الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إسرائيل في طريقها الى الزوال ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


" البوليس السياسي لمحمد السادس يقطع مجددا الكونكسيون ظلما واعتداء عن منزلي رغم أدائي لواجبات الاشتراك الشهري بانتظام .و رغم وعكتي الصحية ، سأضطر للخروج الى Cyber لإرسالها "
أدى تموج الشعب اليهودي مؤخرا في دولة إسرائيل ، بالعديد من المحللين العرب ، ومنهم عبدالباري عطوان ، الى التنبؤ ، بل الى الجزم بقرب نهاية الدولة اليهودية من الوجود ، معتقدين ان التموج اليهودي في الطريق الى الحرب الاهلية ، التي ستنتهي بالتدمير الشامل لدولة إسرائيل ، وعلى أنقاضها سيتم بناء الدولة الفلسطينية المنتظرة ، ويكون من ثم العرب قد سحقوا إسرائيل سحقا ، كما ينسبون زوال الدولة اليهودية الى القرآن ، لإضفاء حلة قدسية على حكم الله الذي لا راد لمراده .. فهل تموج الشعب اليهودي في كل الدولة اليهودية بسبب إصلاحات حزب " الليكود " بزعامة Benjamine Netanyahou للجهاز القضائي الإسرائيلي ، عنْوَنَ لبداية العد العكسي للدولة الصهيونية ، الذاهبة الى الحرب الاهلية التي يعول عليها المحللون العرب ، لتدمير الدولة الصهيونية بالكامل ، ويكون الله قد نفد ما جاء في القرآن بحتمية زوال اليهود من الأرض ؟
أولا . ان المظاهرات الصاخبة التي شهدتها الدولة الإسرائيلية ، كانت تأكيدا على ظاهرة صحية يعيشها المجتمع اليهودي ، التي هي الديمقراطية الحقيقية بين جميع اليهود سواسية ، ودون تمييز طائفة عن أخرى ، او تمييز حزب عن اخر ، او جماعة عن أخرى . فالديمقراطية اليهودية لا تتردد في محاكمة رؤساء الدولة العبرية ، ورؤساء الحكومات ، والوزراء اذا تصرفوا خارج قانون الدولة اليهودية .
ثانيا . ان ما يوحد اللحمة اليهودية في الدولة العبرية ، هو التشبث بالنظام الديمقراطي ، وبالديمقراطية كآلة لتصريف النزاعات ، وتسوية الحلول بما يزيد في التأكيد على الطابع الديمقراطي للدولة اليهودية ، اذا ما تمت المقارنة مع الأنظمة السياسية العربية المتخصصة في لجم وقمع شعوبها ، وخاصة وانّ النزاعات العربية – العربية تتم بالعنف المفرط ، وبالشدة في حسم الصراع المهدد للأنظمة العربية التي تدعي الديمقراطية ، وهذه منها براء ..
ثالثا . اذا عدنا لأصل الديمقراطية اليهودية ، المحرجة للأنظمة السياسية العربية ، ومنذ قيام الدولة العبرية ، نتساءل . كم رئيس للوزراء عرفت الدولة اليهودية ، وكم الحكومات فازت في الانتخابات الديمقراطية وحكمت الدولة العبرية ؟ .
اذا قمنا بالتعداد ونظرا لكثرة العدد ، فان السلطة في الدولة اليهودية منبعها وتنبع في الصميم من الشعب اليهودي ، بواسطة الانتخابات الديمقراطية والشفافية . لكن إنْ نحن طرحنا نفس السؤال عن الحكام العرب ، سنجد ان الحاكم العربي الذي كان يصل الى الحكم بالانقلابات العسكرية ، والانقلابات الحزبية ، يظل متمسكا بكرسي الحكم قوة ، وضدا على الشعوب التي كانت ولا تزال تكرههم . فعدد المعارضين السياسيين للأنظمة العربية التي تتمسك بالحكم باسم التقدمية ، وسقطوا صرعا بالاغتيالات ، وبالمواجهات المسلحة بين التنظيمات ( مخيم تل الزعتر ) مثلا ، وعدد المعارضين العرب الذين سقطوا بأسلحة الحكام ، كان اكبر بكثير من عدد العرب الذين قتلوا بالرصاص الإسرائيلي . فالصراعات بين الأنظمة السياسية العربية سورية – العراق أيام حكم حزب البعث ، كان يتم بالوكالة من قبل المنظمات الفلسطينية ، في الساحة اللبنانية ، وتعدى الصراع حتى الى اوربة حيث الاغتيالات بالجملة . الم يقتل ياسر عرفات الكاريكاتوري الفلسطيني " حنظلة " " ناجي العالي " بالعاصمة البريطانية لندن ؟ ألم تكن الاغتيالات وبالجملة في المخيمات الفلسطينية بلبنان ،وقبل لبنان بالأردن التي تسببت في الحرب الأردنية والفصائل الفلسطينية التي كانت تخطط لإسقاط حكم الملك حسين والسيطرة على الأردن ؟ . الم تتسبب المنظمات الفلسطينية التي بنت دولة داخل الدولة اللبنانية ، في الحرب الاهلية في سنة 1975 ودامت خمسة عشر سنة ؟
ونطرح السؤال . اذا كان الحكام العرب باسم الدفاع عن فلسطين ، يتشبثون بالحكم حتى الموت ، وباسم فلسطين يبررون الاغتيالات للمعارضين ، فهل سبق للدولة العبرية رغم الاختلاف داخل المجتمع اليهودي ، وهو دليل صحة ، انْ اغتالت او قتلت إسرائيليا باسم الدفاع عن إسرائيل ؟
وهل سبق للدولة الإسرائيلية انْ لاحقت معارضين يهود للدولة اليهودية خارج إسرائيل ، واغتالتهم على الطريقة العربية ، التي افلحت فيها الأنظمة العربية التي تبرر التصفيات الجسدية باسم الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وهي التي الحقت الأذى بها ، الذي وصل الى حد الاقبار النهائي لشيء كان يسمى يوما فلسطين ..؟ .
لقد نزل الشعب اليهودي بالآلاف في كل الدولة الصهيوني ، بين مؤيد وبين معارض لخطة Benjamin Netanyahou لإصلاح الجهاز القضائي الإسرائيلي . فرفعت الشعارات من كل حدب وصوب ، بين معارض للإصلاحات وبين مؤيد لها .. لكن الذي لم يعجب ( التقدمين ) العرب ، وعلى راسهم الصحافي عبدالباري عطوان ، ان الدولة الإسرائيلية من خلال المعارضين ، ومن خلال المؤيدين ، جسدت بالملموس الديمقراطية الحقيقية للدولة اليهودية ، وهي وان كانت ديمقراطية فقط لليهود ، دون غيرهم من الأقليات التي تعيش في الدولة العبرية . فلم يلاحظ اثناء المظاهرات المليونية تبادل السب او الشتم ، او تبادل العنف الجسدي كما يحصل عند الأنظمة العربية التي اغتصبت الحكم باسم الدفاع عن فلسطين ، وهي الأنظمة " جبهة الصمود والتصدي " التي الحقت الاضرار بالقضية الفلسطينية ، باستعمالها في تركيز حكمها العسكري الدكتاتوري ..
فعندما ينزل الى الشارع آلاف اليهود مناصرين او معارضين لقضية ما ، ويكون النقاش الديمقراطي هو المؤثث للأمواج البشرية المتدفقة في الشارع اليهودي ؟
وعندما ينزل آلاف اليهود الى الشارع يتظاهرون من اجل او ضد قضية ما ، او ضد الدولة اليهودية ، ويرفعون شعاراتهم بكل حرية وثقة في ديمقراطيتهم ، الضامنة لوجودهم ، وجيش الدولة اليهودية وشرطتها يؤطرهم ، وينظمهم ، ولم يطلقوا رصاصة واحدة ضد المتظاهرين ، او مارسوا الضرب والافراط في القمع ، تكون الحالة المنتصبة أمامنا هي الديمقراطية اليهودية ، ديمقراطية اليهود الفريدة من نوعها في العالم التي تزعج الأنظمة العربية البوليسية ، وانْ كانت ديمقراطية فقط للعبريين ، لا ديمقراطية للأقلية التي تعيش بالدولة العبرية ..
فلو نزلت تلك الجموع اليهودية في دولة عربية تحكم باسم القضية الفلسطينية ، لكان ان يسود اولا العنف المفرط بين جمهور النازلين بعضهم ضد بعض ، ولكان رصاص الجيش وبوليس النظام قد اسقط المئات . بل والالاف كما يحصل في البلاد العربية ..
ان من يعتبر ما يجري اليوم بالدولة الصهيونية التي ينزل فيها الشعب اليهودي للدفاع عن فكرة ، او ضدها ، وحتى معارضة الدولة العبرية ، وقد سبق لإنزالات عديدة للشعب اليهودي ان عرفتها الدولة العبرية ، بمثابة البرهان البين الساطع لزوال الدولة اليهودية إسرائيل من الوجود ، يكون بمن يُنظّر خارج معطيات الواقع ..
انّ قوة الدولة العبرية في ديمقراطيتها ، وانّ قوتها في ممارسة الأنظمة العربة التي تمسك بالحكم في بلدانها باسم القضية الفلسطينية . فمنذ انشاء " جبهة الصمود والتصدي " ، وهي الجبهة التي ما صمدت في وجه احد ، ولا تصدت لآخر ، وإسرائيل في قوة ، وتزداد يوم عن اخر قوة ، لكن هل زالت إسرائيل من الوجود ؟ ومن أُزيل من الوجود ؟ .. فاين سورية ، وأين العراق ، وأين ليبيا معمر القذافي ، وأين اليمن ، والوضع بلبنان ، وأين حتى مصر التي فطن حكامها بالحقيقة ولم يترددوا في السير نحو تل ابيب ، التي جاهروا بعدائها منذ الرئيس جمال عبدالناصر .. فمن تمت ازالته من الخريطة . هل إسرائيل او هذه الدول التي لم تبق دولا ؟
-- فعندما ترى إسرائيل تحوّل القيادة الفلسطينية من قيادة ( معادية ) بسبب دعم الأنظمة العربية التي سقطت منذ ( الربيع ) العربي ، الى قيادة بمثابة موظفين سامين في جهاز " الشاباك " ، وجهاز " الموساد " ، لا يترددون في حرق أبناء الجلدة من المقاومين ، باسم احترام التنسيق مع البوليس الإسرائيلي ...
-- وعندما تتحول القيادة الفلسطينية الى مالكين للدولار ولليورو ، وامتلاك الشركات ، والحسابات البنكية في اوربة ..
-- وعندما تتخلى القيادة عن البدلة العسكرية لتعوضها باللباس الأوربي الممتاز ، تحمل الساعات الفاخرة ، وتركب سيارات المرسديس الألمانية الفاخرة ..
-- وعندما تسكن القيادة في الفيلات ، والشعب في الگيتوهات ..
-- وعندما يصر محمود عباس ، وحسين الشيخ العملاء ، على تسلم الدولار من دولة إسرائيل باسم المستحقات الضريبية ..
تكون قيادة منظمة التحرير قد لعبت الدور الأساسي في تقوية الدول العبرية ، التي اعترفت بها ، والدولة الإسرائيلية لم ، ولا ، ولن تعترف ابدا بالدولة الفلسطينية ..
فمن مؤتمر مدريد 1982 ، ومؤتمر " وايْ بْلايْتينشن " ومؤتمر Oslo ، ومرور اكثر من تسعة وثلاثين سنة من المفاوضات الخاوية ، ومن دون ان تنجح قيادة المنظمة في بناء الدول الفلسطينية ، تكون منظمة ( التحرير ) الفلسطينية ، قد لعبت الدور الأساسي في قوة استراتيجية الدولة العبرية ، وتكون قد فتحت بخياناتها ، وسهلت على الأنظمة العربية المعتدلة الاعتراف بالدولة العبرية وتبادل السفراء معها ..
ان من يُنظّر لزوال الدولة اليهودية من الوجود ، يكون كحطاب الليل الذي يتحرك في الظلام ، ويكون بمن يُنظّر خارج الواقع الذي هو أمامنا الذي هو الدولة اليهودية التي اعترف بها العالم ، واعترف بها النظام السياسي العربي ، بعد ان ادرك انه لا يمكن له ان يكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين الذي باعوا قضيتهم وتنازلوا عنها للدولة الصهيونية .
الآن كل الدولة العبرية تتمسك بارض إسرائيل الكبرى ، التي تصل النهر بالبحر ، وقد تتعداهما ، أي ممكن نكبة جديدة ، وممكن نكسة جديدة ، وساسة الدولة العبرية ينفون شيئا يسمى بمملكة الاردن . ولن يكون هناك شيء اسمه الدولة الفلسطينية لا عاجلا ولا آجلا ..
ان إسرائيل لا ولن تسقط ابدا .. فهي قوية بشعبها الديمقراطي المثقف ، وقوية بديمقراطيتها الفريدة من نوعها في العالم ، وقوية بعلومها وعلمها .. ولن تحصل ابدا حرب بين الدولة اليهودية ، وبين الأنظمة العربية التي لم تعد تُعنى بقضية الامس الدولة الفلسطينية التي لن يكون لها وجود ابدا .. فالأنظمة العربية تكون قد تخلصت من شيء كان يزعجها ، ولم تسلم من مؤامراته الانقلابية ، خاصة تعرض الأنظمة العربية للسب والشتم والتقريع من قبل منظمات فلسطينية ، ومن خلال فلسطينيين مستقلين لا ينتمون الى اية منظمة من المنظمات المسلحة التي تم القضاء عليها ..
فهل ستسقط دولة تملك اكثر من مائتي ( 200 ) قنبلة نووية ، وقنبلة هيدروجينية ، وقنابل شديدة الانفجار من مختلف الأنواع والصور ؟
منذ 1500 سنة والعرب والمسلمون يدعون الله في المساجد ، ان يمحو اليهود ، وان يدمر الدولة اليهودية ، كما ان منذ اكثر من 1500 سنة والناس ترجم الشيطان ، والشيطان موجود لم يمت .. لكن رغم دعاء العرب ( الشعوب وليس الأنظمة ) لله كي يزلزل إسرائيل ، فالعكس هو الحاصل .. الله لم يستجب لهذه الدعوات عند الصلاة من الفجر الى العشاء .. بل كلما زاد العرب والمسلمون يدعون الى تدمير الدولة اليهودية ، كلما تقوت الدولة الصهيونية ، وكلما انتصرت على اعداءها ولو بالكلمات وبالدعاء من المساجد ... فاين إسرائيل اليوم التي تحكم العالم بشعبها القليل العدد ، وأين سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمن ، وأين لبنان الذي يعاني شعبه الضائقة ، ومهدد بحرب أهلية .. وأين مصر التي شعبها يعيش دون مستوى الفقر .. وأين الدولة العلوية التي أخرجت للعلن علاقاتها العسكرية والبوليسية مع دولة إسرائيل ، وهذه لم تعترف بمغربية الصحراء ، وتتشبث كحلفائها بالمشروعية الدولية ، وبالأمم المتحدة ، والشعب يئنّ من الجوع والفقر والامراض ... وأين الجزائر المهددة باستقلال شعب القبايْل ، ومهددة بمشروع ( الماكْ ) الذي تؤيده الدول الاوربية ، وكندا وحتى واشنطن ..
إسرائيل التي تشتغل من اجل الأرض ، ارض الميعاد ، بعد ان أمّنت الدولة العبرية الصهيونية ، التي اعترف بها العالم ، وهي التي تحكم العالم لن تسقط ولن تزول ابدا ..
لكنها من السهل ان تزول ، وستزول إذا نجح العرب ، ونجح المسلمون من قتل الشيطان الذي يرجمونه في الحج منذ اكثر من 1500 سنة خلت . فعند موت الشيطان ، إذ ذاك ستموت إسرائيل .. وحيث ان الشيطان لن يموت ، فكذلك إسرائيل لن تموت ..
من مصلحة شعوب المنطقة ان تعيش في إسرائيل الدولة الديمقراطية ، دولة العلم والعلوم ، من ان تعيش تحت سيطرة الأنظمة العسكرية والستالينية الفاشية ..
إسرائيل لا تطلق الرصاص على شعبها عندما ينزل للتظاهر في الشوارع ، بل تؤطره وتنظمه .. فكم اغتال محمود عباس من معارضيه ، وكم لجم وقمع الفلسطينيين العاديين فقط لجرأتهم بالاحتجاج السلمي للمطالبة ببعض الإصلاحات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو