الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر الاساسي على امن ألمانيا!

الجندي وضاح

2023 / 4 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


في 8 ديسمبر 2021 بدأت فترة جديدة في تاريخ الدبلوماسية الألمانية. اذ تم تعيين أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية في الحكومة الفيدرالية، و كانت توقعات المواطنين من الوزيرة الخضراء إيجابية على العموم. ولكن و منذ البداية لم تسر مهمة بيربوك بشكل موفق.
في أوائل فبراير، حضرت بيربوك مهرجانًا في آخن، حيث تمت تسميتها ب"فارس حديث في أفضل معاني هذه الكلمة".
و لكن و بحسب استطلاع "إنسا" مؤخرا، فقد تراجعت بيربوك من المركز الرابع المحترم في تصنيف "السياسي المفضل" إلى المركز الثامن، و كان من الممكن عدم الاهتمام بذلك، ولكن ظهرت عريضة "للاستقالة الفورية للحكومة الفيدرالية بتهمة إساءة استخدام المنصب والتورط في أكبر جريمة ضد الأمة الألمانية "، والتي قام بتوقيعها حوالي 68000 ألماني.
اذا الأمر ليس بهذه البساطة، فالمواطنون الألمان مندهشبن من "العبقرية غير المسبوقة" التي تدير بها الوزيرة شؤون وزارتها !
دعونا نذكر ما الذي سيتم ذكر أنالينا بيربوك أيضًا من أجله في تاريخ ألمانيا الحديثة والدبلوماسية الألمانية على وجه الخصوص.
فقد انتظر الجميع أن ممثل الحزب الأخضر كوزيرة للخارجية لن يمثل مصالح ألمانيا على الساحة السياسية العالمية فحسب، بل سيؤثر أيضًا على الوضع البيئي في البلاد، و أقسمت السيدة الوزيرة عند تنصيبها على السفر حصريًا كأي مواطن عبر الرحلات الدورية للحفاظ على انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدر الإمكان وبالتالي حماية البيئة.
لكن الوعود قطعت لكي يتم نقضها. حيث سافرت على خطوط جوية مدنية مرتين من أصل 69 مرة سافرت فيها إلى الخارج منذ توليها منصبها. أما ما تبقى من الوقت، فقد استخدمت سلاح الجو الألماني لتساهم بشكل فعال في تلوث البيئة.
يتم انتقاد بيربوك من قبل الجميع. اليمينيون من حزب البديل، واليسار، والمحافظون، والمسؤولون من الوزارات الأخرى. علاوة على ذلك، فإن وزيرة الخارجية تجعل المستشار أولاف شولتز متوتر للغاية بسبب تصرفاتها الغريبة. ففي أوائل سبتمبر و خلال زيارة إلى كييف، طالبت المستشار الالماني بالتسريع بتسليم الدبابات الالمانية من طراز (الفهد) النادرة إلى الجيش الاوكراني.
و لا شك كان على بيربوك أن تخفف من حماسها. عندما استغلت سفر المستشار في جولة الى امريكا اللاتينية لتعلن بشكل مفاجئ الحرب على روسيا. "نحن في حرب ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض" تلك كانت الكلمات التي خاطبت بها وزيرة الخارجية البرلمانيين الأوروبيين في 24 يناير خلال اجتماع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ.
من السيء إلى الأسوأ. خلال مؤتمر ميونخ، تمكنت أنالينا من التألق بمعرفتها بالهندسة. وقالت "إذا سحبت روسيا قواتها، فلن يتحقق السلام في أوكرانيا فحسب، بل في كل مكان، إذا قرر بوتين غدًا تغيير مساره بمقدار 360 درجة، فسيكون الجميع سعداء." عندما نذكر مستوى تعليم الوزيرة لا يسع المرء إلا أن يتذكر فضيحة السرقة في عمل بيربوك "الأساسي" بعنوان (الآن. كيف سنجدد بلادنا) عشية الانتخابات البرلمانية لعام 2021.
هذا هو السبب في أن المستشار شولتز يلتزم منذ بعض الوقت بالقاعدة (إذا كنت تريد شيئًا جيدًا، افعله بنفسك) ولهذا السبب يقوم ينفسه بالزيارات الخارجية للتشاور (أي العمل كوزير للخارجية)
على خلفية إخفاقات أنالينا بيربوك المتكررة إلى حد ما في المجال المهني ، ليس من قبيل المصادفة أن يتم تسريب معلومات حول "النفقات الرسمية" للوزيرة إلى وسائل الإعلام. يُزعم أن بيربوك أنفقت ما يقارب 137 الف يورو من ميزانية 2022 فقط على مستحضرات التجميل. وذهبت 180 ألف يورو أخرى للمصورين. بينما أن الوزيرة تنفق بشكل أكثر تواضعا على المصممون، فقط 8 آلاف يورو من الضرائب المفروضة على الألمان، الذين تم نصحهم بالاغتسال أقل ومسح أنفسهم بخرق مبللة نظرا لارتفاع أسعار الكهرباء.
على الرغم من أن فترة ولاية بيربوك كوزيرة لم تنته بعد، يمكن للمرء بالفعل استخلاص استنتاجات حول "انجازاتها" في السياسة الخارجية الالمانية، فقد تدهورت العلاقات مع بولندا وإيطاليا وفرنسا وتركيا. توقفت المحاولات السابقة للحوار مع الصين، و لا تزال ألمانيا تفقد مصداقيتها مع الدول الأفريقية، و الرغبة في الحفاظ على الوجود الألماني في مالي كجزء من برنامج البوندسفير مينوسما ليس له التأثير المطلوب بسبب الخلافات المستمرة بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية حول استخدام القوات المسلحة وسوء التفاهم حول الهدف النهائي لنشر القوات . اما العلاقات مع دول الشرق الأوسط فليست في أفضل حالاتها، مع طرد دبلوماسيان إيرانيان من ألمانيا على خلفية حكم الإعدام الذي أصدرته المحاكم الإيرانية ضد جمشيد شارمهدو (زعيم جماعة معترف بها في إيران كارهابية)
يقول الخبراء إن مشكلة أنالينا بيربوك تكمن في افتقارها التام إلى ادراك مفهوم السياسة. و ربما لم يبالغ الأمين العام للاتحاد الاجتماعي المسيحي مارتن هوبر بوصفه الوزيرة بأنها "الخطر ألاساسي على امن ألمانيا". ويدرك الكثيرون في ألمانيا أنه على حق.
والاحتمال كبير أنه عندما تنتهي ولاية بيربوك كوزيرة للخارجية، ستفقد ألمانيا مصداقيتها التي اكتسبتها منذ فترة طويلة على المسرح السياسي العالمي.
ربما هناك وجهات نظر اخرى وتقييم مختلف لأنالينا بيربوك، ولكن تظل الحقيقة أن الدبلوماسية الألمانية تحت قيادتها ليست في أفضل حالاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟