الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر البخور

محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)

2023 / 4 / 4
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


البخور عادة اجتماعية منتشرة وعادة يُستنشق بشدة ويتجاهل الكثير من الناس أضراره المؤثرة أكثر من غيره في بعض الحالات. هو أحد العادات التي يتميز بها المصريين والعرب، إذ أن الدول العربية تعتبر أكثر دول العالم استهلاكا للبخور حيث يحرقون حسب بعض التقديرات لأكثر من 75 % من العود في العالم. دخان البخور المستخدم في المنازل أو الاماكن العامة يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة. فينتج عن عملية حرق البخور انطلاق كمية كبيرة من الغازات والمواد، والتي قد يكون بعضها ضار بصحة الإنسان، ووفقا لدراسات علمية تم إجراؤها. تبين أن حرق البخور يطلق غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام عند زيادة تركيزه في الهواء عن الحد الطبيعي، كما وجد أن حرق البخور يؤدي إلى اطلاق غاز الفورملين ( الفورمالديهايد)، وهذا الغاز يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي وتدل بعض الدراسات انه من المواد التي يعتقد في قدرتها على إحداث مرض السرطان، أيضا تنطلق مجموعة كبيرة من المواد الهيدروكربونية العطرية، والكاربونيلز carbonyls وغيرها من المركبات. هذه المواد قد تكون من الخشب المحترق الموجود في قطع أو أعواد البخور، وقد تكون ناشئة عن حرق مادة البخور نفسها، والتي يتم تصنيعها في العادة من مخاليط عطرية تشمل العود والمسك والعنبر ويضاف إليها أحيانا دهن الورد وتمزج تلك المكونات وتعجن على هيئة عود او أقراص توضع فوق الجمر.
من المبالغة، أن نقول أن مخاطر البخور كمخاطر التدخين، فمن غير المعقول مقارنة من يدخن 20 سيجارة بمن يشم البخور، لكن ينبغي التأكيد أن التعرض اليومي والطويل وفي أماكن مغلقة لدخان البخور، يشكل بالفعل خطرا على الإنسان.
وبناءا على دراسة امتدت لحوالي 12 عاما وشملت أكثر من 61 ألف شخص من المنحدرين من أصول صينية في سنغافورة، وجد أن هناك علاقة بين كثرة استنشاق البخور والإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الجهاز التنفسي، الفم واللسان والحنجرة والرئتين، هذا الخطر ظهر لدى المدخنين وغير المدخنين.
التعرض اليومي لاستنشاق دخان البخور له علاقة بسرطان الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وهذا خطر حقيقي لا يجب إهماله.
البخور يزيد من سوء بعض الأمراض الشائعة عند الناس كمرض الربو، وان هذا الدخان يثير نوبات من الربو الحادة بسبب قدرته على التحريض والإثارة للجهاز التنفسي، كما يؤثر دخان البخور على مرضى الالتهاب الرئوي والانسداد المزمن والتهابات الأنف.
لذلك يجمع الخبراء على ضرورة عدم استخدام البخور في الأماكن المغلقة، هذا يعني أن قليل منه غير ضار، لكن أن يتم نشر هذا الدخان في أماكن مكتظة بالناس وذات تهوية سيئة بحيث يغدو الهواء ثقيلا وقاتما وعابقا بالروائح العطرية للبخور فهذا أمر خطير، وفي حال لو رغب احدنا في نشر تلك العطور في مكان ما وفي المساجد مثلا، فمن الأفضل أن يتم حرق البخور عندما يكون المكان خاليا، وقبل أن يصل المصلون أو الناس ويتم تهوية المكان والتوقف عن إشعال البخور في وجودهم.
ومن جهة أخرى ينبغي ممن يعانون من إمراض في الجهاز التنفسي وربو والحساسية عدم التعرض للبخور أو استنشاقه، علما أن هناك من يقوم بخلط البخور ببعض المواد الضارة، كأن يخلط مع الرصاص لزيادة وزنه بهدف الغش، هذا النوع من البخور سام، حيث أن الرصاص من المعادن الثقيلة والخطرة للغاية، فالاعتدال وعدم المبالغة مطلوبة، وان نقلل من استخدام البخور إلى اقل حد ممكن، وهذا أيضا ينطبق على ملطفات الجو ذات الأثر البليغ على الجهاز التنفسي للإنسان.
ارجو من الجميع عدم المبالغة في استخدام البخور فمرضى الربو يثير البخور عندهم نوبات السُعَال وضيق التنفس سواءً في الأسواق، المساجد او المنازل فهناك طُرُق فعّالة لتطييب الأماكن بالرائحة التي تريدها من غير إضرار الآخرين. وأتمنى من وزارة الصحة والمهتمين من الجهات المسئولة إيقاف استعمال البخور في مراكز التسوق وغيرها من الاماكن العامة، لما فيه من اضرار صحية على الأفراد، خاصة كبار السن والاطفال ولمن يعانون من امراض رئوية والحساسية وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة