الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حوار لا يخلو من الصراحة والشفافية مع الشاعرة/الكاتبة التونسية القديرة فائزة بنمسعود

محمد المحسن
كاتب

2023 / 4 / 5
الادب والفن


("الحزن بوصلة الإبداع..والشعر العربي دوما يتهودج..في ثوب جديد " ( فائزة بنمسعود).)


"الشعر كان قبل العروض وقبل الوزن وليس العكس، نظم الشعراء بالسليقة ليكتشف الخليل بن أحمد الفراهيدي العروض في القرن الثاني الهجري، ومن هنا يمكن يوما ما أن يجد النقاد أوزانا وإيقاعات وبنيات لما يسمى اليوم بقصيدة النثر." ( فائزة بنمسعود)

"الشعر موهبة وإحساس،يتميز بالقدرة على دمج الواقع بالمتخيل،تترجمه النصوص بصور شعرية إبداعية تميز شاعرا عن الآخر ( فائزة بنمسعود)

"الحزن بوصلة الإبداع والشعر العربي دوما يتهودج..في ثوب جديد " ( فائزة بنمسعود)

"إن النص الذي يتملكني هو ذاك الذي تتكامل فيه اللغة بفصاحتها والصور بجماليتها والموسيقى بإيقاعاتها الداخلية والحرف الهادف،بتعبيره عن الإنسانية،وحسن السبك والحبكة في اقتناص اللفظ."( فائزة بنمسعود)


*من هي فائزة بنمسعود الأستاذة المبدعة والإنسانة؟
-هي زفرة حرى من رحم الأنات،من أرض دحرجت رتلا من الظلم والظلام تحكي قصة الهروب من غطرسة الوجع،روح تسائل الأمل عن مسكن الحقيقة،عن سبب هذا التوهان في مجرة تتفوضى بالزيف والصخب،أحنو لأفق بنكهة الشمس،تضفي على القلوب المعذبة بهجة بكل لغات الأرض.
* الأستاذة الفذة فائزة بنمسعود أين تجدين نفسك أقدر بالتعبير عما يدور في خاطرك هل بالسرد النثري أكثر،أم بالقصائد ذات نظام الشطرين الصدر والعجز وماذا يمكن أن تقولي عن الشعر الحديث في المقارنة بالشعر القديم؟
-استهوتني الكتابة السردية والنثرية بكل أشكالها،أقضي وقتا ليس بالقليل في قراءتها ومسايرة مستجداتها، ولي كتابات وافرة في القصة الومضة وفي الخواطر والقصيدة النثرية.وأعشق القصائد ذات نظام الشطرين الصدر والعجز ولي محاولات في هذا المضمار.
أما عن رأيي في شعر الحداثة مقارنة مع الشعر القديم أو بالتحديد الدقيق”قصيدة النثر والقصيدة العربية بنظمها العمودي” بكل صدق لست ناقدة لأخوض في هذا المجال ولكن هذا لا يمنع،كقارئة ومتفاعلة في الساحة الأدبية،أن يكون لي رأي: القصيدة العربية كما عرفناها قبل الإسلام ومنذ العصر الجاهلي، كانت تلقائية ولا تخضع لأي قيود أو أوزان، فاللغة العربية لغة شاعرة كما قال عباس محمود العقاد “فإذا كان الشعر روحا يكمن في سليقة الشاعر حتى يتجلى قصيدا قائم البناء،فهذا الروح في الشعر العربي يبدأ عمله الأصيل مع لبنات البناء، قبل أن تنتظم منها أركان القصيد” وهنا يقصد عباس محمود العقاد أن اللغة العربية لغة شاعرة في حروفها قبل أن تتألف منها الكلمات،وقبل أن تكون تفاعيل وبيوتا وبحورا.
*أين تجدين نفسك أقدر بالتعبير عما يدور في خاطرك هل بالسرد النثري أكثر،أم بالقصائد ذات نظام الشطرين الصدر والعجز وماذا يمكن أن تقولي عن الشعر الحديث في المقارنة بالشعر القديم؟
-استهوتني الكتابة السردية والنثرية بكل أشكالها،أقضي وقتا ليس بالقليل في قراءتها ومسايرة مستجداتها،ولي كتابات وافرة في القصة القصيرة وفي الخواطر والقصيدة النثرية.وأعشق القصائد ذات نظام الشطرين الصدر والعجز ولي محاولات في هذا المضمار.
أما عن رأيي في شعر الحداثة مقارنة مع الشعر القديم أو بالتحديد الدقيق”قصيدة النثر والقصيدة العربية بنظمها العمودي” بكل صدق لست ناقدة لأخوض في هذا المجال ولكن هذا لا يمنع،كقارئة ومتفاعلة في الساحة الأدبية، أن يكون لي رأي: القصيدة العربية كما عرفناها قبل الإسلام ومنذ العصر الجاهلي، كانت تلقائية ولا تخضع لأي قيود أو أوزان، فاللغة العربية لغة شاعرة كما قال عباس محمود العقاد “فإذا كان الشعر روحا يكمن في سليقة الشاعر حتى يتجلى قصيدا قائم البناء، فهذا الروح في الشعر العربي يبدأ عمله الأصيل مع لبنات البناء، قبل أن تنتظم منها أركان القصيد” وهنا يقصد عباس محمود العقاد أن اللغة العربية لغة شاعرة في في حروفها قبل أن تتألف منها الكلمات،وقبل أن تكون تفاعيل وبيوتا وبحورا.
وأقول أن الشعر كان قبل العروض وقبل الوزن وليس العكس، نظم الشعراء بالسليقة ليكتشف الخليل بن أحمد الفراهيدي العروض في القرن الثاني الهجري، ومن هنا يمكن يوما ما أن يجد النقاد أوزانا وإيقاعات وبنيات لما يسمى اليوم بقصيدة النثر.
*كيف تولد القصيدة لديك؟ وهل هنالك طقوس معيّنة للكتابة؟
هنالك طريقتان : الطّريقة التّلقائيّة،أجد نفسي جالسة وفجأة تأتيني لحظة، موقف أو إحساس شعري يمرّ في ذهني ومخيلتي، وبعدها تتم صياغته بألفاظ قليلة. طبعًا أفكّر وأعيد صيغتها، أتعب في سبكها وتنقيحها لكي أوصلها للقارئ بلغة سليمة حتّى تخدمه بشكل راقٍ.
وهنالك الطّريقة التّدريجية،عندما أفكر في فكرة مُعيّنة فأحاول أن أدرسها في كافة جوانبها.
أمّا بالنّسبة للطّقوس،لا توجد طقوس خاصّة مُعينّة. فمجال الكتابة محيط شاسع، الكاتب المُبدع لا يكتب في كلّ وقت،إنما في وقت الفضفضة.
*ـ شاعرتي الكريمة فائزة بنمسعود كما تعلمين فلكلِّ مبدع عربي أو أروبي أو غيره قلمه وأدواته وبالتالي أسلوبه الخاص في التعبير،ماذا عن أسلوبك أنت وأدواتك في الكتابة الإبداعية؟ولمن تبدعين وما هي رسالتك في الكتابة عموما ؟
-المبدع يرافق اليراع ويبث الورقة مكنونه من أفراح وأوجاع.ويبقى للنقاد (وانت واحد منهم-قالتها ببإبتسامة-عذبة-لا تخلو من عفوية) دور تصنيف هذا الإبداع،وأي كتابة إلا وتحمل رسالة في هذه الحياة،وأجد حرفي يميل لمشاركة الوطن الحبيب تونس والعالم العربي كوطني الكبير، فيعبر عما تتوالى عليه من صراعات وتدني الأوضاع.
*كما تعلمين أيتها الشاعرة النبيلة فائزة بنمسعود أنه إلى يومنا هذا ليس هناك تعريف محدد للشعر،فهل من الممكن أن تعرفي الشعر من خلال إبداعاتك المتنوعةـوهل الإبداع يمنح من الخيال أم من المحيط أم لابد من تواجدهما معا أم ماذا في نظرك ؟
-الشعر موهبة وإحساس،يتميز بالقدرة على دمج الواقع بالمتخيل،تترجمه النصوص بصور شعرية إبداعية تميز شاعرا عن الآخر،النص الشعري يحتاج لوحدة الموضوع وهذا ليس سوى دفقة مشاعر وانفعالات تتربص بالشاعر ذات لحظة،فتتدفق الكلمات منه في سربال مزركش بألوان وحده ينفرد بها،إن النص كلما انسجم مع صاحبه تكتمل معالم الجمال فيه،وكلما ارتبط بالكونية يقترب من الآخر أكثر،بحيث يغدو البوح بوحا جماعيا يعبر عن الكاتب والقارئ في ذات اللحظة،الشعر يرتقي بصاحبه حين يستطيع أن يشارك القراء انفعالاتهم واهتماماتهم ومشاكلهم،وحين يجد القارئ نفسه في كل نص، كما أنَّ عقد صلة وثيقة مع تراثنا الشعري ترتقي بقصائدنا،وكلما أكثر الموهوب من القراءة وممارسة الكتابة وبإصرار،ارتقى واكتسب آليات التعبير السليم والجميل.
إن النص الذي يتملكني هو ذاك الذي تتكامل فيه اللغة بفصاحتها والصور بجماليتها والموسيقى بإيقاعاتها الداخلية والحرف الهادف،بتعبيره عن الإنسانية،وحسن السبك والحبكة في اقتناص اللفظ.
والكتابة بصفة عامة والشعر خاصة،مثل النبتة التي قد تبقى كامنة لسنوات أو عقود ،لا تنبت وتزهر وتثمر إلا إذا توافرت المناخات الملائمة ،وهو يمنح من المحيط ومن الأعماق،فينسكب حبرا من انزياحات واستعارات وصور شعرية وجمالية لفظا وبيانا وفصاحة لغة،وترميزا وتخييلا،فيأتي بحلة تميز شاعرا عن الآخر.
*هناك عبارة تقول أن الشعر لا يموت إذا استجاب لحاجات ضرورية جوهرية لدى الإنسان، والتي هي ليست في الأصل سوى مزيج من ذاكرة وواقع واستحضار لأشياء متأصلة في روح هذا الإنسان نفسه..والملاحظ في قصائدك المنشورة هنا وهناك هذا النفس الحزين فيها وكذا التعبير في بعض الأحيان بكلمات تحمل حمولات قوية من التفاصيل التي تتكئ بالعام إلى ذاكرة تأبى النسيان.نسيان الجذور كما أيضا واقع الحال المتغير والمتحرك بشكل سريع .
ماذا يمكن أن تقولي في هذا؟
-القلم يترجم فكرا ووجدانا،فيولد النص كما شاء له الكاتب أن يكون،نسخة منه في دفقة شعور، ويولد ذات النص بتعدد قرائه،فمع كل قارئ تكتشف الكثير من الجوانب التي غابت عمن قبله، وعلى العموم فالإبداع لا يخلد إلا إن لامس القلوب وعبر عن الإنسان بكينونته وكونيته.
*يقول ابو نواس عليك أن تحفظ 1000 بيت ثم تنساها ثم أكتب الشعر،هذه النصيحة كانت لأجل أن لا يتأثر الشاعر بأسلوب غيره،برأيك هل من الضروري أن يتميز الشاعر بأسلوبٍ خاص به،أم أن التقليد في نظرك مباح ولا بأس به ؟
-من وجهة نظري ومن وجهة نظر كل النقاد يجب على الشاعر أن يتميز ببصمته الخاصة وأسلوبه الخاص وإلا لن يترك أثراً ولذلك أنا ضد التقليد، ومن خلال شعري كنت أحرص دائماً على طرق المختلف والمستحدث و الجديد من المعاني وابتكار الصور الجديدة.
* البعض يرى أن الشعر العربي لا يزال منغلقاً على مواضيع قديمة ولا تجديد فيه مما سبب له عزلة عن الاجيال الشابة…هل توافقين ؟
-لا اتفق مع ذلك الرأي فالشعر في تجدد وتجديد مستمر وهناك اتجاه كبير نحو حداثة الشعر في الأسلوب والصور والموضوعات فبرزت موضوعات واغراض شعرية لم تكن تظهر قديمًا كالاتجاه الإنساني والقضايا العامة كالطفل والمرأة والأرض وغيرها وبرز كثير من الشعراء الذين طوروا أدواتهم واسلوبهم وأتوا بشعر هو الاقرب لميول الشباب وتطلعاتهم.
* أثناء قراءتي للكتب والمجلات وتفحصي لعالم الانترنيت وقعت أمامي مقولة تقول بأن “الكتابة” تموت عندما يموت ضمير الإنسان ويكون الكاتب عبدا مطيعا للسلطة ومسؤوليها..فما رأي الشاعرة الكريمة فائزة بنمسعود في هذه المقولة،وهل تنتفي هنا حرية الكاتب ؟
-الكتابة نابعة من الذات،وإذا لم تصدقها القول تأتي لقيطة لا تشبهك،واللقيط لا أب له،هذا قولي في هذا المضمار،علينا ألا ننافق وعلى كل المثقفين أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا الوطن"الممتد من البحر إلى البحر"،إن كانوا يحبونه حقا،وأن تكون كلمة الحق أسبق وأصدق من أجله وليس من أجل غرض في نفس يعقوب.
*هل للشاعرة المتميزة الخلوقة فائزة بنمسعود أن تتحف أسماعنا وكذا القراء بشيء مما تكتب..؟

حبنا بعث وحشر

- "إذا كان حبّك لي
خطيئة وآثامَا
فاقرأْ على العشقِ السلامَا
وتنفل ْ في جوف الظلام
وصلِّ صلاة الغرامَا
وأعلمُ أنّكَ مورط في الحبّ
ويبقى الكلام كلامَا
وأعلمُ أن حبي غزاك
وأنك تحتسي الشوق هيامَا
وأعلمُ أن يومك طويـــل
وأنّ ليلك سهاد وقيامَا
وأعلمُ أن قلبكْ طفلـــي
وعنّي ما رام الفطامَا
لا تدعْ الحزن يجرّ حزنا
والحزن في العشقِ حرامَا
الحبّ قدر جميل
وللروح بلسم وانسجامَا
وقصص العشقِ لا تنتهي
دوما بلقاء وأحمر ورد
وأسراب حمامَا
وحبنا ولد كبيرا
وأكبر من كل ملامَا
وحبّنا فوق الموت
ورمز شجاعة وإقدامَا
حبنا تناقلته قوافي القصيد
ودوّنته أقلاما وأقلامَا
والحبّ في شرع الهوى مباح
وما كان يوما إجرامَا
الحبّ خلود سرمديّ
لمن أخلص واستقامَا
وحبّنا بعث وحشر
وعبور صراط
يوم تقوم القيامَا.."

*الكلمة الأخيرة للأستاذة الكريمة فائزة بنمسعود.؟
-باقة ورد إلى كل عاشق للحرف وللكلمة الراقية والهادفة،وتحية إلى أولئك الذين يشجعونني من خلال متابعتهم المستمرة وقراءتهم لكتاباتي،وتحية خاصة مع كل التقدير للشاعر والمبدع التونسي الكبير د-طاهر مشي الذي منحني فرصة كي أقترب من القارئ الكريم،وأتمنى أن تكون مساهماتي في المشد الأدبي الإبداعي في مستوى ذائقتكم الراقية وشكرا للجميع.
*فائزة بنمسعود الشاعرة التونسية ؟ :
-أغازل حرفي عله ينصفني و يرسمني ذاتا لا طالما حلمت بها..سعيدة جدا بمرور أحبة الأدب والاطلاع على كل ما أنشره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ