الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزهة المشتاق بين دكاكين احزاب العراق

محمد حمد

2023 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حقّق العراق منذ غزوه واحتلاله عام ٢٠٠٣ سبقا تاريخيا نادرا عجزت عن تحقيقه حتى الصومال وافغانستان. وهذا "الانجاز" العظيم سوف تحتفظ به الأجيال القادمة في ذاكرتها كجزء من مرحلة هي أكثر مراحل حياتها سوادا وفسادا وفشلا وانتكاسا، وعلى جميع المستويات. وان اول ما يراه "المشتاق بين دكاكين احزاب العراق" . بعد ان قمنا بتحوير عنوان كتاب العلامة الادريسي (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) هو كثرة الاحزاب وانتشارها في كل مكان كانتشار النار في هشيم المجتمع العراقي.
فبعد الغزو والاحتلال الأمريكي - الايراني للعراق عمّت الفوضى "الخلاقة" في العمل السياسي وانتشرت ظاهرة غير طبيعية لم يالفها العراقيون منذ عقود. وهي كثرة الأحزاب والكتل السياسية التي تفرّعت بدورها لتزيد في العدد الهائل من دكاكين ومحلات "الديمقراطية" السياسية الخارجة من رحم غزو بربري همجي. واصبح من الصعب، حتى على ما يسمّى بالمفوضية المستقلة للانتخابات، إعطاء رقم دقيق لعدد الأحزاب السياسية الموجودة في العراق. وحسب بعض المصادر أن عدد الأحزاب في العراق هو ٥٠٠ حزب وإئتلاف وتكتّل. قد يكون هذا الرقم مبالغ فيه ولكنه ليس بعيدا عن الحقيقة.
فقد أصبح لكل عشيرة حزب ولكل شارع حزب وفي كل مدينة عشرات الاحزاب التي تفرعت بدورها لتصبح دكاكين بالمعنى التجاري للكلمة. ولا احد يملك الشجاعة الأخلاقية والضمير النزيه ليقول لنا ماهي حاجة العراقيين الى كل هذه الاحزاب. خصوصا اذا عرفنا أن دولا كبرى وبعضها مشهود لها بالديمقراطية وبالمؤسسات الدستورية لا يتجاوز عدد الاحزاب فيها اصابع اليدين أو أقل. وتعيش حالة استقرار سياسي واجتماعي تُحسد عليه.
لكن المشكلة في سياسيي هذا الزمن الاغبر هو قناعتهم بأن الديموقراطية تعني الكم فقط وليس النوع. ومع كل هذا "الكم" الرهيب من الاحزاب ما زالت ابواب "مفوضية الانتخابات المستقلة" في العراق مفتوحة على مصراعيها لمن يخطر على باله تأسيس حزب سياسي ويزج نفسه وسط حلبة الصراع للحصول على حصّته من الغنائم "الدسمة" التي يسيل لها لعاب كل خائن وعميل ومرتزق
عموما، بعد عقود من هيمنة الحزب الواحد على شؤون ومقدرات البلاد والعباد، وجد العراقيون انفسهم، بعد الغزو والاحتلال مباشرة، في سوبرماركت سياسي متنوع البضائع والمعروضات. وبأسعار مدعومة أمريكيا. تستقطع لاحقا من خزينة الدولة العراقية. لكن ثمة مثل شائع يقول: " إذا كثرو الملاحين تغرگ السفينة". وسفينة العراق غارقة، منذ، عشرين عاما في بحر الفساد المتلاطم الاحزاب. وما زالت هناك محاولات امريكية لانقاذها من الغوص في الأعماق، مستمرة حتى كتابة هذه السطور.
لقد فاتني ان اذكر ان دكاكين ومتاجر الاحزاب السياسية في العراق تعرض افضل ما لديها من بضاعة، حتى لذوي الدخل السياسي المحدود، ابتداءا من "خلطة العطّار" وانتهاء بالوثائق الرسمية المزوّرة من قبل مدير عام او مختار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا