الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتلال ام تحرير وغزو ام تغيير؟!

عدنان جواد

2023 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


سقوط ام تغيير وتحرير ام احتلال؟!
بعد حكم الدكتاتور صدام حسين هو وعائلته وحزب البعث الذي مارس الظلم بأشد انواعه، ما يزيد على (35) سنة من حروب ومقابر جماعية وسجون تفتقر لأبسط حق من حقوق الانسان، حتى ان الناس في ذلك الزمن فقدت الامل في تغيير ذلك النظام وسقوطه، لان اغلب الشعب يعيش في سجن كبير، وكان كل المتضررين من النظام يعتبر اسقاط النظام من اشباه المستحيلات، في الحقيقة ان الكثير من الناس التي كانت تعاني وخاصة الذين عاشوا الحصار وشظف العيش والتهجير، كان يعتبر دخول القوات الامريكية واسقاطها نظام صدام بانه تحرير وتغيير نحو الاحسن، وانه اتى لصالح المظلومين ضد الظالم، وللطرفة نذكر وبعد استلام اول راتب بالدولار لاحد (الشياب) كبار السن، امر زوجته بعمل وليمه اجرها (بثواب) لام بوش الابن ، عرفاناً منه على تحريره العراق من قبضة البعث ونظام صدام المقبور،
ولكن وبعد(20) سنة تحولت تسمية دخول القوات الامريكية الى العراق ، الى غزو واحتلال وحتى كبار السن تراجع من بقى منهم على قيد الحياة عن قراره السابق بالتحرير، لان الاغلبية من الشعب قد جربت من جلبتهم الولايات المتحدة الامريكية، ووضعتهم في السلطة ولم تلمس صدق في الكلام، ولا تطبيق لما يقال، ورغم ان حكام اليوم هم معارضي الامس، وكان خطابهم في ايام المعارضة وفي بداية حكمهم، انصاف المظلومين والقضاء على الفقر والمرض وتطوير التعليم وتوفير السكن والعمل، ولكن الحقيقة ان البناء بدأ للنظام السياسي الجديد منذ التسعينات في مؤتمرات المعارضة التي تم جمعها على اساس المكونات العرقية والاثنية والقومية، وهي التي جلبت بعد ذلك المحاصصة والتوافقية والحزبية، وهي التي ولدت حكم الاحزاب والتي اصبحت تعمل لمصالحها الخاصة والشخصية بعيداً عن مصالح المكون الذي تدعي انها تمثله، وان اغلبها لازال يقول ان هذه الفترة قصيرة في عمر الشعوب لتتقدم ، فيما ان هناك دول حققت قفزات اقتصادية وادارية وسياسية واجتماعية واعمار وتطوير خلال خمس سنوات فقط ، وان السبب الرئيسي هو الولايات المتحدة الامريكية، فهي من تولت ادارة الاموال والسلطة من زمن جي كارنر الى بريمر، الاول جلبوه للأعمار والثاني لإدارة الحكم، وبالنهاية ليس هناك اعمار والعملية السياسية تحولت الى فوضى، ولكن هذا لا يعفي من تصدى للحكم في العراق من المسؤولية، وهي ايضاً اخطات في اختيار النخب المؤهلة للحكم، فالمعارضة نشأت في بيئة خارجية اشترطت عليها البقاء بولائها لها بعد توليها الحكم، فاغلب من تصدى للمناصب منذ 2003 ولحد اخر حكومة هم اصحاب الجنسيات البريطانية والامريكية وغيرها، لذلك اغلب قراراتها وقوانينها تنصف من كان في الخارج ولا تنصف من كانوا في الداخل، وتلك الاحزاب تفكر بنفسها اولاً ولم تفكر بمشروع الدولة والمواطنة، فاصبح للبعض سلاح واتباع وقصور ومقرات وبدون قانون ينظم عملها ، فاصبح القتل مشهد شبه يومي ، وكل هذا من اجل ان يبقى هذا النظام الديمقراطي المشوه، فتسمح لجهات برفع السلاح ضد الجيش والشرطة بحجة الحرية والديمقراطية!!، فسقطت مدن بيد الارهاب ، واخرى تهدد باستخدام السلاح ضد المحتل واغلب ضحاياها من ابناء الوطن!، والنظام الاقتصادي لا هو اشتراكي ولا هو رأسمالي.
واليوم وبعد (20) سنة ، اكثر من30% تحت خط الفقر، وبالمقابل 10% اصبحوا مليارديريه بعد ان كانوا قبل 2003 لا يملكون شيئاً، وهم بغالبيتهم من الذين دخلوا في العملية السياسية، فالسلطة توصل الى المال( السلطة تفتح الكنوز) في العراق، فالنفوذ السياسي يقود الى النفوذ الاقتصادي، وفي اخر استبيان اجرته مؤسسة غالوب الدولية ان 63% من العراقيين غير راضي على النظام الحالي وخاصة من الاعمار الاقل من 35 سنة، لانهم لم يعيشوا ماسي النظام السابق ، وان سبب الغزو والاحتلال للعراق هو سرقة الموارد الطبيعية حيث بلغت نسبته 51% من الاستبيان ، وحجة جلب الديمقراطية نسبتها قليلة، لذلك فان كلمة التغيير والتحرير صارت محل انتقاد وتندر من اغلب العراقيين، وان الولايات المتحدة الامريكية يبدوا انها سوف تخسر العراق كما خسرت الكثير من حلفائها لأنها تفكر في مصالحها اولا ولا يهمها ما يحدث لشعوب البلدان التي ساهمت في اسقاط انظمتها، فعلى الحكومة الحالية حكومة السوداني ان تحاسب السارقين وتطبق ما كتبته في برنامجها، والا تخضع للأحزاب في اتخاذ قراراتها، والا فسيكون مصيرها حالها كحال الحكومات السابقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز