الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باول ملدون- جائزة البوليتزر في الشعر الإنسان في شعري : ثروة من الرقص اللامتـناهي

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)

2003 / 6 / 3
الادب والفن


     ربما كان البروز الأخاذ الذي يتمثل في حقبى الشعراء الأكاديميين ، اثرا في تحليل العزوف الجماهيري ـ الى الرواية والقصة القصيرة ، كوسيلة لقتل سويعات الإستراحة في دوائر عالم اليوم الضاج بهياكل البنى المادية والمثخن بجراح الصمت ، عبر حقب زمنية ، يقف الشعــر المنتخب قيها يتيما عن اساتذه وآلهته المسحورين والمسحرين .

ليس هذا فحسب بل ان ثيم الصراع الإيدولوجي ، وانماط الثيمات العليا الدالة في العمل السيمي ، وبقية فنون الحضور اليومي ، لم تعد هي الأخرة ،  سوى ارهاقات وتكرارات منمذجة ومــكررة ، وهو الأمر الذي جعل من المكتب الشعري خطوة تجاه اعتناق الشعر كــمطلق وكينونة مجردتين ، ازاء غياب رسل المعرفة الأخرى .

        وهو الأمر الذي ينوه الشاعر الآيرلندي المولد والأميركي الإقامة –  باول مولدوون – الفائز بجائزة البوليتزر الشعري للعام 2003 – حيث إتفقت  لجنة التحكيم المؤلفة من كل من : -  هيلين فارتر : الأستاذة في جامعة هارفرد ، والشاعر روبرت بينيسكــي استاذ مادة الشعر – في الكومبردج ، والمخضرم ستيفن يانسير ، بروفيسور مادة الأدب الإنكليزي – جامعة كاليقورنيا – لويس انجلوس .

وللقاريء العربي ، فقد بدأ هذا الشاعر المتفرد حياته مقدم برامج إذاعية وتلفزيونة في مسقط رأسه الآيرلندي – في بلفاست – ومنها نال درجة البكلوريوس من جامعة الملكة ، وهو بقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ العام 1987 ، ويعمل الآن أستاذا لفرع الدراسات الإنسانية –  في جامعة برينستون – بعد كان استاذا وبكل إثراء  ونجاح لمادة الشعر في عراقة تأريخ جامعة الأوكسفورد ، وهو الشاعر الذي إنهالت عليه وبالإجماع ، رسائل الأكاديمية الأميركية ، ليتوج فائزا في مضمار الشعر للعام 1996 .

ومن قبلها نال جائزة الشاعر الكبير :  ت. س . اليوت عام 1994 ، ومن اهم الجوائز الأخرة – جائزة – أدب العصور الآيرلندية في مضمار الشعر ايضا ،  ولــه ثمانية مؤلفات شعرية متميزة  في منها –  مناخ جديد (  1973 )  ومؤلف التسمية الساخر – بغــال ( 1977 ) و - لم غادر براونلي ؟  ( 1980 ) وكذلك المؤلف الشعري - كيـــوف – ( 1983 ) ، وديوانه اوخر الثمانينات -  اللقاء بالإنكليزي -  (  1987 ) ، والقصائد التي كتبت ما بين عامي 1968 – 1998 ، والتي جمعها الناشرون كل من : فيرار ، شترواس وكيروكسن عام 2001 .    

ينحو الشاعر بلدوون الى الحداثة المتحركة ، ان في شعره كبان وعي كامن ، وصورة براقة متحركة تكاد تسحر القاريء المبتدأ قبل القاريء المحترف ، ولأسباب منها شدة فطنته في التقاط وتمحيص العبارة الشعرية ، وهو ما يعبر عنه شخصيا كشاعر وإنسان ،  في مجمل لقاءه مع مقدم قناة فوكس الأميركية : ان شعري إرتحال إنساني فوضوي ، إنني اتذوق المياه على غدة مذاقات ،  وهي  ذات طعم واحد ، في شعري حدس لمأسي واستلابات إنسانية ، كما في افغانستان والعراق ، غير إني على صراع دائم مع القافية الشعرية التي اصبحت على قوله : سلعة في الإعلانات التجارية وموسيقى الروك –  اكثر مما نجدها في نهايات ابياتنا الشعرية اليتيمة ، وهو يذخب الى الرقص داخل النص الشعري ـ هي الحركة الأعظم ، وبذهب الى اعظم شعراء العالم ما هم إلا راقصين من الدرجة الأولى ، ويضيــف : إن النص تضليل وان الحل الأوحد هو في الموسيقـى الكامنة في الأحرف والكلمات التي يمكن لها ان تشكل عالم هندسيا متراكبــا ومعقدا في اقصى بنياته اللغوية .

وهو يركـز على الموسيقى الحية ، وليست موسيقى النص الشعري ، على انها ثروة عير مرئية ، فمنها وفيها يمكن إكتشاف سر الوجود ، وهي بالتالي الحركة الأكثر ترفعـــا ، وهي القافية الحقة .

وبالإشارة الى موضوع القافية فإن الشاعر – بــاول مولدوون – شاعر قافية من الطراز الإنكليزي الرفيع ، وله قصائد تذكر بالزخم الإنفعالي لدى الشاعر الإنكليزي – اللورد بايرون – وله نقرأ :

 

اتابع رقص العالم ، كل العالم 

كل العالم ....

 وهو يرقص بإيقاع متجرد  ،

على هداية ضوء ما 

بعض الحيوات

تتطامن هي الأخرى

في رقص

قد يودي بحناجرها

الى مصير هلاك مستتر

لقد تبعت تلك الأغنية – من ثائر وسجين حرب - 

اغنية تزخر بتأريخ رجال الزيف 

اغنية لمشاعل الثورة

واخرة لمشانق الحقول

فــلنــرقص اذا

إن هلاك الرقص لا تسبقه حمــى الحواس ،

وفيما المشاعر مدجنة الى قران مستبد ،

ها قد لعنت وتائر القافية

لأخلص الى معنى الوجود  في رقصة دائمة .

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل