الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناوي باشا.....مسلسل تلفزيوني عراقي اثلج صدورنا

ابوذر ياسر

2006 / 10 / 23
الادب والفن


عرضت قناة السومريه الفضائيه مؤخرا" الجزء الثالث من المسلسل التلفزيوني العراقي ( مناوي باشا) وهو من تأليف علي صبري واخراج اركان جهاد وتمثيل نخبه من الممثلين العراقيين القدامى والشباب من بينهم غانم حميد وراسم الجميلي وآسيا كمال وسمر محمد.
وكان الجزء الاول من هذا العمل التلفزيوني قد عرض عام 2001 فيما عرض الجزء الثاني عام 2004 ولقد استقطب الجزء الاول اهتماما" جماهيريا" واسعا" رغم بعض المآخذ التي سجلها البعض عليه ومن ابرزها ان هذا المسلسل التلفزيوني هو استنساخ عراقي للمسلسل المصري( ليالي الحلميه ) لكاتبه اسامه انور عكاشه كما يرى هؤلاء.الا انني اعتقد ان النواقص التي ظهرت في هذا الجزء مردها الى الوضع السياسي القائم وقت عرض المسلسل والذي كان يحد من حرية كاتب النص كما هو معروف للجميع ويضطره الى ابراز دور فئات سياسيه وطبقات اجتماعيه معينه دون غيرها في تاريخ بلادنا السياسي .
اما الجزء الثالث ( موضع حديثنا) فقد كتب في اجواء مختلفه اجواء تمنح لكاتب النص قدرا" اكبر من الحريه في تناول المسائل السياسيه تحديدا" .لذا فقد جاء هذا الجزء اكثر نضجا" واكثر دقه وعمقا" في تناول الاحداث السياسيه التي شهدتها بلادنا في الخمسينات من القرن الماضي.
ويتناول المسلسل المقدمات و الارهاصات التي سبقت ثورة 14 تموز 1958ومنها نشوء حركة الضباط الاحرار والنضالات الجماهيريه للقوى الوطنيه ممثلة" بالشيوعيين( جواد) والقوميين ( حميد) ومن ثم قيام الثوره والصراعات السياسيه والاجتماعيه التي اعقبتها ولحين محاولة الاغتيال الفاشله للزعيم عبد الكريم قاسم خريف 1959.
ولقد اعتمد الكاتب الروايات المتفق على دقتها فيما يتعلق بدور الزعيم عبد الكريم والعقيد عبد السلام عارف وتفاصيل تنفيذ الثوره وهي روايات مقبوله من اغلب الباحثين في هذا المجال ولا يثير التساؤل والشك سوى تلك الروايه المتعلقه بدور الشهيد وصفي طاهر ليلة الثوره وهي روايه تحتاج المزيد من البحث والتمحيص وكان من الاجدر عدم تقدمها بهذا الشكل .و استغرب كذلك للاشارات التي حملها المسلسل حول قيام العمال بحرق مصنع (زامل افندي ) بعد نجاح الثوره وهو امر مستبعد وغريب وغير مبرر فالطبقه العامله في الاعم الاغلب لايمكن ان تحطم وسائل الانتاج سيما وان الثوره قد نجحت .
ونجح المسلسل في عرض الكثير من المضامين الفكريه باسلوب بسيط وشيق ومنها تمجيد العمل كمصدر اساس لسعادة الانسان وكونه حاجه انسانيه وليس مجرد مصدر رزق من خلال ما اصاب ( ابو صابر) بعد خسارته للمقهى الذي يعمل فيه وكذلك التغيير المفاجئ والسلبي في سلوك ( طاهر ) بعد احالته على التقاعد.
كما تطرح المسلسل الكثير من القيم الاجتماعيه السائده في المجتمع العراقي آنذاك ومنها التعايش بين الاديان الذي يصل الى حد التصاهر وحماية المستجير ولو ادى ذلك الى الحاق الضرر بالمجير . وطرح هذا العمل الدرامي بذكاء الكثير من الظواهر التي رافقت مسيرة الثوره ومنها
النشاط التخريبي لعناصر النظام البائد ( النقيب جمال ) والموقف المتخاذل لبعض القوى المحركه للثوره ( جواد) وكذلك الموقف المهادن للزعيم عبد الكريم في التصدي لاعداء الثوره.
واعتمد المسلسل لغة حواريه بسيطه يفهمها المشاهد العادي على عكس من الكثير من الاعمال الدراميه التي تجعل من كل الشخوص على درجه عاليه من الوعي والقدرة على على صياغة الافكار بلغة مثقفه وهذا يحسب للمسلسل وليس عليه.
وعلى العموم كان (مناوي باشا) عملا" تلفزيونيا" رائعا" وكبيرا" امتعنا في شهر رمضان وكان اداء الممثلين جميلا" ومؤثرا" وبحسب المسلسل انه اول عمل درامي عراقي ينصف الزعيم عبد الكريم قاسم والمناضلين الحقيقين من اجل مستقبل افضل لشعبنا ووطننا. فتحية لمؤلف ومخرج وكل العاملين في هذا العمل الرائع وتحيه لقناة السومريه التي انتجت وعرضت المسلسل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا