الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم تركي والهدف سوري والسماء عراقية

محمد حمد

2023 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كعادتي انظر بعين الشك والريبة الى كل ما يدور في العراق وحواليه. لان اليقين شبه معدوم والحقيقة غالبا ما تتأرجح بين النفي والتأكيد ثم تتلاشى في سماء المزايدات والاتهامات المتبادلة بين أصحاب الشأن. وفي هذه الايام تعج وسائل الإعلام بخبر ما زال طازجاً وخاضعاً في الوقت نفسه لوجهات نظر مختلفة. ويتعلق بمحاولة تركية، حقيقية ام مزعومة لاغراض دعائية، لاغتيال السيد مظلوم عبدي قائد تنظيم قسد ( قوات سورية الديمقراطية) في سماء محافظة السليمانية شمال العراق.
واول ملاحظة هي أن الهجوم تركي و الهدف سوري والسماء عراقية. وتم في هذه المحاولة استهداف محيط مطار السليمانية ( الدولي) دون وقوع إصابات والحمد للّه. والملاحظة الاخرى هي: لا اعرف لحد الآن سرّ ولع وهيام وغرام بعض الأحزاب الكردية بمفردة الديمقراطية؟ التي توشك على الاختفاء نهائيا من قاموس وابجدية السياسة بسبب فقدانها لاي محتوى او معنى قابل للترويج حتى في الدول التي انتجتها. وبذلت كل الجهود الغير نزيهة واللاشرعية لارغام الدول والشعوب الاخرى على تفبّلها باعتبارها الدواء الشافي لكل العلل والامراض.
والمدهش والمضحك في آن واحد حول قصف مطار السليمانية من قبل تركيا هو ردة فعل حكومة بغداد وامارة آل برزاني في اربيل. فقد رفعوا اصواتهم "الهادرة " عاليا مطالبين تركيا بتقديم اعتذار رسمي إلى بغداد لأنها انتهكت "سيادة العراق" بقصفها مطار السليمانية (الدولي) دون سبب وجيه. وما فات على حكام بغداد واربيل "الاشاوس" هو أن تركيا تفوم بقصف اربيل ودهوك بشكل دوري وعلى مرأى ومسمع من الجميع . تحرق المزارع وتشرد الفلاحين الكرد من قراهم وتدمر ممتلكاتهم المتواضعة، ولم نسمع احدا، لا من بغداد ولا من اربيل، يطالبها بتقديم اعتذار رسمي.
وتحليلي لهذا الامر هو ان محافظة السليمانية ما زالت، من حسن الحظ، مدينة عراقية. وبالتالي لها علاقة بسيادة العراق. اما اربيل ودهوك فلا. أو على الورق فقط. فهما محافظتان ما زالتا خارج " الصف الوطني" وتحت هيمنة وسلطة آل بارزاني. ومن اجل عودتهما الى العراق يحتاج الامر الى المزيد من " التفاهمات" والتنازلات من قبل حكومة بغداد.
أن انتهاك تركيا للسيادة العراقية ليس أمرا جديدا. فياما وياما وياما صالت وجالت في ربوع إقليم كردستان العراق، باعتباره حديقتها الخلفية ! ولم لا؟ إن تركيا دولة مجاورة،(والجار حقّه عالجار !) ثم إن لديها تفويض وضوء أخضر من حكومة الاقليم وقادته الذين يتباكون اليوم على "سيادة العراق" خصوصا من رجال مسعود البارزاني الذي يغلق عينيه ويسد اذنيه ويعقد لسانه عندما يتعلق الأمر بسيادة العراق.
ان مظلوم عبدي، الذي اوشك ان يخلق لنا مشكلة عويصة مع اكثر من طرف، لم يكن في سفرة سياحية ربيعية مع أفراد عائلته، لا ابدا. الرجل كان بصحبة ثلاثة ضباط امريكان. وماذا كان يفعل معهم؟
ما زال هدف هذه الجولة التفقدية بطائرة هليكوبتر مع رفاق " النضال" الامريكان مجهولا حتى هذه اللحظة. كمعظم ما يجري في المنطقة حيث تسود سياسة الغموض والنفي والتعتيم لأسباب "امنية" تدور حولها الشكوك والتساؤلات. .
لا أحد لديه شك بان مظلوم عبدي قائد منظمة "قسد" التابعة قلبا وقالبا لامريكا، كان يخطط للتآمر على العراق او تركيا او سوريا. وهنا تجدر الاشارة إلى ان امريكا تقوم بشكل منظم بسرقة القمح والنفط السوري وتهربه إلى شمال العراق تحت انظار ومشاركة عبدي مظلوم ورفاقه. كما يفعل حكّام اربيل من آل البارزاني مع النفط العراقي.
والمؤسف في كل هذا الموضوع هو أن أهالي محافظة السليمانية العراقية خرجوا في تظاهرة حاشدة ضد القصف التركي لمطار مدينتهم يرفعون علم الاقليم وليس علم العراق الاتحادي. ومع هذا يأتيك واحد (بطران" بحدثك عن "السيادة العراقية" ويطالب تركيا بتقديم اعتذار رسمي ! فيا اشقاءنا في الوطن لماذا تكرهوننا إلى هذه الدرجة المحزنة؟!
أما في محافظة أربيل العراقية (مع وقف التنفيذ) فيخيّم صمت القبور على جميع المستويات الرسمي والحزبي والشعبي. ولا تعنيهم بشيء لا سيادة الاقليم ولا سيادة العراق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟