الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات مع الشهيد هايل عبد الحميد

مهند طلال الاخرس

2023 / 4 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


ذكريات مع الشهيد هايل عبد الحميد، كتاب لمجموعة مؤلفين من رفاق درب واخوة نضال للشهيد ابو الهول، وهوعبارة عن [شهادات وذكريات] يقع على متن 340 صفحة من القطع المتوسط، وقد صدر بعدة طبعات عن مكتب الشؤون الفكرية والدراسات في حركة فتح، كما صدر بطبعة جديدة ومنقحة عند دار الشروق للنشر والتوزيع في عمان ورام الله سنة 2014.

في افاق مسيرة النضال الصعب، وفي دروب الرسالة العظيمة، علامات مضيئة كنجوم ساطعة لرجال كان لحياتهم دلالات ومعاني، ولاستشهادهم ايضا، منهم صاحبنا وبطل هذا الكتاب ابو الهول.

ففي خضم كفاح الانسان من اجل الاهداف العظيمة التي تتجسد بواسطتها المعاني السامية للحرية والعدالة ، ينبري ثلة من الرجال امثال بطلنا لاداء الادوار الحالمة والشجاعة، وتسوقهم اقدارهم لكي يلعبون دور البطولة في مسيرة شعبهم ونضاله من اجل الحرية والتحرير، فيعبدون طريق الحرية الذي يبدو مستحيلا في حينه.

صاحبنا وبطل هذا الكتاب صاحب سيرة ومسيرة لامعة ومزدحمة بالاحداث، وبمقدار ما كانت سيرته ومسيرته حافلة إلا انها بقيت في جوانب كثيرة منها صامتة حالها من حال صاحبها الذي لم يكن يتعامل مع الاعلام بحكم تكوينه ومعتقداته، وهذا قد يكون اهم الاسباب التي دفعت بسيرة ابو الهول الى الظل نوع ما.

ولا نبالغ اذا قلنا ان ابا الهول هو احد اركان حركة فتح في فترة مفصلية، وهو احد المؤسسين والرموز الهامة ومن جيل القيادة التاريخية التي وضعت لمساتها وبصماتها الازلية على مسيرة حركة فتح وعلى مسيرة الثورة الفلسطينية بالعموم.

هذا الكتاب عبارة عن شهادات تاريخية وذكريات عن هايل عبد الحميد ومعه كتبها كل من: ابو عمار، ابو اللطف، جورج حبش، محسن ابراهيم، ابو مازن، هاني الحسن، عبدالله الافرنجي، معن بشور، فؤاد ياسين، محمد صبيح، تيسير قبعة، فيصل حوراني، مروان عبد الحميد.

وهذا الكتاب يقدم الكثير للمكتبة الفلسطينية، فهو حين يقدم الشهيد هايل عبد الحميد عبر شهادات بعض ممن عايشوه وزاملوه ورافقوه وخاضوا معه كثير من التجارب والمحطات المفصلية والهامة، فانما يقدم هذا الكتاب ما هو اكثر بكثير من حياة رجل من جيل الرواد والمؤسسين، لكن الاجمل في هذا الكتاب ان القائمين عليه نجحوا من خلال ابو الهول بتقديم التجربة والنموذج في ان واحد.

وقد جائت هذه الشهادات الحية والمليئة لتعبر محطات حياته واحدة تلو الاخرى منذ النشأة وحتى الاستشهاد، لتقدم تجربة قائد ملهم وانسان مخلص ومتفاني بعمله حد التماهي والتطابق بين الصورة والشخص، وبين الاعتقاد والسلوك.

كتابة سيرة ابو الهول على هذا النحو يسهم في كتابة جزء مهم من تاريخ الثورة الفلسطينية ومن تاريخ جيل فلسطيني باكمله.

في هذا الكتاب ثمة محطات ومراحل رئيسية في حياة ومسيرة ابو الهول تكشف عنها، وهي محطات ومراحل تنبض بروح النضال او تعكس مواقع العطاء وطبيعة المهام التي تولاها ونوعية الاداء الذي قدمه. وكذلك ثمة سمات رئيسية لشخصيته ، وابعاد خاصة لتجربته يبرز عبرها ابو الهول صاحب الشخصية الوطنية والقومية في ان واحد، والنهج التنظيمي، والرجل السياسي، ورجل الامن، والمناضل والانسان، ولكل بعد من هذه الابعاد وقائعه وتفاصيله وثرائه. تلك المراحل وهذه الابعاد هو ماتقدمه هذه الشهادات وهذا هو سبب تميز وتفرد هذا الكتاب عن اقرانه من كتب الشهادات والسيرة والمذكرات.

وترجع اهمية هذا الكتاب بالذات وقيمته الفريدة والمتفردة الى سببين رئيسيين، اولهما:

السيرة الذاتية لبطلنا ابو الهول والتي تشي سطورها بالكثير والتي نوردها تاليا بصورة مقتضبة:

فابو الهول من مواليد مدينة صفد في الداخل المحتل في عام 1937.
هُجٍر مع عائلته في العام 1948 إلى سورية، وبعد وصوله دمشق ترك عائلته وحاول العودة الى صفد للقتال ضد العصابات الإسرائيلية.
التحق بالمدرسة في دمشق ونشط في التظاهرات والتجمعات التي كانت تجري في المناسبات الوطنية .
بدأ في شبابه المبكر بالسعي لتشكيل تجمع تنظيمي للاجئين فلسطينيين في سورية وأسس منظمة "عرب فلسطين" انسجاما مع التوجهات القومية السائدة، وكانت التنظيمات السياسية محظورة في ذلك الوقت في سورية .

قاد هايل عبد الحميد في العام 1957تحركا فلسطينيا للمطالبة بمنح اللاجئين الفلسطينيين نفس الحقوق المدنية للمواطنين السوريين، باستثناء الجنسية وجواز السفر، حفاظاعلى الهوية الوطنية الفلسطينية وتحقيقا لكرامتهم .وقد اقر البرلمان السوري برئاسة أكرم الحوراني حينها المطلب الفلسطيني.

انضمت "منظمة عرب فلسطين" التي أسسها في سورية هايل عبد الحميد في العام 1960 إلى حركة فتح.
كان أحد مؤسسي حركة فتح بألمانيا والنمسا، وشارك في تأسيس حركة فتح بالقاهرة سنة 1964 وكان أمين سر التنظيم في القاهرة.
أصبح معتمد في "فتح" إقليم لبنان سنة 1972 .

حوصر مع خليل الوزير "أبو جهاد" وقوات الثورة الفلسطينية في خريف 1983 في طرابلس من قبل المنشقين والقوات السورية ثم انضم لهم ياسر عرفات حتى 19 كانون الأول/ديسمبر 1983حين غادر طرابلس بحرا برفقة ياسر عرفات والقوات الفلسطينية.

تولى مسؤولية الأمن والمعلومات لحركة "فتح" إلى جانب صلاح خلف "أبو إياد" .
عمل مفوضا لجهاز الأرض المحتلة بعد استشهاد خليل الوزير "أبو جهاد" إضافة إلى مسؤولياته في جهاز الأمن، واستمر في ذلك حتى تاريخ إستشهاده مع صلاح خلف "أبو إياد"، وفخري العمري"ابو محمد"، في عملية اغتيال في قرطاج بتونس يوم 1991/1/14، وحملت منظمة التحرير الفلسطينية "الموساد" الإسرائيلي مسؤولية اغتيالهم بواسطة جماعة "أبو نضال" .

وثانيا: ترجع اهمية هذا الكتاب وقيمته الفريدة والمتفردة الى: اسماء المساهمين بكتابة فصول هذا الكتاب؛
ابو عمار، ابو اللطف، جورج حبش، محسن ابراهيم، ابو مازن، هاني الحسن، عبدالله الافرنجي، معن بشور، فؤاد ياسين، محمد صبيح، تيسير قبعة، فيصل حوراني، مروان عبد الحميد وصخر حبش. واهمية هذه الاسماء وقيمتها نابع من حجمها وتاريخها في مسيرة الثورة الفلسطينية لكن ليس هذا وحده سبب التميز هنا؛ فما كتبه هؤلاء القادة بحق ابو الهول لم يكن كحال غيره من الكتب ذات الطبيعة المشابهة!؟ فهذه الكتابات جلها جاءت بمثابة شهادات تاريخية على محطات ومواقف مفصلية بتاريخ الثورة الفلسطينية ومسيرتها الصعبة كان بطلها دائما ابو الهول؛ وهذه الشهادات ضمن هذا السياق جعلت من هذا الكتاب افضل ما كتب على الاطلاق في سبيل التوثيق الخاص لمسيرة اي من قادة ورموز النضال الوطني الفلسطيني، والسبب الرئيس في هذا مرده الى ان هذه الشهادات ابتعدت عن الرثاء وكلمات التأبين وانصرفت بفعل لكتابة فصل من تاريخ الثورة الفلسطينية من خلال كتابة سيرة شخصية لبطلنا ابو الهول وسيرة جمعية لمسيرة الثورة ، وعليه غدا هذا الكتاب اهم ما كتب في هذا المضمار على الاطلاق، ولهذا السبب بالذات يمكن اعتباره مصدرا ومرجعا لفترة هامة من مسيرة الثورة الفلسطينية وبحيث تخسر اي مكتبة فلسطينية كثيرا كثيرا اذا خلت رفوفها من هذا الكتاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و