحاق بالركب.

المطالبة بالاصلاحات في بلدين يحكم كل منهما حزب اسلامي متزمت، ومن قبل قطاعات شعبية واسعة، او من قبل نخب فكرية وسياسية تعبر عن مصالح قطاعات شعبية فاعلة في المجتمع.. تطرح تساؤلاً كبيراً على الحركة الاسلامية .. وهل سيكون مصيرها مصير الحركات السياسية الشمولية سواء كانت قومية (كحزب البعث العربي الاشتراكي وترجمته العراقية) او شيوعية (الاتحاد السوفيتي السابق)، فلم يعد مقبولاً استمرار حزب من الاحزاب في السلطة الى الابد.. خاصة اذا كان الحزب عاجزاً عن مواكبة التطورات والمتغيرات المتسارعة في منطقة استراتيجية تتلاطم فيها المصالح الدولية كما هو الحال في منطقة الخليج.

في المملكة العربية .. ومنذ معركة السبلة عام 1929 بين غلاة الاخوان المسلمين والملك السعودي مروراً بكل المراحل التي شهدت صراعات حادة ومسلحة كعام 1979، حتى تفجيرات الرياض، كان الخط البياني متعرجاً .. الا ان التطور الموضوعي الكبير للمجتمع.. والحاجة الماسة الى مواكبة العصر والتخلي عن اساليب العمل القديم.. والتفاعل مع الانجازات العصرية الكبيرة.. يدفع المنطقة برمتها الى الامام.. وتحتاج ليس فقط الى دعاة اصلاحيين في المجتمع وانما ايضاً في الاسر الحاكمة..

ويمكن القول نفسه في ايران.. التي لعبت الحركة الاسلامية الشيعية دوراً بارزاً في اسقاط الشاه والوجود الامريكي في ايران.. لكن الحزب الحاكم ـ الذي يتمتع كبار افراده بامتيازات كبيرة، ويريد استمرار هيمنته على كافة مؤسسات المجتمع والدولة ـ يعاني من انشقاقات وصراعات بين الاصلاحيين والمحافظين.. لكن استمرار سيطرته مرهون بقدرته على التطور ومواكبته للمتغيرات واستجابته للمطالب العادلة لقطاعات واسعة من الشعب الايراني المتمثلة في الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.. واعتبار الشعب مصدر السلطات جميعاً.


كنعان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج