الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاق بين بغداد واربيل زادني تشاؤماً !

محمد حمد

2023 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عمّت مظاهر الفرح وعلت الزغاريد والهلاهل وعبارات التأييد والدعم والشكر "للخطوة الشجاعة" التي قام بها صاحب الفخامة رئيس وزراء العراق الذي أشرف بلحمه وشحمه على توقيع اتفاق حول تصدير نفط إقليم كردستان العراق عبر شركة النفط الوطنية العراقية "سومو" إلى ميناء جيهان التركي. والمضمون الغير معلن لهذا الاتفاق هو أن ما كان يحصل عليه حكام الاقليم بالسر والخفاء وعبر طرق ملتوية سوف يحصلون عليه، وربما إضعاف ذلك، بموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد. على امل, يشبه امل ابليس بدخول الجنة، أن يقوم حكّام الاقليم بالالتزام بما ورد في الاتفاق الموقّّع بين الطرفين.
يعني، قيّم الرگّاع من ديرة عِفچ !
ويلاحظ ان الأجواء في سماء العلاقة بين بغداد واربيل صافية الى حد ما. ولو بشكل "مؤقت" كما قيل لنا. والاتفاق الذي ابرم وتم التوقيع عليه بين دولة رئيس حكومة بغداد الاتحادية محمد شياع السوداني وصاحب السمو "العائلي" مسرور البارزاني رئيس حكومة الاقليم. وامام شهود عيان, مشهود لهم تاريخياً بالغش والتزوير والنفاق، وبحضور اعلام متلفز لا يفوّت فرصة ثمينة من هذا العيار.
هذا الاتفاق، في رأيي المتواضع سيبقى حبرا على ورق. ليس لانني متشائم وثقتي معدومة في نزاهة حكّام الاقليم. بل لان التجارب الكثيرة وما تخلّلها من مد وجزر وتسويف ومماطلة من قبلهم اثبتت ان لا اتفاق يصمد لفترة ما حتى لو صدر عن مجلس الأمن الدولي وليس عن حكومة بغداد !
ان نصوص الاتفاق بين الطرفين، شان الدستور العراقي نفسه، فيها الكثير من القنابل الموقوتة والالغام، والعبارات القابلة للتفسير والتأويل وقت الحاجة وحسب الظرف السياسي. وبالتالي سيكون هذا الاتفاق بلا ادنى شك ساحة جديدة لمعارك سياسية قادمة. ومن السذاجة التصوّر ان حكومة الاقليم (العائلة البارزانية تحديدا)
سوف تترك للعراق فرصة التمتّع بخيرات الاقليم والحصول عليها باعتبارها ايرادات تدخل في الموازنة الاتحادية العامة. بدليل أن حكومة الاقليم حصلت مسبقا على كل ما تريد، كالعادة طبعا، قبل أن يطبّق هذا الاتفاق. والمال، ولا شيء غير المال هو كل ما تريده وتطلبه وتسعى اليه بكل السُبل الغير شرعية عائلة مسعود البارزاني. لقد أصبح المال هدفهم الاول والاخير. وربّهم الذي لا الٓه الا هو !
عموما، على حكّام العوائل في إقليم كردستان العراق أن يدركوا ويعوا حجم المستجدات والتطورات المتسارعة في المنطقة. خصوصا على ضوء التقارب بين إيران والسعودية، ومصر وتركيا، وسورية ومحيطها العربي. كل هذا سوف يجعل من اقليمهم المحصور بين الجبال، من المواضيع التي لا تثير اهتمام أحد. بل سيصبح موضوعا عاديا جدا. وعليهم، قبل أن يجرفهم سيل الاحداث المتلاطم، الكف عن نفخ أنفسهم كالطواوويس، والتخلّص من عقدة الغرور ولغة التحدّي واللهجة العدوانية في علاقتهم مع الدولة العراقية. فما طار طير وارتفع الاّ كما طار وقع.
الدستورالعراقي يقول: " ان العراقيين متساوون امام القانون دون تمييز بسبب العرق او الجنس او القومية او الدين او الأصل او اللون...الى آخره من هذا الكلام المعسول. اذن لماذا يطالب حكام الاقليم بحقوق مزدوجة كاكراد وكعراقيين؟ ونحن في الوسط والجنوب ليس لنا حقوق لا كعرب ولا كعراقيين. فإلى متى يستمر هذا التمييز "العرقي" والمناطقي بين ابناء البلد الواحد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح