الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجود حكومة فاشية فرصة تاريخية لعزل إسرائيل وملاحقتها*

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


نهاد أبو غوش
• كيف تفسرون الاحتجاجات الأخيرة في داخل الكيان الإسرائيلي
- مع أن الاحتجاجات الأخيرة داخل دولة الكيان الصهيوني تركزت حول مشروع التغييرات القضائية التي باشرت الحكومة القيام بها، إلا أنها كشفت عن مجموعة من التناقضات والانقسامات الداخلية العميقة، أبرزها الانقسام بين اليهود الغربيين (الأشكناز) والشرقيين (السفاراديم والمزراحيم)، وكذلك بين المتدينين والعلمانيين، والمستوطنين وسكان مدن الساحل، بين مؤيدي الاحتلال والضم والاسيتطان، وبين بقايا معسكر السلام والوسط ومؤيدي الانفصال عن الفلسطينيين. خلافا للتناقض الأبرز بين اليهود الإسرائيليين وبين أصحاب الأرض الفلسطينيين العرب. في بداية تأسيسها حاول مؤسسو إسرائيل وقادة الصهيونية اعتماد سياسة أسموها "بوتقة الصهر" لتسوية هذه الخلافات والتناقضات وخلق شخصية الإنسان اليهودي الإسرائيلي الجديد، لكن هذه السياسة فشلت فشلا ذريعا بسبب طابعها العنصري، والتناقضات ما تزال تترسخ يوميا من خلال فروق ملموسة في الثقفة والعادات والتقاليد واللجة وأسلوب الحياة وأماكن السكن وأنماط التصويت والمشاركة السياسية. معارضو الحكومة يخشون أن خطة إضعاف القضاء ليست سوى المقدمة لفرض نظام استبدادي، وسيطرة جماعات متطرفة دينيا وصهيونيا على كل مجالات الحياة بما يمس حتى الحقوق والحريات الفردية والمدنية، وليس من باب الصدفة أن انطلقت تحذيرات جدية منخطر الحرب الأهلية لأن ما يجري يمثل استقواء جماعات متطرفة بأجهزة الدولة لفرض هيمنتها على كل شيء.
• ما علاقة هذه الاحتجاجات بالاحتلال والصراع مع الفلسطينيين
- الاحتجاجات ظهرت وكأنها شأن داخلي لا علاقة له بالاحتلال والقضية الفلسطينية، ولن الترابط جوهري وقائم في كل تفاصيلها، من يحكم إسرائيل الآن هو تحالف اليمين واليمين الفاشي المتطرف الذي يعتمد أساسا على المستوطنين، ويريد تصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع مع الفلسطينيين بالقوة ودون أية مفاوضات، ولذلك يريد هذا اليمين إزالة أية كوابح تعيق تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتوسعية. من جهة أخرى من يعتمد سياسات وحشية ودموية تستهين بحياة الفلسطينيين وحقوقهم، لا يمكن له أن ينقلب إلى حمل وديع في الشأن الداخلي، دائما للفاشية وجهان وجه عدواني تجاه "الآخر" القومي أو الديني أو العرقي، ووجه قمعي تجاه "الآخر" من ابناء جلدتها عبر معاداة الديمقراطية وحقوق الانسان واضطهاد المعارضة. ولا ننسى أن الأزمة الأخيرة هي انفجار لتناقض مستحكم وهو التناقض بين يهودية دولة إسرائيل وديمقراطيتها، حيث تعرف إسرائيل نفسها بأنها دولة يهودية وديمقراطية، فكلما ظهر هذا التناقض في القوانين والتشريعات والسلوك السياسي، ينحاز قادة إسرائيل للطابع اليهودي على حساب الديمقراطي.
اتساع الاحتجاجات ووصولها إلى صفوف الجيش وقطاع الاعمال ثم وصول التصدعات إلى داخل الائتلاف الحاكم وحزب رئيس الوزراء (الليكود) دفت نتنياهة إلى التراجع والانحناء أمام العاصفة لعله يعيد ترتيب صفوفه وأوراقه.
• كيف تفسرون التصعيد الأخير ضد الشعب الفلسطيني
- التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين ليس مجرد حوادث أمنية متفرقة بل هو بتنفيذ لبرنامج هذه الحكومة، الذي انتخبت أحزابها، وتشكل ائتلافها ونالت ثقة البرلمان على أساسه، وهذا البرنامج يعتمد التصعيد على كافة الجبهات: في القدس بمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية المطلقة على المدينة وتهويدها وفصم ارتباطها بالشعب الفلسطيني، وتغيير الوضع التاريخي في المسجد الأقصى وتنفيذ مخطط اتقسيم الزماني والمكاني، إلى السيطرة على أوسع مساحات أراضي الضفة من خلال توسيع الاستيطان والضم الزاحف لكل المناطق المصنفة (ج) ومساحتها نحو 62% منمساحة الضفة، وكذلك مواصلة اقتحامات المدن وتنفيذ عمليات الاغتيال ومحاولات اجتثاث المقاومة وكل مظهر من مظاهر رفض الاحتلال، إلى جانب مواصلة إضعاف السلطة ومحاولة اختزال دورها في الجانبين الأمني والسياسي، إلى مواصلة التنكيل بالأسرى ومحاولات كسر إرادتهم.
كما أنه ليس مستبعدا أن تلجأ حكومة نتنياهو في ضوء أزمتها الداخلية إلى تصدير هذه الأزمة وتنفسيها بالتصعيد ضد الفلسطينيين أو افتعال معارك للإيحاء أن اسرائيل تواجه خطرا إرهابيا أو وجوديا ينبغي معه تأجيل الخلافات الداخلية.
• ما هي قضية الحرس الوطني المنوي تشكيله وما هو خطرها
- فكرة تشكيل الحرس الوطني واردة في الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو والوزير المتطرف ايتامار بن جفير، وهي محاولة من هذا الأخير لإضفاء الشرعية على تشكيلات ميليشوية قائمة فعلا، وهي عصابات منظمة للمستوطنين تقوم باعتداءات يومية على الفلسطينيين وقراهم وأملاكهم، وهؤلاء هم الذين نفذوا الهجوم الوحشي على بلدة حوارة "محرقة حوارة"، التشكيلات الميليشوية هذه هي تتويج لمجموعات اجرامية مثل شبيبة التلال، ومجموعات تدفيع الثمن، و"إرهاب ضد الإرهاب"، وسبق لقادة المستوطنين والمتطرفين أن استخدموا هذه الجماعات للتصدي للفلسطينيين الذين انتفضوا في مدن الداخل عام 2021، كما أن هناك مجموعة متطرفة في القدس ومحيطها مثل جماعات "لافاميليا" دعاهم بن جفير للانضمام للحرس الوطني، اذن قادة المتطرفين يريدون تنظيم هذه العصابات ومنحها مزيدا من الموازنات والمقرات والتسهيلات، وتوظيف عدد كبير من عناصرها على كادر الدولة، مع احتفاظها بطابعها الأقرب إلى الميليشيات والعصابات، ولكن يبدو أن الطريق إلى تشكيل هذا الحرس سيكون صعبا وشائكا في ضوء معارضة الشرطة والأجهزة الأمنية.
• ما المطلوب فلسطينيا وعربيا
- وجود حكومة الفاشيين والمتطرفين يمثل فرصة تاريخية لعزل إسرائيل وملاحقتها دوليا ومقاطعتها وفضح سياساتها وفرض العقوبات عليها ولكن ذلك يستوجب بالدرجة الأولى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واستعادة الوحدة واعتماد برنامج عمل وطني موحد، يوائم بين كل أشكال النضال السياسي والجماهيري والدبلوماسي والقانون والمقاوم، هذا الموقف هو الذي يمكّن من إعادة بناء موقف عربي موحد داعم للحقوق الفلسطينية ومقاوم للتطبيع، كما يمكنه أن يعيد بناء الجبهة العالمية الداعمة لفلسطين وشعبها، وتوليد ضغط متواصل على كل صناع القرار في العالم من أجل لجم العدوان الإسرائيلي وقطع الطريق على نظام الأبارتهايد الذي تقيمه إسرائيل في فلسطين.
*مقابلة مع جريدة المغرب التونسية أجرتها وفاء العرفاوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعلموا الدمقراطية وخلق الرفاه من اسرائيل دولة ومجت
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 4 / 5 - 00:21 )
دولة ومجتمعا -انها -اي اسرائيل هدية البشرية التقدميه لشعوبنا في الشرق الاوسخ-لقد فاتت عليكم اكثر من 100سنه خسرتموها وخسرتونا نحن جميع اهل العبجه والاسلام العفن الذي اعلن الحرب على اليهود من ايام -صدر-السقوط في الخرافه حينما قام المجرم صلعم بالعدوان على اليهود في المدينة واعتبرهم كفارا وانجاسا- اقفزوا على هذه الهوة التي ادخلتها الخرافة الى عقولكم واماتتها فصرتم لا ترون الا القتل بل اخذتم تورطون اطفالكم بجرائم قتل مواطني اسرائيل الامنين وتقولون لهم ان القتل بطوله-اووعوا افتحوا عقولكم وضمائركم واتركوا التحريض والتزوير وتصفيط الكلام الفج في تهييج النفوس ضد التاءخي بيننا واخوتنا اليهود معلمينا لطريق الخير والسداد -تحياتي

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-