الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن رغد وسيف الاسلام وجمال

خالد بطراوي

2023 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما تحاول وسائل الاعلام العربية " تلميع" أبناء الزعماء العرب من الحرس القديم الذين إنتهوا نهايات مأساوية مروعة فيما سمي جزافا " بالربيع العربي".
فيظهر أولاد الرئيس المصري المخلوع في مناسبات اجتماعية وبشكل خاص بيوت العزاء لكبار شخصيات أو أقارب رموز نظام حسني مبارك البائد ويجري تسليط الاضواء على حضورهم بل ويسمحون لأبناء عامة الشعب بالتقاط صور واياهم.
كما ويلمع إسم سيف الاسلام ويظهر على وسائل التواصل الاجتماعي مرتديا الملابس الرياضية ويمارس رياضة المشي أو الركض وخاصة بعد إعلانه رسميا نيته الترشح لرئاسة ليبيا.
أما الأنيقة المتألقة دوما صاحبة الفكر القومي، الدقيقة في إنتقاء كلماتها رغد إبنة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فما زالت أسيرة للشعارات الطنانة الرنانة وتكتب تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي في الذكري ال 76 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي / القطر العراقي تقول فيها " عراق تشيده الجماجم والدم، تتهدم الدنيا ولا يتهدم" وتعلن في مقابلة معها أنها " قد تترشح مستقبلا لرئاسة العراق".
وتبدو الأمور للوهلة الأولى مجرد ضرب من الخيال لا يمكن أن يتحقق بأن يعلو سدة الحكم في بعض بلاد " الربيع العربي" أبناء زعماء الحرس القديم كجمال إبن الرئيس حسني مبارك وسيف الإسلام إبن العقيد معمر القذافي ورغد إبنه الرئيس صدام حسين، إذا يعتقد البعض أن الشعب الذي أطاح بهم سيعود وينتخب ذريتهم.
وتجدر الاشارة هنا الى أن الاطاحة التي تمت جراء التحركات الشعبية كانت عفوية للغاية ومردها هذا الكم الهائل من الظلم والطغيان الذي وقع على الشعب على امتداد فترة حكم الحرس القديم في هذا البلد العربي أو ذاك، وعندما حصل هذا التحرك الجماهيري إستفادت منه القوى المعادية للشعوب وقامت باستبدال الحرس القديم بحرس جديد قوامه الأساسي من مرتبات القيادة العسكرية العليا.
وبعد إنقشاع غيمة " الربيع العربي" وبعد أن " راحت السكرة وإجت الفكرة" كما يقولون في الأمثال العربية، تبين للجماهير العربية أن البديل الذي تسلم سدّة الحكم لم يكن أفضل من سلفه من ناحية، بل وتعمقت الحروب الأهلية وزاد الفقر وإنتشرت البطالة وأنهكت النزاعات جماهير الشعب وحصدت من أرواحهم وممتلكاتهم ما حصدت وخلفت ذكريات أليمة للغاية مع ما ترتبت عليه من آثار نفسية، لدرجة أن البعض بات يتحسر على " أيام حسني مبارك ومعمر القذافي وصدام حسين".
فباتت الأرضية مهيأة لإستبدال حرس " الربيع العربي" بحرس جديد قد يكون عماده بقايا فلول هذه الأنظمة تكريسا للمثل العربي " ما بتعرف خيري إلا لتجرب غيري".
لذلك تسمح الأنظمة المسيطرة حاليا لأبناء زعماء الحرس القديم في الظهور مجددا والتحدث لوسائل الاعلام ويدعم ذلك كله قيادة الجيش، ومن دون أدنى شك فإن ذلك يحظى بالدعم والتأييد من دوائر الامبريالية في العالم.
لكن حقيقة الأمر أن أبناء الزعماء المخلوعين والذين إنتقلوا جميعا الى رحمه الله لن يكونوا أفضل من آباءهم، فقد تربوا على أيديهم ومارسوا شتى ضروب التعذيب والتنكيل بأبناء الشعب، وسوف يستمرون في أن يكونوا أدوات طيعة بيد الاستعمار وقد يقوم البعض منها إذا ما تصدر سدّة الحكم ببعض الاصلاحات التي هي مجرد ذر للرماد في العيون.
إن الركون في الوجدان العربي الى الشخص أو الزعيم " المنتظر" الذي سيحقق الاستقلال الحقيقي ويحقق الرفاهية لأبناء الشعب هو أضغاث أحلام ليس أكثر، فتجربة التاريخ أثبتت كيف تم وأد تجربة اليمن الجنوبي الديمقراطي الذي رفع شعار " من أجل تنفيذ الخطة الخماسية وتحقيق الوحدة اليمنية " فكان هذا الشعار الذي عمل الحزب الاشتراكي اليمني بجد لتحقيقه سببا في إنهيار هذه التجربة الرائدة، إذ لم يكن الخلل في الشعار وإنما في تطبيقه فاستغلت الدوائر الرجعية النية الحقيقية لزعماء اليمن الجنوبي في تحقيق الوحدة اليمنية وتصدر علي عبد الله صالح المشهد الى أن انتهى نهاية مأساوية بعملية اغتيال.
خلاصة القول، أعتقد أن غالبية الشعوب التي هربت من "تحت الدلف" أي فترة حكم الزعماء المخلوعين الى "المزراب" أي ما بعد "الربيع العربي" ليست على إستعداد للعودة مجددا لأن يتم صلبها "تحت الدلف" من خلال أبناء حسني مبارك ومعمر القذافي والى حد ما رغد إبنة الرئيس الراحل صدام حسين.
إن غدا لناظره .... قريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكذلك ايران
جلال عبد الحق سعيد ( 2023 / 4 / 10 - 02:38 )
قرات ايضا ان الغرب يقوم الان بتلميع ابن شاه ايران المخلوع وعقد اجتماعات معه وتهيئته وتهيئة الراي العام الايراني لبرنامج لم يتم تسريب محتواه بعد


2 - سيف الاسلام أسوأ من أبيه
محمد بن زكري ( 2023 / 4 / 10 - 12:34 )
تحية طيبة
قبل فورة فبراير الشعبوية العمياء ، كان سيف الإسلام القذافي يعيش - أميرا - في أوربا (النمسا بالذات) أكثر مما يعيش داخل ليبيا . ينفق من الأموال الليبية بلا رقابة . يربي النمور على نفقة الخزانة العامة ، ويملك يختا خاصا ، ويتنقل بطائرة خاصة ، وفي لندن يسكن قصرا خاصا .
استقطبه المحافظون الجدد في أميركا ، وأعدوا له برنامجا للحكم حمل اسم (مشروع ليبيا الغد) ، وشرع في تنفيذه خلال العشرية الأخيرة من حكم والده ، فكان هو السبب الرئيس في انتفاضة فبراير ، نظرا لما آل إليه أغلب الشعب الليبي من فقر مدقع حد الجوع . وكان سيف في خلاف مع أبيه بهذا الخصوص ، لكن الابن تغلب على الأب منتهي الصلاحية .
الآن ومنذ العام 2014 ، حكام ليبيا الفاسدون هم أنفسهم حكامها خلال العشرية النيوليبرالية السوداء من تطبيق مشروع سيف الاسلام (مشروع ليبيا الغد) : وزراء ونواب برلمان و وكلاء وزارات ورؤساء شركات عامة وحتى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة .
لا شيء في ليبيا تغير إلى الأفضل ، ومشروع سيف (ليبيا الغد) يجري تنفيذه بكل دقة . وليس مستبعدا أن يعود سيف الاسلام رئيسا للدولة (في صناديق الاقتراع) ، فالارضية مهيأة تماما .

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا