الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارضة بالكيلو وعلى الميزان

محمد زكريا السقال

2006 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ضعف المعارضة السورية قصة ذات شجون وتاريخ وحوادث. ضعف وراثي ...جرب يلاحقنا أينما حللنا ... شئ لايمكن البراء منه وتهمة لانستطيع دفعها. منذ ابتلاء الله للمعارض السوري ، ومن لحظة تفجر مشاعر الأضطهاد والقمع والسحق عنده
حاول مثله مثل كل شعوب الله في أرضه ، أن يثور ويناضل من أجل استرداد حريته وارضه وكرامته غير أنه قوبل بالنبذ من مناضلين وحركات التحرر العربية . بالوقت الذي غصت مدينته بكل الألوان الثورية والقومية والدينية ... جلسات ... مؤتمرات ... مكاتب ... صحف ... وهو مثل اليتيم يستجدي ، لقاء هنا ، أوحوار هناك بلا طائل فالنظام قلعة الصمود والتصدي وأي معارضة له فهي بالضرورة مشبوهه وقد تؤدي لتوتر العلاقة مع قائد المسيرة والثورة والتحرير .
الغانم من يشعر ، بعد استعراض الوضع العام ...ومستقبل المنطقة ...واتجاه الريح ...وميزان القوى ...والموقف الأممي والعربي ...ودور الجماهير ... وبعد بذل الجهد المضني ، يمكن ان تقام علاقة حوارية ومواعيد متباعدة ، علاقة عشيق مع خليلتة ...تتم بالسر ...وبعيدة عن الأعين للتحاور بضرورة الدور الذي يمكن ان تضطلع به حركة التحرر بمواجهة المشروع الامبريالي وأدواته المحلية ، وضرورة الارتكاز على الجماهير وتعبئتها في المواجهة .
كنا نقوم بهذا الدور والفرحة لاتسعنا ، بل ونحاول الحرص على هذا الزواج الغير شرعي دون تبعات ...دون تكاليف... لانتطلب... ولا نتذمر ... لدرجة أننا لم نقم بدور الضرة بالنسبة للنظام . نقدر الظرف الذاتي والموضوعي وجل ما نطالب به هو التقليل من الغزل والمديح بضرتنا النظام بمعنى التقليل من التهليل والتطبيل بالقائد الرمز... وبطل المرحلة ...وصخرة سيزيف والملهم .
وكان هؤلاء الغانمين ...قلة وضعفاء مثلنا . الأقوياء الأشاوس ... أصحاب المكاتب والصحف لم يقبضونا ...ولم يتعاملوا معنا .كنا نحن نتجرأ على نقدهم ( نتحركش ) بهم بصحفنا المتواضعة... نهاجم اصلاحيتهم وانتهازيتهم ، نفتخر بأننا شرّحنا موقفهم السياسي بدقة وعمق . قد ينتابنا هذا الشعور من عدم الرد علينا ، رغم إننا نصر على توصيل الموقف لمكاتبهم ومنازلهم وفي الغالب يمزقونه ويرمون به بالقمامة... ونتوهم نحن بأننا تصدينا ورفدنا العملية الثورية بمساهمة ذات معنى وبانها ستراكم في المستقبل لانتاج وانضاج الصيرورة الثورية المرجوة .
تاريخ يرجع لأربعة عقود ، ونحن في المعارضة الديمقراطية السورية نجابه...نناضل وندخل المعتقلات والسجون . ينكل بنا ...ننفى ونطارد ، والقوى الديمقراطية الثورية العربية تتفرج علينا وتتهمنا بالضعف . الضعف بالنسبة لنا هو التهمة الأولى ، على تقاسيم الوجه والعيون تهم أخرى لاتفصح عن حالها . قد يكون الجبن ! وهذه مصيبة أن نتهم بأننا جبناء ونحن نقدم على فعل بمواجهة نظام ألغى من حياته الكثير من المسميات والأعراف مثل القانون والقضاء . مهنة المحاماة في بلدي تكاد تكون من المهن التافهة ، وعزفت عن دراستها كمادة للتحصيل العلمي فهي لادور لها بنظام الصمود والتصدي وقانون الطوارئ.
في ظل كل هذا العسف والاستبداد والتنكيل يتقدم الوطنيون السوريون للنضال ويزج بهم بالمعتقلات للا زمن ... لا وقت محدد ...لا محاكم ... لاقوانين ...ولا قضاء . رغم ذلك لم يخمد الضعفاء ...لم يستكينوا ومازالوا يواجهون .
ربما قد تغمز الأعين على اشياء أخرى إلا أن الواقع أثبت أن المعارضة بقدر ضعفها وفقرها إلا انها معارضة زاهدة... لم تغرها فلوس القذافي ... ولا صدام ...حتى أموال عرفات (بعزه) .حالة من التماهي الصوفي مع النضال من أجل الحرية والديمقراطية وفلسطين ... نعم فلسطين التي كانت وما زالت الفاتحة وفرض العين الذي لا يمكن إلا ان نرتديه .
ظل رفاق الدرب في المقاومة الفلسطينية يراعون قيادة الصمود والتص (دع) وقائد(هم) الى الأبد ، يتنكرون للمعارضة بحجة ضعفها بل لم يستطع هؤلاء الأشاوس منح شهداء الحركة الوطنية السورية عند وقوعهم شهداء على مذبح الحرية هوياتهم السياسية عند نعيهم ومع ذلك كنا نفرح بهذا الشرف الذي نصر على أرتداءه وحيازته في العمل للدفاع عن الثورة ورفاق الدرب.
اليوم نحن نزهو بضعفنا ونتفحصه ونحاول تجاوزه ، بل نعرف مصدره أيضا وندرك أيضا فداحة ماصنعه الاستبداد بمواطننا وفينا ، وحجم التشويه والفساد الذي لحق بمجتمعنا ومدى العبء المناط بنا ، والأمراض التي تعترينا ،ولكن لا شماتة ولا مماحكة ...ألا يتحمل هؤلاء وبرامجهم ومكاتبهم وصحفهم جزءاً مما لحق بنا ؟ ألم يتركونا ؟ ألم يساهموا باستفرادنا ؟ ومنهم من أخذ دورا في قمعنا !
لايجرؤ أحد اليوم على ادعاء القوة في ظل الجزمة العسكرية ، والغطرسة الأمريكية الصهيونية ، لايمكن لأحد الادعاء بالفصاحة والمزاودة وحال الأوطان يراها الجميع ...تمزق واحتلالات وتفريط وضياع . رغم ذلك مازال هناك من لايحترم نفسه شخصيات ومناضلين واحزاب وقوى تحج لنفس الكهنة التي ساهمت ومازالت تساهم في تأبيد الواقع السوري والعربي ، واقع التخريب والضعف والارتباط والتفريط . عندما تحاورهم عن الواقع وسياسة الانبطاح والزحف والركوع ، وضرب عوامل القوة ...الشارع والمواطن والوحدة الوطنية ، تنظر إليك من فوق ... تجوس ضعفك كمعارض سوري لم يساوم ولم ينحدر لأي ارتباط تخالها ستتحسس مؤخرتك وكأنك خاروف تراز إليته ، ثم ينبري للصنم للألهة لتقديم فروض الطاعة ، وننبري نحن لضعفنا وخيبتنا !
برلين 21/10/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا