الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا.. للصبر حدود - الكسندر دوغين

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


روسيا.. للصبر حدود - الكسندر دوغين

الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. [1]
[email protected]

قصة محكمة لاهاي رمزية. و قبلا لم تتساءل روسيا عن نوع المؤسسة. في الواقع، إنه جزء من تنفيذ الحكومة العالمية، كنظام سياسي عابر للحدود تم إنشاؤه فوق الدول القومية المدعوة للتنازل عن جزء من سيادتها لهذا الهيكل. يشمل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي نفسه، وكذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية، إلخ. فقد تم اعتبار عصبة الأمم، و الأمم المتحدة لاحقا، كخطوة تحضيرية أخرى على طريق إنشاء حكومة عالمية.
صولجان الليبرالية
دعونا نناقش الليبرالية في العلاقات الدولية، وهي أحد مكونات الأيديولوجية الليبرالية ككل. يرى الليبراليون أن قانون التقدم لا رجعة فيه، وجوهره هو الرأسمالية، والسوق، والديمقراطية الليبرالية، والفردية، والمثليين، والمتحولين جنسيا، والهجرة الجماعية، إلخ. وقد طالت جميع أنحاء البشرية. في العقيدة الليبرالية للعلاقات الدولية، التقدم يعني الانتقال من الدول القومية ذات السيادة إلى حالات السلطة فوق الوطنية. والهدف من هذا التقدم هو إنشاء حكومة عالمية. وهو مذكور صراحة وبشكل لا لبس فيه في كتب العلاقات الدولية. فجميع البلدان التي لا تريد التقدم هي، وفقا لهذه النظرية، عدوة التقدم ، عدوة المجتمع المفتوح ، وبالتالي فهي فاشية ويجب محاكمتها (في محكمة لاهاي) وتدميرها ( إلحاق هزيمة استراتيجية بها - بلينكن) و يتم وضع الليبراليين مكان القادة السياديين - ويفضل أن يكونوا متحولين جنسيا.
هذا هو الموقف الأيديولوجي الذي يقف عليه الحزب الديمقراطي الأمريكي وإدارة بايدن ومعظم النخب الأوروبية. و جميع القوى في الدول غير الغربية، التي تدعم الغرب الجماعي والعولمة الأمريكية، تدين أيضا بهذه الأيديولوجية. و هي بالضبط إيديولوجية: راديكالية، جامدة، شمولية.
قبول التحدي
من للدهش إلى حد ما أن روسيا، و لمدة 23 عاما تحت قيادة زعيم كامل السيادة، لم تكلف نفسها عناء مواجهة الليبرالية؛ وقبلت، إلى حد ما، شرعية قواعدها وهياكلها ومؤسساتها.
فالتغيير لم يطل أحدا منهم، و روسيا تغيرت مع بداية العملية العسكرية الخاصة/ SMO، وتبع ذلك تصعيد مشروع من قبل الليبراليين العالميين. لا شيء عرضي في ذلك: إنها مجرد ليبرالية. وإلى أن نطيح بهذه الأيديولوجية، داخليا وخارجيا، فإن التصعيد سيزداد حتما.
لا يمكننا ببساطة أن نذهب إلى أبعد من ذلك بدون أيديولوجيتنا.
إن قرار محكمة لاهاي باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمينة المظالم المعنية بحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا/ Maria Lvova-Belova أمر لا يطاق و يستحيل ببساطة عدم الرد عليه. إنها إهانة للبلد والشعب والمجتمع وكل شخص وكل امرأة روسية وكل أم وكل طفل. كيف يمكن للمرء أن يستجيب لهذا بكرامة؟
في رأيي، هناك مجرمون حقيقيون في هذا الوضع برمته وهم ليسوا في واشنطن أو لاهاي: إنهم في روسيا نفسها. إنهم مجموعة من الليبراليين الذين يقنعون الرئيس منذ 23 عاما بكل طريقة ممكنة بأن الصداقة مع الغرب أمر لا بد منه، وأنه السبيل الوحيد للمضي قدما، وأن تبني الأيديولوجية الليبرالية، وكذلك الاندماج في الهياكل والمؤسسات الدولية الليبرالية العالمية لا بديل عنها (بما في ذلك الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية، المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، منظمة الصحة العالمية، إلخ.). كما أنهم شوهوا مصداقية المعسكر الوطني، يسارا ويمينا على السواء، و بإقناع رئيس الدولة فإنهم يحلمون فقط بتنظيم ميدان . في الواقع، الوطنيون، من اليسار واليمين، هم شعب بوتين و سنده الرئيسي. إنهم دعمه وأنصاره المخلصون، لكن الليبراليين في السلطة أشادوا دائما بالغرب وشوهوا الوطنيين. هذا مستمر منذ 23 عاما، منذ وصول بوتين إلى السلطة.
ساعة الحساب
لقد وصلنا منطقيا إلى النقطة التي كشف فيها الغرب المشيد بنفسه على أنه هيكل إرهابي يغتالنا ويفجر خطوط الأنابيب ويسرق الأموال، وبعد أن كنا تحت تصرفه و نؤيده لفترة طويلة، وجدنا أنفسنا في تبعية مهينة؛ كان يجب قبل 23 عاما أن نتبع مسار التأسيس لحضارتنا الأوروبية الآسيوية الروسية.
ركز بوتين على السيادة. و كان من المفترض-على وجه التحديد تحت تأثير الليبراليين-أن الغرب سيقبل هذه السيادة طالما بقيت موسكو ضمن الإطار العام للحضارة الغربية، و ظلت متورطة في هياكلها ومؤسساتها، و قبلت القيم الغربية (الرأسمالية، الديمقراطية الليبرالية، الرقمنة، ثقافة الإبادة، الوكيمية/ wokism ، أي الالتزام بإدانة أي شخص لا يتفق مع الليبرالية، والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية). لقد كان خداعا منذ البداية وهذا الخداع له أفراد محددون: الكتلة الليبرالية في الدائرة المقربة من الرئيس. هم الذين ساهموا في ما يحدث اليوم، عرقلوا الصحوة الوطنية، و عملوا كل ما في وسعهم لفصل الرئيس عن الشعب، و عن القلب الروسي، و عن حاملي الوعي الوطني.
لقد حان الوقت لتسوية الحسابات. أو أنها على وشك أن تأتي. لا أعرف ما الذي يجب أن يحدث حتى يتم استدعاء الليبراليين الحاكمين إلى السجادة واستجوابهم بشدة. ربما هناك شيء آخر مفقود، لكن على أي حال لن يستغرق الأمر كثير وقت. سيف الانتقام على رؤوس الليبراليين الروس في السلطة ولا شيء يمكن أن يمنع العقاب الطبيعي، يمكن أن يتأخر قليلا ولكن لا يمكن تفاديه.
على الليبراليين الروس الرد على جميع جرائمهم. بدون هذا لن يكون هناك تطهير ولا نصر. [2]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] المصدر على الرابط:
https://www.geopolitika.ru/en/article/limit-russian-patience








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح