الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد وصناعة الرأي العام

بهاء الدين الصالحي

2023 / 4 / 12
الادارة و الاقتصاد


علي الرغم من كون اللغة والدين اهم عنصر مشترك في بناء تاريخ تلك المنطقة من المحيط الي الخليج الا أن الاقتصاد هو الصانع الحقيقي بحكم أهمية الموقع الجغرافي الذي لم نخلق قدرة اقتصادية علي استثماره فكانت النتيجة اختراقه بفعل التكنولوجيا القادمة من الغرب والتي جاءت بمصالحها الاقتصادية فكانت النتيجة خلق مجموعة من المستفيدين الذين خلقوا وعيا جديدا في القطاعات المتواترة والمتشعبة في واقعهم والتي عانت الازمة ناتج بعدها عن مميزات ذلك التغير بفعل فاعل، منا ادي لكون هؤلاء رأس سهم لتشوه في مجتمعاتهم.
وليكن تحليل السلوكيات التي صنعها القادمون من دول الخليج في أعماق الريف والحضر المصري ،دليل علي ذلك وكأن ذلك من خلال عدة مؤشرات :
تغير نمط التدين علي مستوي الشكل والمضمون ، فقد ساد الجلباب القصير واللحية كجزء رئيسي من الفهم لصحة الدين علي الرغم من وجود اللحية قبل ذلك في مصر بحكم ان الدين ليس اختراعا جديدا ولكن الجديد اعتبار اللحية جزء من صحة الدين ، اما الجلباب فكان طوله جزء من ثقافة الريف كنوع من الوجاهة الاجتماعية ،ولكن فجأة صار طول الثوب من الكبائر الموجبة لدخول النار ، وكأننا لم نسمع قصة جبلة بن الابهم من قبل ،ولكن ما تغير منطق الاستدلال الفقهي الذي صاحب الأموال النفطية ،تلك الأموال التي غيرت كثيرا في البناء الاجتماعي في الريف المصري فصارت مراكز التأثير القديمة مندثرة لصالح رأس المال الخليجي سواء احلالا اما موازاة .
والأمر هنا متعلق بطرق استبدال مراكز التأثير في واقعنا العربي ،وهو ناتج فكرة الصراع القبلي الذي ساد وعي اصحاب الثروة الجدد بفعل الطاقة التي جاءت من تراث القتل القبلي وكأن موتاهم تحللوا لزيت يباع بدولارات فصار منطقيا ان يعيدوا تراث القتل استبعادا بفكر هؤلاء الأجداد
وبالتالي من يدير الحياة العربية بحكم الثروة لم يمر بأتون صناعة الدول كما فعلت أوربا لخلق الدولة المتجاوزة لعقد الاخر المحققة لنمط المشترك الإنساني، علي الرغم من توافر ذلك النمط الأخلاقي في بنية الفكر الإسلامي، ولكن التطبيق بشري علي قدر وعي المتحكمين اقتصاديا لصدارة تلك المنطقة ،وهنا فأن الصدارة الخليجية لمقدرات الحياة العربية بوعيهم القبلي من مصر الي المغرب ،وذلك بحكم عدم قدرتهم الحالية علي تجاوز تلال التنازلات التي جرت منذ سبعينيات القرن الماضي حتي الآن .
ويبقي التحدي الأكبر متي يتم التحول من مفهوم الأسر والمؤسسات المالكة الي مفهوم الدولة الوطنية ثم القومية وهو امر يستحق الجهد ،لتفادي سايكس بيكو الجديدة التي نعاني مظاهرها الان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن


.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع




.. لماذا امتدت الأزمة الاقتصادية من الاقتصاد الكلي الإسرائيلي ب


.. تقرير خطير.. جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع أسعار الذهب لـ3 آلاف




.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية