الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد المركزية الغربيّة

حسن مدن

2023 / 4 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ألم يحِن وقت إعادة النظر في مفهوم العولمة، التي جرى النظر إليها بوصفها عملية لا عودة عنها، فهي متغلغلة لا في ثنايا الاقتصاد وحده، وإنما أيضاً في الثقافة، وفي الكثير من أوجه المعيشة، وتتمظهر في تجليات وصور مختلفة؟

لا نملك إجابة، أو حتى ما يشبهها، أو يقترب منها عن هذا السؤال الذي نراه مهماً وجديراً بالمناقشة من قبل المختصين وأهل الثقافة والفكر، على خلفية ما يشهده العالم حالياً من تحولات، بدأت مقدماتها منذ أكثر من عقد، على الأقل، وليس المراد القول إن تدويل الاقتصاد والتجارة قد كفّ عن العمل والدوران، وإنما الإشارة إلى أنه يأخذ، في الراهن، صوراً جديدة، تزحزح الاعتقاد الذي ساد طويلاً حول اقتران العولمة بالأمركة.

قبل أيام، عدت إلى كتاب ضخم جداً يقع في المئات من الصفحات، هو عبارة عن ترجمة أصدرها المشروع القومي للترجمة في مصر لمؤلفه الباحث الأمريكي بيتر جران، يستوقفنا بدءاً من عنوانه: «ما بعد المركزية الأوروبية»، وصدرت هذه الترجمة عام 1998، فيما صدر الكتاب بلغته الأم، الإنجليزية، قبل ذلك بعامين، أي في وقت لم تكن الصين والهند، وسواهما، قد بلغتا ما بلغته اليوم من قوّة اقتصادية، حتى لو كانت المؤشرات على ذلك ظاهرة منذ ذلك الحين.

في هذا الكتاب، يعارض المؤلف تنميط التطور في العالم في النمط الأوروبي، كأن هذا النمط هو المعيار الذي به يحكم على درجة، أو مستوى تطور البلدان، أو كأنه النموذج الذي يجب أن يحتذى لبلوغ المنشود من النهضة والتقدّم، ساعياً للوقوف أمام الخصائص المختلفة لتطوّر كل بلد، وتناول، ضمن ما تناول، إنْ بالإشارة أو بالتحليل، بعض البلدان العربية، كالعراق، خاصة، وإلى حد ما، مصر.

يبدو منطقياً، لو وسّعنا زاوية النظر ليجري الحديث عن المركزية الغربية عامة، لا الأوروبية وحدها، لتشمل الولايات المتحدة لكونها القوة الأكبر في المنظومة الرأسمالية العالمية، ما يجعلنا نخال القول المناسب هو: «ما بعد المركزية الغربية» التي تحدث عنها الكاتب قبل قرابة عشرين عاماً، ونحن اليوم في لجة تحولات «الما بعد» هذه، ولا بأس من ذكر خبر طازج جداً يفيد بأن البرازيل والصين اتفقتا على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري فيما بينهما، بدلاً من الدولار، في خطوة جديدة نحو التخلي عنه، والخبر مهم، ليس لأن الصين ثاني أقوى اقتصاد في العالم فقط، وإنما أيضاً لأن البرازيل صاحبة أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسميات تجمل الديكتاتوريات والانظمة الشمولية
منير كريم ( 2023 / 4 / 6 - 18:08 )
الاستاذ المحترم حسن مدن
المركزية الاوربية والخصوصية الثقافية مفردات لتجمل الديكتاتوريات والانظمة الشمولية وتحث على قبولها كما هي , اي ان نقبل ايران الخمينية وتركيا الاردوغانية والصين وكوريا الشمالية الشيوعيتبن وروسيا الفاشية كما هي دون النظر الى توق الشعوب للحرية والحضارة الحديثة
لاتوجد مركزية اوربية بل توجد حضارة ديمقراطية بدات في الغرب وانتشرت واصبحت عالمية بحيث اصبحت الدول تصنف ديمقراطية وديكتاتورية
في ديارنا لايتمسك بهذه المفردات الا الاسلام السياسي والتيار القومي العنصري وبقايا اليسار
شكرا

اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة