الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطلحات و مفاهيم مبهمة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نسمع و نقرأ و نردد يوميا ، مصطلحات سياسية ـ اجتماعية ، دون أن نتوقف أمام مدلولاتها ، لاسباب عديدة و معقدة ، لا نستطيع هنا الغوص في تفاصيلها ، فلا شك في أن الأمر عائد إلى الثقافة السائدة و إلى موقع الناطق بها ، حيث يغلب الإلقاء و التلقي مشافهة على الحوار و تبادل الآراء و البحث والتوثيق .
تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى مكانة " الحاكم القابض على السلطة " في "دولنا " و مجتمعاتنا عموما ، والمجتمعات السورية ـ العراقية بوجه خاص ، حيث لدينا نسبيا اطلاعا عليها ما يتيح لنا القول أن سلوك هذا الحاكم التافه ينم عن إدعاء و إرادة بأن لا تفوته " شاردة ولا واردة " في أساليب ووسائل عيش " الرعية " ، و في ما يفصحون عنه من أفكار و ميول ، يتجسد ذلك في ادعائه بان علمه يشمل قطاعات الإنماء و الخدمات و العلاقات ، ينجم عنه تقييد المعرفة إبقائها دون ضمن حدود المستوى الذي يستطيع الحاكم الإلمام بهه. بكلام أكثر و ضوحا و صراحة ، يحاول الحاكم " العربي أن يفرض نفسه كما لو أنه شخص إستثنائي ، يمتلك دون سواه المعايير و المقاييس المناسبة ، في طول البلاد و عرضها ، بل على الصعيد العالمي و الدولي أيضا . لا شك في أن مرد ذلك إلى الخلط بين السياسة والمشورة و التحكيم من جهة وبين السلطة و القضاء و القرار من جهة ثانية .
من المفاهيم المبهمة في هذا الصدد نجد على سبيل المثال مصطلح" الأمة العربية و الإسلامية " ، مصطلح خطابي بامتياز ، لا يعبر موضوعيا عن حقيقة ملموسة و عن رابطة عملية . فلا نجازف بالكلام في الواقع أن " الشراكة العربية " أو " الشراكة الإسلامية " المتضمَّنتين في هذا المصطلح ، لا تتجسدان بأية علاقة أساسية ، تجمع أفراد " الأمة " ، أوتلزمهم فيما بينهم . و المثير للإستغراب هو االضبابية التي تغلف " الأمة العربية – الإسلامية " بحيث أنه من الصعب تعريفها و تحديد مكانها .بينما " صرف النظر " في المقابل ،عن " الأمة الوطنية " بما هي جماعة من المواطنيين تتشارك في العيش في ظل "دولة وطنية " . مما حال دون تكامل البنية الإجتماعية الوطنية في أي من الأقطار المشمولة عسفا ، بالهوية المزدوجية " العربية ـ الإسلامية " .
اكتفي بهذا النموذج الخطابي ، لانتقل إلى القضية الفلسطينية ، حيث يختبئ أيضا ،مفوّهو الأمة " خلف خطاب متطرف إلى أبعد الحدود ، لا يختلف في جوهره عن قصائد الجاهلية ، بمناسبة احتراب القبائل فيما بينها ، من أجل السيطرة على طرق التجارة و أبار المياه و الواحات و الإستئثار بها ، بدل التوافق على الشراكة و الإستفادة الجماعية دون أستضعاف فريق و حرمانه وتصفيته .
فمن نافلة القول أن القضية الفلسطينية هي كما لا يخفى ، ،سيرورة استعمارية استيطانية عنصرية يقودها المعسكر الغربي ، انطلاقا من فلسطين ،بغية إحكام قبضته في مصر و البلاد السورية و العراق . من البديهي في هذا الصدد أن تحقيق هذا المشروع الإستعماري لم يكتمل بعد ، فلقد أنجز منه المراحل التمهيدية الأولى ، مقابل زعزعة الدولة في البقعة المستهدفة ، نتيجة الهزائم الماحقة التي لحقت بالسلطة الحاكمة إلى جانب خطاب يزداد حماسة و تطرفا توازيا مع اشتداد الوهن والإنهيارات و الحصارات و التطبيع والتعاون مع المستعمر ، منعا للفكر و البحث عن حلول منطقية عقلانية ، إنسانية ، تلائم المعطيات التي تراكمت على مدى قرن من الزمن ، و التي من أبرزها على الإطلاق ، و قوع المجتمع الإسرائيلي نفسه في مأزق شديد ، ليس مستبعدا أن تتفاقم شدته أكثر فأكثر ، فيتعادل مع المأزق الفلسطينيى الخانق ، دحضا لمصطلح مثل " قضية و جود لا صراع حدود " . حيث يضطر المستعمَرُ إلى تخليص المستعمِر من الذهنية العنصرية ، كشرط ضروري و لازم لخروجهما كل من مأزقه ، و العيش معا .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط