الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالجات مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي لقضايا الطلبة والشبيبة

ماجد فيادي

2006 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يتصف مشروع البرنامج في مجال الطلبة والشبيبة بجوانب إنسانية تتوالم وطموحات الحزب الشيوعي العراقي لعراق خالي من الدكتاتورية والحزبية الضيقة والطائفية, لكن يشوبه ضعف في الصياغة أضعفت من كم الأهداف الحقيقية التي يسعى لتحقيقها, ولعل المشروع بصياغته الحالية يعيبه نقطتي ضعف اتناولهما هنا بالإضافة الى بعض النواقص التي يمكن تكملتها.
الأولى خلط فئة الطلبة والشبيبة في مكان واحد من البرنامج, وعدم الفصل بينهما في طرح الأهداف والحلول, ففئة الطلبة لها مشاكل تختلف عن مشاكل فئة الشبيبة, كما هناك ضعف في تفصيل مشاكل الشبيبة أنفسهم, على سبيل المثال, أصحاب الشهادات يختلفون في احتياجاتهم عن من لم يحمل الشهادة, كذلك مشاكل شبيبة الطبقة العاملة والفلاحين تختلف عن مشاكل شبيبة الطبقة الرأسمالية.
الثانية وهي صفة عامة في البرنامج, عدم تقديم الأولويات على الأهداف المستقبلية, من هنا صار البرنامج يقترب من معالجة قضايا الطلبة والشبيبة في أوضاع اعتيادية, تخلو من المشاكل الأمنية وهيمنة المليشيات على الجامعات والمعاهد والمدارس والشارع وفقدان الخدمات الأساسية.
بهذا يجد القارئ مشروع البرنامج يعبر عن آمال وأهداف لواقع غير الذي يعيشه الشعب العراقي, عليه يجب تفصيل المشاكل وتحديد الاولويات وطرح الحلول بما لا يترك الالتباس في الفهم.
في تفاصيل ما جاء ضمن مشروع برنامج الحزب ورد, (إن حزبنا الشيوعي يولي اهتماماً خاصاً بالشبيبة، ويعمل من أجل ضمان تمتعهم الكامل بالحقوق والحريات المكفولة دستورياً في التنظيم والتعبير ويسعى من أجل محاربة البطالة في صفوفهم وضمان المساواة لهم في الفرص والأجور وتهيئة مستلزمات حصولهم على التعليم والتدريب والتأهيل المهني وتوفير شروط تطوير كفاءاتهم ومواهبهم الإبداعية لتساهم في بناء العراق الجديد ودولته الديمقراطية العصرية.)
هذه الفقرة تعني للقارئ أن الدستور العراقي ينصف الطلبة والشبيبة ويحقق طموحاتهم, لكن الحقيقة غير ذلك فالدستور يتجاهل حقوق الإنسان المنصوص عليها في منظمة الأمم المتحدة, التي بدورها تشكل ضمانة للطلبة والشبيبة في التعبير عن طاقاتهم وأمانيهم.
هذا ينبهنا الى حاجة مشروع البرنامج الى فقرة خاصة بتغير مواد وإضافة مواد الى الدستور العراقي الحالي, ولا عجب فإن الحزب وافق على هذا الدستور بتحفظ.
في فقرة أخرى (يناضل الحزب الشيوعي العراقي من أجل تكريس الطابع الوطني الديمقراطي للدولة الجديدة، والشروع بإصلاحات اقتصادية تهدف إلى توسيع قاعدة الاقتصاد الإنتاجية، وتغيير بنيته الأحادية وتحديثه، وتأمين توزيع أكثر عدلا للدخل وللثروة، وتنمية الموارد البشرية، والعناية بالفئات الاجتماعية الأكثر تضررا.).
لابد هنا من الإشارة المباشرة الى فئة الطلبة والشبيبة التي تمثل الأكثر تضررا في المجتمع العراقي, في عهد الدكتاتورية وما بعدها.
في فقرة أخرى(ويرى الحزب الشيوعي العراقي نفسه جزءا من الحركة العالمية المناهضة للعولمة الرأسمالية، ًباعتبار هذه العولمة تجسيدا لفرض الليبرالية الجديدة على الصعيد الدولي، عن طريق اعتماد العنف السياسي والتدخل العسكري لإخضاع العالم وشعوبه للإملاءات الاقتصادية والسياسية للاحتكارات والمراكز المالية العالمية الكبرى والدول الرأسمالية المتطورة، وما يعنيه ذلك من عسكرة العلاقات الاقتصادية الدولية، وتوظيف القوة العسكرية لتحقيق نتائج اقتصادية.).
إن العمل على هذا الصعيد يعني بالضرورة الإشارة الى وسائل عمل الطلبة والشبيبة في التضامن بين الشعوب أمام العولمة الرأسمالية, خاصة وان الطلبة والشبيبة العراقية تفتقر الى المعرفة لوسائل النضال من هذا النوع, فالدكتاتورية والحصار الاقتصادي والطائفية, عزلت الشعب العراقي عن المجتمع الدولي لسنين طويلة, افقدهم التعرف على أشكال ووسائل النضال. على أن يضاف هذا التوضيح في هذه الفقرة نفسها أو في مجال الطلبة والشبيبة.

التربية والتعليم والبحث العلمي...
المقدمة تخلو من الإشارة الى الدور السلبي الذي لعبته المليشيات الحزبية والطائفية من تخريب لا يقل عن ما قام به الدكتاتورية على مدى سنين طويلة.
يخلو البرنامج من الإشارة الى ضرورة عودة معهد الفنون الجميلة الى الدوام المختلط للطالبات والطلبة لما لذلك من أهمية كبيرة في إنجاح واستمرار هذا المعهد المهم في حياة المجتمع العراقي.
يخلو المشروع من الإشارة الى فتح الأقسام المستحدثة جديدا نتيجة التطور الكبير في التكنلوجيا, وعلى سبيل المثال في المانيا أغلق قسم ميكانيك السيارات من الدراسة المهنية, واستبدل بقسم الميكانيك الكهربائية, فالسيارات الحديثة التي تدخل العراق لا يمكن إصلاحها بالطرق القديمة دون استخدام المعدات الكهربائية الحديثة.
يخلو المشروع من التأكيد على مبدأ التدريب في الشركات الحكومية والخاصة, للطلبة المهنيين والجامعيين خلال فترة الدراسة, فهذا المبدأ يوفر خبرات تهيئ الخريجين لسوق العمل بكفاءة عالية.
يخلو البرنامج من الإشارة الى تبادل الزيارات بين طلبة المدارس والمعاهد والكليات العراقية والعربية والعالمية. فهذا المبدأ معمول به على نطاق واسع عالميا, يهدف الى توطيد العلاقة بين الأجيال القادمة من ثقافات مختلفة وتبادل الخبرات في طرق التعليم والتدريب.
يشير المشروع الى تشجيع البحث العلمي, وهذا غير كافي, بل يجب تحديد برنامج خاص بالبحث العلمي وإمكانيات الإنفاق عليه, لما له من دور كبير في تطور الصناعة في البلد وتوفير فرص عمل جديدة.
مرحليا ضرورة تقديم دعومات مادية للطلبة تعينهم وأوليائهم بسبب الوضع الاقتصادي السيئ في العراق.
دعم الطلبة في مجال وسائط النقل أسوة بما تقدمه الدول المتقدمة للطلبة.
أخيرا يجب وضع كل ما يخص الطلبة في مجال التربية والتعليم وعزله عن الشبيبة خلافا لما جاء في فقرة الطلبة والشبيبة.


خصص البرنامج فقرة خاصة بالطلبة والشبيبة, تبدأ بعبارة ( في هذا المجال نناضل من اجل.) هكذا تفتقر الفقرة الأكثر أهمية في البرنامج والتي تتعلق بمستقبل العراق بدون مقدمة تفي حق هذه الفئة, من هنا يجد القارئ بساطة في التعامل مع مشاكل الشبيبة والطلبة وسبل حلها, كما إن النقاط الواردة في الفقرة فيها من التركيز والخلط وضعف في الصياغة ما يجعل فيها التباس في الفهم.
في النقطة التالية 1. الارتقاء بدور ونشاط الشبيبة والطلبة، واستعادة مكانتهم الحيوية في المجتمع، ودعم حقوقهم وتطلعاتهم الديمقراطية في التنظيم الطلابي والشبابي الحر والمستقل، وتحرير المنظمات الطلابية والشبابية من الوصاية والهيمنة، ومساعدتها في تشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية، وايلاء اهتمام خاص بالشبيبة العمالية والفلاحية.
هنا ونتيجة الخلط بين الطلبة والشبيبة, يفهم من عبارة ( وايلاء اهتمام خاص بالشبيبة العمالية والفلاحية) تفضيل الشبيبة العمالية والفلاحية على الطلبة, في حين المقصود هو التميز بين فئة الشبيبة المنتمية الى طبقة الرأسمالية والمنتمية الى طبقة العمال والفلاحين.
في النقطة 2. تحسين مستوى حياة الشبيبة والطلبة، وضمان التعليم المجاني لهم، وتوفير وتحسين الأقسام الداخلية المناسبة وكل متطلبات العيش الكريم للطلبة، وتمكينهم من إنجاز مهماتهم الدراسية والأكاديمية في أجواء آمنة، بعيداً عن أية ضغوط أو تهديدات، وضمان فرص العمل للخريجين وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم.
هنا تبدأ الفقرة بالإشارة الى الطلبة والشبيبة ثم تنتقل الى الطلبة دون الشبيبة وتنتهي دون التميز بين الطلبة ومن تخرج منهم, كما تشير الفقرة الى الأقسام الداخلية بطريقة غير واضحة, تفتقر الى دعم الطلبة بوضوح في الأجور الرمزية للسكن بالأقسام الداخلية وتوفير الخدمات المتطورة كالانترنيت وخدمات الرياضة.
في النقطة 4. وضع خطط تفصيلية خاصة بالشباب تستهدف مكافحة البطالة في أوساطهم وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لاستيعابهم. ويمكن البدء بتأمين مساعدات حدٍ أدنى للعاطلين عن العمل منهم تسد حاجاتهم الضرورية إلى حين إيجاد فرص عمل لهم.
العبارة تخلط بين قضيتين مهمتين الأولى تتعلق بالمختصين لرسم اقتصاد البلد وتوفير فرص العمل, وتفتقر الى الإشارة لمعالجات المشروع لمشاكل البطالة, كأنما المعالجات السابقة تختلف عن ما تطرحه هذه الفقرة, والثانية تتعلق بإقرار مبدأ المساعدات المالية لفاقدي العمل لأسباب قلة فرص العمل أو المرض أو العاهة الخلقية أو الأمومة, وهنا الصياغة خجولة وغير واضحة التعبير في نوع الدعم المقدم.
يفتقر البرنامج لطرح أفكار تحل مشاكل العنوسة المنتشرة بين الفتيات والشبان, والمتعلقة بأسباب الهجرة السابقة في عهد الدكتاتورية والحالية في عهد الاحتلال والمليشيات الحزبية والإرهاب وفقر الخدمات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو