الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة من الصراع على القدس والأقصى

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 4 / 7
القضية الفلسطينية


نهاد أبو غوش
التصعيد على الجبهتين الشمالية (مع لبنان) والجنوبية (قطاع غزة) ليس سوى رسائل بأن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى لا يخص المقدسيين وفلسطينيين الأراضي المحتلة وحدهم، ولكنه تطور خطير ينذر بجر المنطقة برمتها إلى أتون مواجهة شاملة. وهو أمر لا يناسب اسرائيل وحكومتها في هذا التوقيت بالتحديد بسبب المشكلات الداخلية وطبيعة الحكومة اليمينية المتطرفة، واهتزاز قدرات الردع الاسرائيلية في ضوء المشكلات التي يعاني منها الجيش.
صحيح أن احد خيارات حكومة نتنياهة كان محاولة تصدير الازمة الى الخارج لكن هذا سلاح ذو حدين، حث يستطيع نتنياهو وجيشه بدء المعركة، ولكنه لا يستطيع التحكم في سياقها ولا في نتائجها، حتى قدرة اسرائيل على القتل والتدمير يمكن أن تنعكس ضدها إذا كانت الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين أو اللبنانيين فادحة، ويزيد الأمر وبالا إذا وقعت خسائر بشرية جدية في صفوف الاسرائيليين، ناهيك عن التداعيات الدولية والاقليمية غير المرغوبة لهكذا تصعيد خصوصا أنه كان متوقعا، ولكم يكن ليحصل سوى بسبب انقياد نتنياهو لشركائه المتطرفين.
وذلك كانت الردود الاسرائيلية الاسرائيلية محسوبة ومحدودة، لكن الرد الحقيقي والأصعب جاء من الفلسطينيين انفسهم وفي قلب المعركة أي في الأراضي المحتلة في الضفة ك-مع أن الضفة تبدو أحيانا أنها الحلقة الضعيفة، فكانت عملية الحمرا لتؤكد أن العبث بالمسجد الأقصى لن يمر مرور الكرام.
الصهاينة بالفعل دنسوا المسجد الاقصى حين استباحوه وقمعوا المعتكفين ونكلوا بهم وأمطروهم بقنابل الغاز والصوت، واعتقلوا المئات من الشبان، لكن هل حققوا أهدافهم السياسية والعدوانية؟ المسجد الاقصى تحت الاحتلال منذ 56 عاما والمعركة طويلة لا يمكن حسمها بجولة، وهي لم تحسم سابقا بمجازر ومذابح ويستحيل حسمها بغارة كهذه، الاحتلال يريد فرض سيطرته المطلقة على المسجد الاقصى بحجة كونه جزءا من عاصمة اسرائيل الموحدة ، ويدعي أنه يدافع حق اليهود في العبادة وفي المقابل يحرم ملايين الفلسطينيين من مجرد دخول القدس، مع أن المسجد هو وقف اسلامي خالص بقرارات دولية عديدة، غلاوة المتطرفين يريدون تنفيذ خطة بناء الهيكل الثالث المزعوم على انقاض المسجد الاقصى، حكومتهم لا تسايرهم في كل شيء ولكنها تدعمهم وتوفر لهم الغطاء وتقمع الفلسطينيين وهؤلاء لم يعودوا مجرد جماعة هامشية متطرفة ومهووسة دينيا، ولكنهم جزء من التحالف الحكومي ويملكون اتئلافا واسعا من 18 عضو برلمان، وبالتالي فإن خطرهم يتعاظم، وما كان مجرد خطر محتمل في الأمس قد يتحول إلى واقع إذا لم يتحرك العالم للجم اسرائيل ووقف عدوانها الذي يستفز مشاعر وعقيدة مئات ملايين المسلمين. العبث بالأقصى ومحاولات السيطرة عليه لن تمر بسهولة فالاقصى كان منطلقا لمعظم الانتفاضات وتالمعارك التي شهدتها فلسطين، والمساس به قد يشعل المنطقة برمتها.
أما التوقعات بشأن ردود الفعل الحقيقية من طرف الدول والمنظمات الاسلامية فهي للاسف الحالة الدولية والاقليمية ( فضلا عن الانقسام الفلسطيني ) هي التي تغري اسرائيل وتشجعها على التمادي في عدوانها، خصوصا في ظل الأزمات الداخلية التي تعيشها عدد من الدول العربية المركزية والانقسام إلى محاور متصارعة، إسلاميا عشرات القرارات اتخذت وخصوصا لدعم صمود المقدسيين ولم ينفذ منها شيء، ولذلك تبقى ردود الفعل مجرد ردود لفظية في حدود الشجب والاستنكار وهذا لا يزعج اسرائيل بتاتا ولا يلومها بشيء، ما يمكن أن يؤثر عليها هو توحيد الموقف الفلسطيني الذي يمكن أن يساهم في اعادة بناء الموقف العربي والاسلامي، ومن ثم التحرك الموحد للضغط على الادارة الاميركية من اجل ان تلجم اسرائيل وهي وحدها من يمكنه فعل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جولات البشر من اجل التاءخي وجور العباده للجميع وتا
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 4 / 7 - 21:15 )
وتاريخيا-فيما عدا عدوان المسلمين على بلداننا واحتلالها واغتصاب نساءنا وقتل رجالنا فليس للاسلام والمسلمين اي اثار تعميريه والقدس ومافيها مطلقا لم تكن الا يهوديه -مسيحيه -صحيح ان الوحوش الغزاة المسلمين سكن بعضهم في بعض اجزاء القدس ولكنها لم تكن ابدا مدينتهم-ان تجار الحروب من الرجعية العربيه وتنظيماتها الارهابيه الماءجوره كحماس والجهاد وحزب الله لايمكن ان تعيش الا في الحروب-لذالك على جميع الشرفاء في بلداننا العربيه ان تتراص وتتوحد وتوعي الناس للانقضاض على منظمات الارهاب واقلاعها من جذورها كما عمل العراقيون ومعهم كل البشريه في القضاء على داعش وابادته على البشرية ان تتوحد لاقتلاع الارهاب في فلسطين والقضاء التام على حماس والجهاد وحزب الله حتى لو تطلب ذالك كنس اوطاننا من الاسلام الفاشي والا فشعوبنا على طريق الانقراض بفعل هذه المنظمات الارهابية المسلمه