الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسارات الحروف وكواليس الكتابة - الحلقة 15 - التوجهات الثقافية العربية - الروسية .

خيرالله سعيد

2023 / 4 / 7
الادب والفن


الحلقة 15 من مسارات الحروف وكواليس الكتابة .

* * *
التـوجـهات الثقافية العربية - الروسية . ح 15

* في إحـدى " المؤتمرات الدولية عـن الإسلام في روسيـا وبلاد القفقـاس " والذي انعقـد في جـامعة الصداقة ، وكُـنّـا مشتركين فيه مجموعة من الكُـتّاب العرب المتواجدين في موسكو، هم كل من د. توفيق سلّوم، ود. ميثم الجـنابي وأنـا ، من جامعة الصداقة بين الشعوب، حيث كانت كُـلّيتنـا " كلية الآداب والعلوم الإنسانية " والتي يرأس عمـادتهـا البروفيسور " نـور سيركفيج ، كيربايف " هي التي ترعى هذا المؤتمر الدولي عـن الإسلام، وقد حضر فيه مفكرون وأئمة ودعـاة، من جميع أنحـاء العالم، وكان من بينهـم الداعية يوسف القرضاوي، وقد دام المؤتمر 5 أيـام، كان ذلك في نهاية شهر حزيران عام 1997 .
* في هذا المؤتمر، كنت قـد تعرفت على البروفيسور والمستشرق المعروف " خـاليدوف - أنس باقيفـيـﭻ " وقد إقترحت عليه أن يلقي " محاضرة عـن الكتب والمخطوطات العربية " والتي يشرف عليهـا في جامعة سانت بطرس بورﮒ " فوعـدني خيراً، وسوف يتصل بي بعـد انقضاء أعمال المؤتمر الإسلامي المنعقد في جامعة الصداقة، ولكن كثرة إنشغالاته العلمية، وارتباطاته الكثيرة، حـالت دون ذلك .
* العــــودة إلى أصدقـائي الـورّاقين .
* بعـد فترة من انتهـاء ذلك المؤتمر الإسلامي في جامعة الصداقة، عـدتُ إلى أوراقي وكشاكيلي ذات يوم، وبعد إنتهـاء أحد إجتماعات الكـافدرا، حيث خطرَ في بالي " بعض الأفكـار " التي يجب إضافتـهـا إلى " بحث الورّاقين " وأثنـاء تقليب تلك الأوراق، عثرتُ على " رسالة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية " في الريـاض، كانوا قد بعـثوا بهـا إليّ وأنـا بدمشق، أي قبل حـوالي 4 سنوات، والتي يخبروني بهـا بأنهم " تسـلّـموا مخطوطة ورّاقو بغـداد في العصر العباسي " بأجزاءهـا الثلاث ، فـاخذت الرسالة، وكتبت لهـم رسالة عليهـا ، أستفسرُ فيها عـن " مـآل مخطوطة الورّاقين، التي بعثتهـا لهـم قبل حـوالي 4 سنوات، عندما كنت في دمشق، ومـا هي " نتيجة تحكيم المخطوط ، وهـل تمّت الموافقة على طبعهـا من عـدمهِ " وفي اليوم التالي بعثتهـا إلى " الريـاض " وبعـد حـوالي الشهر، جاءني الـردُّ بشكلٍ إيجـابي، قائلين فـيه : نحنُ كُـنّـا نبحثُ عـنك منذ مـدّةٍ طويلة، وقد تمّت الموافقة على تبني" المخطوطة " وطبعـهـا، بعد إجراء بعض التعـديلات عليهـا، بغية طباعتهـا بمجلّـدٍ واحـدٍ كبير، بدل من ثلاث مجلدات، وبعثـوا بتقريرٍ مفصل عن " منهـج العمل وفهـرسته الجديدة " ثم أوضحوا لي بأن " السيد د. عوض البـادي - رئيس قسم الدراسات والبحوث والنشر، في مركز الملك فيصل ، سوف يتوجّـه إلى موسكو في ربيع عـام 1998 ، لعدّة أمور علمية، يجريهـا مع بعض المعـاهد والكليـات ومعهـد الإستشراق، وسوف يلتقي بكم ، للتباحث حول " عـقد طباعة المخطوط - ورّاقو بغداد في العصر العبّـاسي " فنرجو تزويدنـا بعنوانكم الكـامل ورقم الهـاتف، للإتصال بكم ، مع الشكر" .
* في بداية عام 1998 ، وتحديداً في شهـر نيسان، إتصل بي د. توفيق سـلّوم من بيتـهِ، وأخبرني بأن " السيد د. عوض البـادي " إلتقـاهُ بالأمس في معهـد الإستشراق ، وطلب مني أن يلتقي بك صباح الغـد، في مكان قريب من معهـد الإستشراق بموسكو، حيث هـناك " فندق ينزل فيه " وفيه كافيه جيدة، تسمح للجلوس والحديث بشكلٍ جيّـد، واتفقـنا على ذلك، وذهبت في اليوم التـالي إلى هـناك، والتقيت د. عوض البـادي، فرحّب بـي بشكلٍ جيّـد، وأعطـاني مظروف كبير ، فيهِ" التقرير الخـاص " بدراسة المخطوط ، والإقتراحـات بشـأن التعـديلات عليه، مع عقدٍ مكتوب بشكلٍ رسمي، يحملُ شعار " مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية " ونص الإتفاقية بكافة تفصيلاتهـا، مع ذكر مبلغ وقـدرهُ " 5000 دولار " للطبعة الأولى، فوافقت على شرط أن يطبع الكتـاب في بداية العـام 2000 م ، حيث أكون قـد " دافعت رسميّـاً عـن أطروحتي للدكتوراه، والتي هي " نفس موضوعة الكتـاب " فـوافق الرجل، فجرى التوقيع على العقد الخاص بالطباعة، وسلمته للدكتور عوض البـادي، وأوعـدني خيراً بـأنه سوف يرسل " الشيك البنكي " في أقرب فرصةٍ ممكنـة .
* * *
* الشـاعـر عـزيز السماوي في مـوسـكو .
* في نهـاية الدوام الرسمي للعام الدراسي 1997 / 1998 ، عـادة مـا تكون " الأطاريح " والإمتحانات تقدّم في شهري حـزيران وتموز، من كل عام ، وفي كل المعـاهـد والكليّـات في روسيا الإتحـادية .
* علمت من أحـد الأصدقاء في موسكو، أن الشاعر العراقي المعروف الأستاذ عـزيز السماوي، قـد حضر إلى موسكو، بغية حضور "جلسة الدفاع" لإبنـه الأستاذ وميض السماوي، في الطب البشري، كما أعتقد، وقال هـذا الصديق: من الضروري إقـامة أمسية ثقافية - شعرية لـه، لا سيما وأنـهُ واحدٌ من شعراء العـامية الكِـبار في العراق، وكنت قـد اطلعت منذ مـدّة على ديوانه " أغـاني الدرويش " وهي مجموعة متميّـزة جـداً في الشعر الشعبي العراقي الحديث، وحـاولت جـاهـداً أن ألتقي به، لأن إبنـهِ " وميض " ليس من جامعة الصداقة، فلذلك لا أعرف كيفية الوصول إليه، ورحت أبحث مع الأصدقاء العراقيين لكيفية اللّـقاء بـهِ، بغية إقـامة أمسية شعرية لـه، فـاخبرني أحـد أعضاء " جمعية المقيمين العراقيين " في موسكو ، بـأن الجمعية ستُقيم أمسية لـه، فقلت هـذا جيّـد، وسنكون من الحضور .
* بعـد حوالي أسبوع، تـم الإعـلان عـن " الأمسية الشعرية " للشاعر عـزيز السماوي، وستقام في " قـاعة الأنتركلوب " التـابع لجـامعة الصداقة، وستكون الأمسية تحت إشراف جمعية المقيمين العراقيين، وفعـلاً أُقيمـت الأمسية في الأنتركلوب، وقـد ألقى الأستاذ عزيز السماوي، مجموعـة من قصائدهِ، ثم تبع ذلك " حـواراً ثقافيّـاً " يُـديرهُ د. فـلاح الشيباني ، بوصفه أحـد أصدقاءه ومعارفه من " أيـام الشـامية " في العراق . وهي ناحية من نواحي مدينة الديوانية .
وكنتُ واحـداً ممّـن تـداخل وشارك في الحـوار، وقد ركّزت في حواري معه عـن " رؤيتهِ الشعرية الحداثوية " في ديوانه - أغاني الدرويش " وكان مرتاحـاً جـداً في حواري معه، وبعـدهـا تعارفنـا بشكلٍ جيّـد، وأخبرتـهُ بـأني صديق أخيه الشاعر المعروف " شـاكر السماوي " . إنتـهى الحفل بشكلٍ رائع وإيجابي، وودعـنا الشاعر عزيز السماوي، بكل حفاوة وتقدير .
* في اليوم التـالي، وعند مـدخل الجامعة " في الكريست " حيث كُـنّـا عـادة مـا نتنـاول القـهـوة الصباحية من عند " السيدة زينـة " وكنتُ جالساً بصحبة صديقي الفلسطيني رشـيد الجمـل ، إذ قـدم أبو عـرب، مساعد السيد يرمـاكوف، مسؤول الأمن ومساعد رئيس الجامعة للشؤون الطلابية، سَـلّم علينـا وقال : كـان حفلكم جيداً بالأمس، بحضور الشاعر عزيز السماوي ،. قلت : الحفلُ ليس لـنـا ، بل لجمعية المقيمين العراقيين، قال : لا ، الحفل وحجز القـاعة بإسمك الشخصي وتوقيعـك ! وبإسم النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة! فـاستغربت الأمر وقلت : مَـن قَـدّم لك الطلب " الزايفلينـيـا " !؟ . قال : د. فـلاح الشيباني، وهـو أستاذ في جـامعتـنا، ومدرّس بكلية الحقوق. قـلت هـل قـدّمهـا بإسمهِ الشخصي! قال : لا ، قدّم الطلب بإسمك وصفتك الإعتبارية، قلت : دعني أرى الطلب المُقـدّم " الزايفلينـيـا " فذهبنـا سويةً إلى مكتبهِ، وأراني الطلب، وفيه " إسمي وتوقيعي وإسم النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة، مكتوبـاً باللغة الروسية ! ، فقلت لـه : هـل هذا خطّي ! وأنت تعرف توقيعي أولاً ، وثانيـاً، طلبـات النـادي الثقافي لهـا " فـورمة خاصة " وعليهـا شعار النـادي، فهـل في هـذا الطلب شئٌ من هـذا القبيل ! وعلى العـموم ، صوّر لي نسخةً من هـذا الطلب، هـذا أولاً، وثانيـاً ، أرجو أن لا تقبل أيَّ طلبٍ يقدّم بإسم النادي الثقافي العربي، مالم يكن بحضوري وتوقيعي الشخصي، أو حضور الزميل مصطفى الزامل " بوصفهِ نـائبـاً للرئيس، مع كون الطلب " يحمل فـورمـة النـادي الثقافي " ، ثم سـالتهُ : كيف قبلت الطلب من د. فـلاح الشيباني !
قال : هـو عراقي، ومن جماعـتكم، أولاً ، وثانيـاً ، هـو أستاذ لدينـا في الجامعة، في كلية الحقوق، وقد سـألتـهُ: لمـاذا لم يـأتِ " أبو سعاد " ويقصدني أنـا ! لتقديم الطلب،! فـأجابني : أن " أبو سعاد " مشغول جـداً في مسـألة تهيئة أُطروحتـهِ ، وبما أنـه انـا " يقصد د. فلاح الشيباني " متواجد يوميّـاً في الجامعة، فـأتيت بالطلب ! .
* أخذت " صورة الطلب المـزوّر " وعرضتـهُ على بعض الزمـلاء أعضاء الهيئة الإدارية في النادي الثقافي العربي، وطلبت منهـم عـدم الموافقة على أيِّ طلبٍ مثل هذا ، لأن ذلك يُعرّضنـا إلى المسؤولية الشخصية، واحـنا ماشاء الله،" كل العيون مفتوحة علينـا " فـأخذ الزملاء علمـاً بذلك .
عند الظهيرة، وعند تناول طعام الغـداء في " مطعم الجـامعة " ذهبت إلى غرفتـي في السكن الجـامعي، في البلوك 8 ، وقبل الدخول إلى المبنى، صادفني د. فلاح الشيباني، فسلمت عليه ، فـردّ عليّ بأسلوبٍ جـاف، فقلت لـه : لمـاذا لم تخبرني بـأنّك " قدّمت طلبـاً إلى الجـامعة بإسمي وإسم النـادي الثقافي العربي لحجز قـاعة الأنتركلوب ، لأُمسية الشاعر عـزيز السماوي ! قال : مـن أنتَ حتى آني آتِ إليك وأطلبُ هـذا الطلب ! قلت : أنـا رئيس النادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة، وأنتَ إنتحلتَ إسمي، وزوّرت تـوقيعي، وحجزت القـاعة، وقبل قليل سـالوني عـن ذلك في الجـامعة ! ولم أعرف أن أُجيبهـم، لأنك لستً عضواً في النـادي الثقافي العربي، بكونك لستَ طالبـاً، بل أُستاذاً في الجامعة، فقـال : وهسى شتريد تسوي ! روح بـلّط البحر !
قلت : هـذا لا يجوز، دعك من الخلاف بيـنـنا، ولكن كيف سيكون ردّك للجامعة، إذا سـالوك عـن هذا الأمر! هـل ستقول بـأنّك " زوّرت توقيعي " هـل تـراهم يقبلون سلوكـك أو مسلكيّتك بهـذا الشـأن! وأنت أُستاذ جامعي عندهم، وتُـدرّس مـادة القـانون !
قال : الأمسية صارت بيك وبليّـاك، وكانت ناجحة، وشتريد تسوي سوّي !، وغـادرني إلى شـأنـه .
* بقيت مُتـسائلاً مع نفسي : مـاهـو السبب الرئيسي الذي يدعـو هذا الشخص، لأن يبغضني بهـذا الشكل ! ولماذا يُقـدم على تصرفـات قـد تضرُّ بهِ ! كيف يكون الإنسان سويّــاً، إذا كان يحمل مثل هذا الحقد، وإني لم أُسئ إليه مطلقـاً! ثم كيف يكون " الأستاذ المربي" والذي يحمل شهـادة الدكـتوراه، وهـو بهذه العقلية المُـتدنّية،، ويريد أن يبني مجتمعـاً صالحـاً !؟ وعلمت فيمـا بعـد ، أنّـه يبغضني كل هـذا البغض ، لأني رفضت أن أكـون مطيعـاً بشكل أعمى لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في موسكو أولاً، والخروج المنفرد على كل قرارات جمعية المقيمين العراقيين، وثالثـاً، بغضهُ لهذا الإنجـاز الثقافي الذي حقّـقـتـهُ خارج إطـار " منظومتهـم السياسية والإجتماعية " فقلتُ مع نفسي : رحم الله الشاعر إيـليـا أبي مـاضي، وما طرحه في قصيدتـهِ والتي يقول فيهـا :
" قُـل لـن يطلبونك بِـذمّـهم .... لـو لم تكـن منهـم أجلّ وأعظمـا " .
* بعـد يومين، جـاءني الأستاذ عـادل العبيـدي، وزارني في غُـرفتـي، فرحبتُ بـهِ وقلتُ : خيراً أبـا سلام ! قال : خير انشاء الله، وكان يعتبر نفسه من أصدقائي المقرّبين : ويمـون عليّ "، وفعـلاً كنتُ أقـدرهُ لكبر سنّـه وتاريخه النضالي السياسي ،قـال : سمعت إنّـك والأستاذ فـلاح الشيباني قـد تخاصمتـم، على مسـالة " أمسية الشاعر عـزيز السماوي " وهذا الأمر مُحـزن، بوصفك أديبـاً معروفـاً، وشخصية ثقافية يُقـدرهـا الجميع، قلت : شكراً لك أبو سلام، وأنت تعرف بـأني لا أضمرُ شرّاً لأيِّ شخص، ولكني لا أسمح لأيٍّ كـان بـأن يتجـاوز عليّ أو يسئ إليّ. قال : ومـا نـوع الإساءة التي قام بهـا د. فلاح الشيبانيّ !؟
فشرحت لـه كل القضية، بكامل أبعـادهـا الحقوقية والثقافية والإنسانية . فقال : لم يخبرني بذلك! قلت : ألم تـكن أنتَ حاضراً بتلك الأمسية للشاعر عزيز السماوي ! قال : بـلا، كنتُ موجوداً، والحفلُ كان جيّـداً. قلتُ جميل ، فلو كان جـاءني د. فلاح الشيباني وطلب منّي أن أحجز له القـاعة، لمـا تـرددتُ على الإطـلاق، ولكن " يـزوّر توقيعي " ويـدّعي الفضل بـأنـه هـو من حجز القاعة بإسمهِ ! . فقـال الأستاذ عـادل العبيدي : على كـل حـال ، عزيزي أبو سعـاد ، أرجو أن تنسى الأمر " وعـدّيهـا " حتى لا تقع إشكالات، ونـندم عليهـا جميعـاً! قلتُ : سـأُعـديها، إكرامـاً لك ، وتقديراً للشاعر عـزيز السماوي، بس أرجـوك إخبرهُ أن لا يتصابى، وهـو بهـذا العُـمر وهذه الدرجة العلمية التي يحملهـا، وأن يدعني وشـاني! فقال : إنشاء الله يصير خير، ثم غـادرني عـائداً إلى بيتـهِ في " اليـوﮔـا زابودنيـا " .
* بعـدهـا ، لم يتعرّض لي د. فلاح الشيباني بأيِّ شئ، وصار يبتعـد حتى من الطريق التي أسيرُ فيهـا، ولكني بقيت على حـذرٍ مـنه، لأن الجـاحظ يقول :" إذا بـدت لكم خِـلّة من رَجُلٍ، فـاحذروه، فأنّ لـه فيهـا أخـوات " .
* * *
* في بداية شهر حزيران من العـام 1998 ، عقدت الكـافدرا، إجتماعـهـا الشهري، وكان فيهِ " حفـلاً خـاصاً " مُهـيئـاً للإحتفال بميلاد البروفيسور " أحمد أحـمدفيــﭻ إسكنــديروف " رئيس القسم، وحين أنهـينـا وقائع الإجتماع الدوري، وبـدأنـا التحضير للإحتفال بميلاد إسكنديروف " السبعيني " دخل علينـا عميد كليّـة الآداب والعلوم الإنسانية، البروفيسور " نـور سيركــيفيـﭻ كيرابايف " وجلس مُـهنِئـاً رئيس القسم " إسكنديروف " ببلوغهِ السبعين،، ثم تـلا عليه " قـرار رئاسة الجـامعة " بـإحـالتـهِ على التقـاعد، نظراً لبلوغـهِ السبعين من العُـمر، فشكره إسكنديروف على ذلك، ثم غـادر عميد الكلية الكافدرا.
* أُصيبت الكـافدرا بنوعٍ من الذهـول والصدمة، لقرار الجامعة هـذا بإحـالة إسكنديروف على التقـاعـد، لأن هُـناك أساتذة في الجامعة بلغـوا الثمانين من عُـمرهـم، ومـا زالوا في الخدمـة، ضحك إسكنديروف والتفتَ إليّ قائلاً ، بشكل شخصي : " أعتقـد إنّـك تعرف أسباب هـذا القرار " ! قلتُ نعـم ، وبشكلٍ واضح، فقـال : إنتـبـه لنفسك واطروحتك ، ومُـرَّ بهـا بسلام، فلم أستطع، بعـد الآن ، أن أُدافع عـنك أو عـن غيرك، فغــداً سوف لـن أحضر إلى الكـافدرا مطلقـاً، ولكن يمكـنك أن تـزورني في " مقـر مجلة قضايا التـاريخ ، الشهرية " وإسمهـا بالروسي " فـابروس إستوريـا " والتي أرأس تحريرهـا منذُ سنوات " وهذه المجلة، واحدة من أكفـأ المجلات الدورية في روسيـا الإتحـادية، والتي يقع مقـرّهـا خلف السينمـا الموجـودة عـند " تـمثال بوشكين " وسط مدينة موسكو .
* خيّـم الحُـزن على كـل أعضاء الكافدرا من أسـاتذة وطلاّب، ولم نحتفل بالشكل المعـتاد، وقـد غـادرنـا إسكنديروف مُـودّعـاً إيّـانـا فرداً فـرداً .
وفي الأسبوع التـالي، تقـرّر تعيين " بروفيسوراً جـديداً " للكافدرا، وهو متخصص بتاريخ الثقافة الصينية، ويمارس " اليوغـا " بشكلٍ يومي، لكن نـزعـة الغـرور بادية عليه ، بحكم سنّـهِ الأربعيني .
* مـلامح الشـؤوم، بـدأت تظهر في هـذه السنـة، ففي بـداية شهـر تموز من عام 1988 ، تـوفّـى رئيس الجـامعـة البروفيسور إستـانس ، فحزنت الجـامعة كُـلّهـا عليه، نظراً لرئاسته التـاريخية لهذه الجـامعة العريقـة، ولكونـهِ واحـداً من أبرز معـارضي الحكومة الأوليـﮔـارشية الجديدة برئاسة بـوريس يلتسين ، فقـد ترأس الراحل " إستـانس " الجامعة لأكثر من 35 سنة.
* بعـد أشهر قليلة من نهـاية عام 1998، وتحديداً في 28 / 9 / 1998 ، وصلني خبر وفـاة أستاذنـا الكبير المفكر " هـادي العـلوي " فكتبت إعـلان رثـاء، بخط يـدي على ورق كـارتـون كبير، ووضعت صورتـه عليه، موشّـحة بشريطٍ أسود ، ووقـعتـهُ من مساعد العميد لشؤون الطلبة، وعلّـقتهُ في " كريست الجـامعـة " وصورت نسخة منـه وعلّقـتهـا بالأنتركلوب، وبـدأنـا الإستعدادات للإحتفـاء بـأربعينيتـهِ، وكان الكثير من زُملائنـا في النـادي الثقافي العربي، يعرفونـه شخصيّـاً من خـلال كتـاباتـهِ، وقـد هـيأت دراسة عـنه وعـن أفكارهِ وثقافتهِ الموسوعية، إضافة إلى كلمة للدكتور ميثم الجـنابي، وبعـد مرور شهـرٍ كاملٍ، قـدّمت طلبـاً إلى الجامعـة " زايفلـينـيا " لحجز قـاعة الأنتركلوب، لإقـامة " الأربعينية الخاصة بـهِ " فوافقت الجامعة على ذلك، وتم حجز القـاعة بتاريخ 10 / 11 / 1998 ، ووزعـنـا " الدعـوات المطبوعـة " على بعض الشخصيات العلمية، مثل د. توفيق سلّوم، وبعض المستشرقين الذين يعرفون الأستاذ هـادي العلوي، وفي أثـنـاء التحضير لهذه المناسبة، وتحديداً في بداية شهر ت 2/ 1998 ، كـان قـد حضر الرفيق نـايف حـواتـمة " إلى موسكو، على رأس وفـدٍ سياسي، لِـلقـاء بعض القـادة الروس وغيرهـم، فـأخبره الزميل سـامر راشد ، عـن حفل التـأبين هذا، ودعـاه للحضور، وإلقـاء كلمة، فوافق فوراًـ وأدرجـنا إسمه في برنـامج الحفل التـأبيني .
* قبل يومين من إقـامة الحفل التـأبيني للراحل هـادي العـلوي، زارني 3 أشخاص من " جمعية المقيمين العراقيين في موسكو " وهـم كل من السيد عبد الرضـا ياسين، رئيس الجمعية، ومساعده أبو علي عجينـة، والأستاذ عـادل العبيدي، وطلبوا مني الإشتراك بفعالية " التـأبين الخاصة بـأربعينية الراحل هـادي العلوي " بـاعتبار - كما ادّعـوا - أن هـادي العلوي مثقف كبير، ويجب أن تشترك جمعية المقيمين العراقيين في موسكو بتـأبيـنـه، فقلت : لمـاذا لاتقـومون أنتـم بتـأبين خـاص بالجمعية !؟ فقـالوا : نُـريـد أن نوحّـد الجُهـد معكم، ومع نشاطك الواضح، وأيضـاً أنّـك " تـوفّـر علينـا مبلغ حجز القـاعة " والذي يتجاوز الـ 300 دولار ، وبعـد إلحـاحٍ وتـوسّل، وافقت على أن يشتركوا معنـا في الحفل التـأبيني، على شرط أن تكـون " كلمة النـادي الثقافي " هي الأولى في إفـتتـاح الحفل، لأن النشاط لـنا، وحجز القـاعة بإسم النـادي الثقافي، وهـو محسوبٌ على الجـامعة، من الناحية العلمية والثقافية، فـوافقـوا على ذلك، واقترحوا أن يقوم الأستاذ عـادل العبيدي، بوصفه الرئيس السابق لرابطة الكتّـاب والصحفيين العراقيين في موسكو، بعرافة الحفـل، على اعتبار أنـه الأكبر سِـنّـاً، فوافقـت على ذلك .
وحين أقـمنـا الحفل التـأبيني في 10 / 11 / 1998 ، وكانت القـاعة ممـتلئة بالنـاس، سـلّمت للأستاذ عـادل العبيدي " بـرنـامج الحفـل " وأسماء الذين سيلقون كلماتهم، وطلبت منـه أن يقول، وقبل أيِّ شئ، أن هـذا الحفل التـأبيني يقوم بـهِ " النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة" وبالمشاركة مع " جمعية المقيمين العراقيين في موسكو " . فوافق على ذلك، وأخذ البرنـامج المقرر، وبعـد الوقوف دقيقة صمت حِـداداً على روح الراحل هـادي العلوي، قـرأ السيد عـادل العبيدي إسم السيد عبد الرضا يـاسين، رئيس جمعية المقيمين العراقيين ، ليلقي كلمـته في هـذه المنـاسبة، فقـام وقـرأ الكلمـة، ثم قـدّم الأستاذ عادل العبيدي الرفيق نـايف حـواتمة، لإلقـاء كلمتـهِ بهـذه المنـاسبة، ثم قـدّم د. ميثم الجـنـابي، ثم جعـلني آخر المتحـدثين، وقـدّمني بالشكل التـالي : والان مع كلمة خيرالله سعيد . دون أن يذكر كلمة " أستاذ " أو " رئيس النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة، أو أيِّ كلمة تـنمُّ عـن الإحترام . فـنهضت واستهـليت كلمتي بالعبارة التـالية : مساء الخير لكل الحضور، أحِبُّ أن أشير في البداية، إلى أن هـذا الحفل التـأبيني الخاص بالأستاذ الراحل هـادي العـلوي، قـام بـهِ النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة لـوحـده، ولم تشترك معه أيِّ جهـةٍ أُخرى، وأن قـاعة الحفل محجوزة للنـادي الثقافي العربي لوحده فقـط ، فيرجى العلم بـذلك . ثم ألقيت كلمتي بعـنوان " رحيل آخر المتصوّفة " فجاءت كلمتي زلزالاً على رؤوس أعضاء جمعية المقيمين العراقيين في موسكو، حتى خـرجوا مُـنكّسي الرؤوس، والغضب يجري في عروقهـم، وعلى أثـرِ ذلك تمّـت القطيعة بيـنـنـا.مع ملاحظة أننـا كنّـا نسجّل نشاطاتنـا الثقافية على أشرطة الفيديو .
* بعـد يومين، من إقـامة هـذا الحفل، طلبني رئيس قسم شؤون الطلبة في جامعة الصداقة، السيد يرمـاكوف، إلى الحضور إلى مكتبهِ، فـاستشعرتُ خطرٍ مـا، فهـذا الرجل هـو المسؤول الأمني للجامعة، وهـو أحد أعضاء " K G B " السابقين، فـاخذتُ حـذري، واستصحبتُ معي " شريط الفيدو " المسجل لهذا التـأبين، وحالمـا وصلت إلى مكتبهِ سـالني : مـاذا كان حفلكم في الأنتر كلوب ، قبل يومين ؟
قلتُ : كان حفلاً تـأبينيّـاً للمفكر الراحل الأستاذ هـادي العـلوي، وقد قـدّمـنا طلبـاً رسميـاً لكم بهـذا الصدد، وقد وافقتم على ذلك ! والطلب لديكم موجود عـند السيد أبو عـرب ، مساعـدكم .
قال : أعرف ذلك، ولكن ، كيف سمحتم للسيد نـايف حـواتـمة بأن يتكلّم بالحفل، بشكلٍ سياسي، ويهـاجم " معـاهـدة أوسلو " ؟
قلت : الرجـل جـاء ضمن المعزيّن، وهـو من أصدقاء الفقيد، وطلب الكلمة في هـذه المنـاسبة، لرثـاء صديقهِ، فـوافقـنـا على ذلك .
قال : ومن دعـاه إلى موسكو !؟
قلت : وزارة الخـارجية الروسية، فـسألـوهـا، هـذا أولاً ، وثـانيـاً، الرجل لم يتكلّم بكلمة واحدة في السياسة.
قال : ومـا دليلك على ذلك ؟
قلتُ : هـذا الفيديو الذي سجّـلنـاه للحفل، وتستطيع أن تتـطّـلع عليه، وتحكم بنفسك، وإذا ظهـر خلاف ذلك فـأنـا أتحمل المسؤولية كـاملة، وسلمتـه الفيـديو ، فـأخذه مني وقال : سنطّـلع عليه ونعيده لك، بعـد ذلك . وقـد رأيت أن ملامحه قـد تغيّرت نحوي بعض الشئ، وهـدأ قليلاً وقال : لا تجعل السياسة تـدخل في عملكم الثقافي، قلتُ : حـسنـاً ، وخرجت .
* عرفت فيمـا بعـد ، أن جماعة السفارة الفلسطينية، من الطلبة، قاموا بكتـابة " تقـرير سياسي خبيث " يشيرون فيه إلى أن " دعـوة السيد نـايف حـواتمة " قد تمّـت من قبل أعضاء النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة، وأنـه قام أثنـاء الحفل التـأبيني بمهـاجمة " معـاهـدة أوسلو " وهـو رجلٌ من القيادات الفلسطينية المعارضة بشـدّة إلى معـاهـدة أوسلو، وأن النـادي الثقافي العربي، فيه بعض الأعضاء الذين ينتمـون إلى " الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "
* بعـد يومين ، أعـاد لي أبو عـرب، شـريط الفيديو، وهـو يبتسم وقال : لقـد أنقـذك هـذا الشريط، خُـذه واسمع منّي نصيحة للّه، وأنت تعرف أني لا أُحبّـك. قلت : ومـا هي نصيحتـك !؟ قال : حـاول أن تـنهي دراستك بهـدوء وتخلص،لأنّـك مرصود في كل حركةٍ وسكـنةٍ، وحتى داخل الأبشيشيتي ، أي السكن الطـلابي. وهذه المرّة طلعت سلامـات ، وفي المرّة القـادمة، أُأكّـد لك أنهـا ستـأتي، وسوف " تُفصَل عينك عينك " وأنت حُـر، ومع السلامة . وغـادرني . وللمرة الأولى شعرت بـأنه " نطق الحقيقة " في هـذه المرّة . فأخذت أحرص كل الحرص على أن لا أكـون في " الواجهـة " وأوكلت مهـامي الرئيسية في النـادي الثقافي العربي " للزميل مصطفى الزامل" بوصفهِ نـائبـاً للرئيس، فقـام بالمهمة أحسن قيام، وبالعموم بـدأنـا نهـدأ بعض الشئ وصرتُ أُركّـز أكثر في دراساتي التراثية، ومراجعة أوراقي والكُـتب التي كنتُ أشتغل وأعمل على إنجـازهـا، وأهـمهـا : كــتابي عـن الراحل هـادي العـلوي، لا سيما بعـد أن بعثت لي زوجتـهِ السيدة " أم حسن " آخر كـتاب لهـادي العلوي، وهـو بعـنوان " ديـوان الوجـد " وقد ذكرت لي في الرسالة المرفقة مع الكتـاب، بـأن الراحل هـادي العلوي أوصاهـا بأن أكتُـب عـن هـذا الكتـاب ، وفعلاً بـدأت أعـدُّ العِـدة للكــتابة عـنه، حتى أكملتـهُ بعـد مُـدّةٍ، ووضعت لـه عـنوانـاً " مـن وجـدِ ديـوان الوجـد - فيوضات المعرفة في القراءة الأولى ، من الألف إلى اليـاء " وهو دراسة نقدية في ديوان الوجد لهـادي العلوي، وكانت موضوعـاتهِ تشتمـل على الفصول التـالية :
1- الإهـداء .
2- في مُـفـتتـح الكـلام .
3- القسم الأول : فيوضات الوجـد من قلب الشيخ . وقد إشتمل على العناوين الفرعية التالية :
آ- الوجـد وتعريفـاته .
ب - بـديات الكـلام .
ت - تمـاهيات العـلوي بموضوعات الوجـد .
ث - ثـوابت الوجـد في " ديوانــهِ " .
ج - جـنوح الوجـد في روح العـلوي .
ح - حـدود الرؤية في الـديوان .
خ- خـلود الوجـد بفـقـد المُـوجـد .
د- الدخول في أعـماق الديـوان .
ذ - ذروة الإهـداء- مـن الذات إلى المعـنى .
ر- رؤيـا العِـباد في " صلاة القُـرب " .
ز- زوايـا الرؤيـا في " الفتـوحات البغـدادية " أو ظلال الوجد في المعرفة .
س- سِـر الهـوى في حُـبِّ أهـل الشرق .
ش - شـموخ الوجـد في " ذكر الشيوخ " .
ص - صفات الوجـد برؤيـا " البيـان " .
ض- ضياء الإدراك في حـج الطريقة .
ط- طلول الوجد في أركان العقيدة .
ظ- ظـاهر الظنـون في مسارات الوجـد .
ع- عُـليـاء الجمـال في جـواهـر المعـاني .
غ- غـاية الوجـد في خمـر التصوّف .
ف- فنـاء السريرة في مُـنـاجـاة المعشوق .
ق- قـواسم الوجـد عـند شيوخ التصوف .
ك- كـلام الجـنون في احتراقات الوجـد .
ل- لوعـات الوجـد في قلوب المحبّـين .
م - مـواجع الوجـد في فقـد الأحبة .
ن - نهـاية " الفـتوحـات" بـدايت الفيـوض .
و- وحـدة شهـود بسؤال الوجـود .
هـ - هـدايا الوجـد من حـدائق المحبّـة .
لا - لاء الوجـد النـاهية .
ي- يـاء الوجـد في فقـد المُـوجـد .
* * *
* * القـسم الثـاني : إشـراقات الوجـد في قـلب المُريد .
لـزوميات الإضافـة للـديوان .
* همسات الوجــــد المضافـة :
آ- وجـد الـوداع .
ب- وجـد الفـقــــد .
ج- وجـــد الديـار .
د- وجـد الهوى .
هـ - وجـد الغُـربة .
و- قطوفات من الوجـد .
ز - تجليـات الوجـد في الموشحـات الأنـدلسية.
ح- وجـد العـامة .
خ - خـاتـمة الوجـد، وفـاء الكلـمة .
*وقـــد وضع الراحل هـادي العلوي، على غـلاف كتابهِ، بيتـاً للحـلاّج يقول فيـه : " تـرى المحبين صرعـى في ديـارِهُـمُ
كـفتيـة الكهـف لا يدرون كم لَـبثـوا "
* وقـد جاريت هذا المعنى، حيث وضعـت على وجـه الغـلاف الثـاني لكتـابي، ثـلاثة أبيـات شعرية قُـلتُ فيهـا :
" تواجد شيخنـا وبــهِ اهـتـــــدينــــــا ،،، بوجــد الوجد نطربُ كُـلّ حــــانِ
فـإن عطشِ المُـحب فليس بدعـاً ،،، ففي الديوان يشربُ كـل فــــانِ
وإن جـاءَ المُـحــــبّ بفيضِ وجـــــدٍ ،،، فـإن الشيخ في قـلب المعــاني
* وقد أرسلت الكتـاب إلى الصديق الناشر الأستاذ سعيد البرغـوثي، صاحب " دار كـنعـان " لنشرهِ، وقد تـمّ ذلك النشر .
* * * يتبـع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ مطبعي
موفق حدادين ( 2023 / 4 / 7 - 11:35 )
السيد خيرالله سعيد المحترم
: جاء في مقالتك في بيت أبي ماضي خطأ مطبعي
يطلبونك- والصحيح يطلبوك- لأن الفعل منصوب بحذف النون لأنه من الافعال الخمسة و علاوة على ذلك ينكسر صدر البيت إذا ثُبتت النون
ومن ناحية أخرى فإن مقالتك هذه تعطي تفاصيلا دقيقة عن الاحداث مما يجعلها مصدراً تاريخيا
مع التحية
د موفق حدادين
أستاذ في الصيدلة
عمان في ٧-;- نيسان أبريل ٢-;-٠-;-٢-;-٣-;-

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل