الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلاكيت أول مرة.. -أشرف ضمر- روائيًا في -سيما ألف ليلة-

طارق سعيد أحمد

2023 / 4 / 12
الادب والفن


استطاعت روايته الأولى "سيما ألف ليلة" للشاعر والروائي "أشرف ضمر"، تشكيل عالمه بالتزامن مع تشكيل جغرافيا روض الفرج، والتي كان يقصدها شخوص دفعتهم الظروف لاستيطانها كما استوطن عالم الروائي بنفس الأرض بلغة نحتت ملامح الوجوه وبيوتا ونهرا وشوارع تجاورها الترع أحيانا وأخرى ترمح فيها عربات الكارو والسيارات القليلة أيضا ونساء حلوات وشباب جدعان.

وجاء اختيار الشاعر والروائي "أشرف ضمر" ، للراوي العليم موفقًا لقدرته على خلق مسافة بينه هو الراصد - من ارتفاع كبير - وبين شخوصه وتحركاتهم المصبوغة بلون الخضوع للقدر جغرافيًّا من صعيد مصر وإلى روض الفرج، التي تنال من الكاتب الاهتمام الأكبر، ويتولى الإجابة عن سؤال: كيف تشكل هذا الحي؟ بطول وعرض النص، وهو السؤال المصغر لسؤال: كيف يتشكل العالم؟.

وعطفًا على ذلك، كان أقرب لمتن الرواية عنوان "روض الفرج" بديلا لاسم "سيما ألف ليلة" التي اكتشفها الكاتب معنويًا بعدما علم عن حي "روض الفرج" ـ وهو مسقط رأس الكاتب بالمناسبة ـ الكثير، ومن ثم وضعها ـ أي "سيما ألف ليلة"ـ في بؤرة النص كحجر أساس في البناء الكلي لحي روض الفرج، ولا أنكر بأن اسمها هذا جاذبٌ أيضًا.
جمع الشاعر والروائي "أشرف ضمر" في روايته "سيما ألف ليلة" الصادرة حديثا عن دار"إشراقة"، حزمة من الشخوص عبرت بشكل واضح بمهنها عن فترة مهمة في تاريخ مصر وتبدأ من حكم الملك فاروق وتمتد إلى ما بعد عام 1952 بقليل، وقادت بأبعادها النفسية النمطية التي نعلمها في ثقافتنا الشعبية أحداث الرواية سنجد مثلاً: الهارب من الثأر والخباز والعربجي ومزين الصحة والصحفي المناضل والمراكبي والمجذوب.. ذلك باستثناء شخصية الطبيب النفسي والروحاني خريج أكاديمية بريطانية تدرس لطلابها علوم ما وراء الطبيعة، والتي أضفت على النص أجواء أخرى ـ فقط حينما يلتقي "مراد" الصحفي المناضل بصديقة أنور مخلوف الطبيب الذي جذبه العلم إلى دولة أوروبية أخرى لمعرفة المزيد عن العالم الغامض المختبئ خلف واقعنا فسافر إليها بعد لقاء طويل مع صديق عمره.

تمر أحداث الرواية كنهر هادئ لا ينفعل بما يحدث على ضفافه أثناء جريانه، لتتجلى القيم والعادات والتقاليد المصرية الغائبة في تفاصيل الرواية حول مولد سيدي "الحلي" أو في شارع "غلاب" بالمقهى أو بالسيرك وفي القطار وفي الحقول البعيدة أو كما اختزلها الكاتب في اسم روايته "سيما ألف ليلة" بافتراضية هشاشة عالمنا الزائف أو المنتهي كالفيلم السينمائي في "سيما" والذي أصبح تاريخًا بعيدًا والذي صبغته "ألف ليلة" بسحر الأساطير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل