الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 4 / 8
القضية الفلسطينية



استعرض في هذه المقالة قصة شاب فلسطيني مقدسي ،ناشط في الحركة الوطنية الفلسطينية ، ذو تجربة طويلة في ظل الإحتلال الإسرائيلي تجسدت على مدى سنوات ،بلملاحقات و إعتقالات "إدارية "متكررة ،كانت تتراوح بين ستة أشهر و العام الكامل ، قبل أن يُخلى سبيله دون إدانة .
تحسن الإشارة أولا ،أني لست ناطقا أو موكلا من صلاح عموري ، و لكني تابعت طريق جلجلته ،"إعتقال إداري " بعد أعتقال إداري آخر ،حيث كان يأتي أحيانا ، أثناء أوقات " الفراغ " ، إلى فرنسا لرؤية زوجته و ابنته ولتوثيق العلاقة التي تربطه بالأحزاب و الجمعيات الفرنسية ، التقدمية ، الداعمة لحل عادل للقضية الفلسطينية بالضد من سياسة القمع و التمييز و الإبعاد التي تمارسها سلطة الإحتلال الإسرائيلي ،التقيت به بمناسبة أجتماع عام دعي إليه من قبل إحدى الجمعيات لسماع شهادته عن تجربته الشخصية وعن أوضاع المعتقلين الفلسطينين في السجون الإسرائيلية بوجه عام .
ما أود قوله هنا هو أن صلاح وصل إلى فرنسا هذه المرة ، منفيا من فلسطين . حيث أن سلطة الإحتلال قررت ، أغلب الظن استجابة لمساع فرنسية ، إنهاء فترة" الإعتقال الإداري " التي كان يمضيها منذ أشهر خلت ، مقابل نزع الجنسية الفلسطينية التي أخذها من والده الفلسطيني ، و نفيه إلى فرنسا كونه يحمل جنسيتها أيضا من والدته الفرنسية الأصل .
نقل المنفي ، فرتسي الجنسية ،بالطائرة مقيد اليدين ، و لم يفك قيده قبل أن تتسلمه السلطات الفرنسية من السلطات الإسرائيلية التي اعتبرت ، هذا المنفي من أب مجهول انطمس أثره ، غير مرغوب بوجوده في القدس بسبب إعتراضه ضد احتلالها و إخضاع أهلها للتمييز العنصري لدفعهم إلى الرحيل عنها . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، صادرت السلطات الإسرائيلية حق المنفي في أن ينتمي إلى فلسطين و إلى أب فلسطيني . ما يعني في الواقع أدعاء هذه السلطات باحقية منح الإنتماء إلى فلسطين لمن تريد ، و الإعتراف بألروابط العائلية و المجتمعية الإنسانية بحسب أسس إثنية وعقائدية و فكرية تجيزها.
ينبني عليه أنه من غير المستبعد أن تتخد السلطات الإسرائيلية قرار الإبعاد بحق كل من يسلك سلوكا مماثلا لسلوك صلاح عموري . هنا يتساءل المرء عن آلية تنفيذه عندما لا يكون الناشط السياسي مزدوج الجنسية ، من والدة فرنسية ؟
مجمل القول أن لب القضية الفلسطينية هو أستعماري أستيطاني ، أي بمفهومية بسيطة ، سكاني و جغرافي . ينجم عنه أن السلطة الإسرائيلية ترغب في الحقيقة بترحيل جميع الفلسطينيين الأصليين ، لان بقاءهم يتعارض مع المشروع الاستعماري الصهيوني ، بالرغم من أن عددهم صار حوالي سبعة ملايين نسمة . أما كيف الوصول إلى تحقيق هذه الغاية التصفوية فتلك هي الأزمة التي تشد على عنق المجتمع الإسرائيلي .فمن الناحية النظرية هناك ثلات طرائق لإخلاء البلاد من الأًصليين :
ـ محو وجودهم
ـ أبادتهم ماديا
ـ ترحيلهم بالقوة
  و في الختام نتساءل عن دور السلطة الفرنسية في هذا كله ؟ فالبحث يطول .
ـ السؤال الأول : هل سيكون صلاح عموري الفلسطيني المنفي ، مواطنا عاديا ، في فرنسا ؟سمعناعن ضغوطات رسمية مورست لمنع بعض الجمعيات من استضافته في أطار ، أجتماعات عامة يتحدث فيها عن فلسطين ، و عن فلسطينيته المصادرة ، ولكن القضاء أبطل شرعية هذه الضغوطات .
ـ السؤال الثاني : ما هو الفرق بين ، فلسطيني منفي ، حاصل على الجنسية الفرنسية ، من أمه ، و بين الكثيرين من الفرنسيين المولودين من آباء مهاجرين من شمال إفريقيا و جنوب الصحراء الكبرى ؟ لا سيما أن " فرنسية " هؤلاء تمثل موضوع جدال واسع في الأوساط السياسية و الإجتماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها