الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة حياة نبي... ج1

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 4 / 7
سيرة ذاتية


حينما تكون مثقفا حقيقيا .... عليك أن تغادر ذاتك لذات وجودك، وعندما تكون مثقف وكاتب فقد أرسلت نفسك نبيا لقومك بني الإنسان، فأما أن تنتصر للوجود وتعلن أن الحياة ملحمة صراع بين خير الإنسان وعقله وشر النفس وأنانيتها، أو تلتحق بركب من سبقوك من الأنبياء والرسل الذين فشلوا في أن يقنعوا الإنسان أنه ليس ملاكا وليس شيطانا وليس حجرا ولا يمكن له أن يكون أكثر من كونه كائن تكون لأجل أن يكون بشرا سويا...
جاء آدم على فترة من الخلق والتكوين بهد أن أحكم الله نظاما وجوديا لا ينتهك ولا يتغير ولا يتبدل، ووضع قانونه الأبدي والسرمدي والمطلق (لا فناء ولا إيجاد... بل وجود متجدد)، وقال يا صنيعي هل ترى عينيك هذا اللا منتهى من كون لا مبتدأ له ولا غاية يصلها...
قال _ أي وربي إنه البديع المتقن الذي لا يشبه شيء ولا مثيل ممكن أن يكون.
قال _ إذا لا تعبث فمن المعجز لديك أن تبدل الثابت وتثبت المتبدل...
ومضى الله وترك الإنسان يتدبر هذا الوجود بعين العجب والتعجب فولد له ميلا أن يجرب ولو من باب إثبات ما هو ثابت، وبدأ يفكر لماذا أراد الله له أن يكون عاجزا عن اللعب بأدواته الكبرى...
إذا فلنرى هل كان كلام الرب وحديثه هن المحكم والثابت تنبيها أو أمرا أو لربما كان تحديا لي أن أفعل ما يحشى منه أو به أو له أن يكون...
فلنجرب يا رب... بسمك اللهم نبدأ رحلة العقل الأولى... فعرف أن النار ليست من قوانين الثابت فأمتلك ناصيتها وتفنن في إشعال الحرائق في كل مكان...
ومن يومها ولليوم الدخان المنبعث من حرق الوجود شيئا فشيئا سبب له أن لا يرى بوضوح ما يجري من أمامه ومن خلفه... فضاع عن تحديد الأهداف .... يسقط ويقوم وما زال في أول الطريق.
في منتصف القرن العشرين تقريبا ولد مولود جديد هو أنا في زاوية من زوايا الأرض الكثيرة... أتذكر وأنا أتلقى أول صفعة في الحياة التي منحني الإحساس أن الله كان موجودا بقربي يلقنني نفس الكلمات السابقات....
بعدها تركني ومضى دون أن يمنحني الحق في أن اسأله (من أنت؟)...
الحقيقة كنت أعرف من هو .... ولكن لأني ضيف جديد ليس عندي تجربة سوى السؤال هذا .. فام أعرف كيف أبدأ الحديث.
مع ذهابه السريع تفرق ما حولي من بشر لا أعرف أغلبهم إلا ذلك الإحساس بالدفء اللذيذ الذي كان يحتضنني في كل مرة... عرفت لاحقا أن الله أستعان بها ليكون أنا من أنا فقط.
ومضت أيضا الأيام ركضا فركضا وكأنها تهرب بي أو مني...لا أعرف هذا بماذا يفسر... لكن أعرف أني أتألم جدا من سرعة الأيام.
كنت أظنها تجري حتى نصل إلى المكان الموعود قبل الغير وهناك سنجد الماء العذب والظل الظليل والنوم تحت أشجار الفاكهة على جرف بحر فيروزي تحيط بك النعم وكأنك أبن الله أو أخيه...
عشرة عشرون ثلاثون أربعون عاما من الجري المتواصل أكتشفت أني مجنون لأنني صدقت أن الأيام تجري وأنا خلفها مقل أهبل بلا وعي...
قررت...
ماذا لو جعلت الأيام هي التي تجري خلفي؟....
ماذا يضر الله إن فعلتها بكل ثقة وأنا أعرف أنه منحنا فسحة صغيرة قال فيها :أسعى"...
فسعوعت وعسيت وأمنت بنبوءتي متأخرا.... كان أول من صدق بهذه النبوءة قلمي ثم أوراق بيضاء تباع في الأسواق لتسود، ثم أنا صدقت نفسي....
وحمل رايتي أدور في الشوارع الممتلئة بالناس، أدعو فلا من مجيب، وأحطب بالناس فلا من سامع مستجيب، حدثت الصغار والكبار عن حكاية الإنسان مع الله، لا أحد يهتم وكأني بهم يقولون... لقد هزمنا الرب وأنتهت اللعبة... قر داع أن تذكر ولا داع أن نستذكر...
ما تعبت... ولا مللت وأعرف أن أنبياء الحق لهم قلوب من فاكهة التين "ناعمة وطرية ولذيذة"، لكن الله جعل من عقولهم كـ "الزيتون" مر ولكنه أيضا لذيذ لصاحب الذوق الفريد.... ومشيت طريق الأخطار أحمل في يميني قلم في يساري رغيف خبز يابس؟؟؟؟ في مشهد أعجب من مشهد يوم حمل آدم وزوجه أغراضهما ليرحلا من جنة الله نحو هذه الأرض ليباركهما الرب بعد ذلك بقاتل ومقتول .... وتستمر الحكاية في الحلقة القادمة مع الجلاد والضحية على مسرح الوجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل