الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الفدائيين ]الفدائيون العرب في حرب فلسطين 1948[ ؛ محمد حسن عريبي

مهند طلال الاخرس

2023 / 4 / 13
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صراع الفدائيين [الفدائيون العرب في حرب فلسطين ١٩٤٨] كتاب لمحمد حسن عريبي يقع على متن ٢٩٢ صفحة من القطع الكبير، والكتاب من اصدارات دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة في القاهرة سنة ٢٠١٣.

هذا الكتاب يتناول حكاية المؤلف الفدائي الليبي محمد حسن عريبي في حرب النكبة عام ١٩٤٨، فبطلنا هو المؤلف نفسه، والذي قام بكتابة حكايته باسلوب قصصي ممتع ومشوق تفوح منه روائح العز والفخار بهذه المسيرة التي بدأت اولى صفحاتها مع مغادرة بطلنا لبلده ليبيا واجتيازه الحدود وحيدا عبر الصحراء القاحلة والموحشة رغبة منه في الالتحاق بقوافل الفدائيين الليبيين والعرب الذاهبين للجهاد في فلسطين.

هذا المجاميع من المتطوعين والفدائيين العرب الذاهبة لفلسطين كانت تتجمع اولا في معسكرات مصرية في المناطق الحدودية كالسلوم ومرسى مطروح ثم القاهرة، ثم بعد تلقيهم التدريبات اللازمة وبعد شد وجذب وكثير من الضغوطات تواصل زحفها بسرايا وكتائب تجاه فلسطين.

مسيرة بطلنا من ليبيا نحو فلسطين عبر مصر لم تكن مسيرة سهلة، فهي مسيرة مجلجلة ومزدحمة بالاحداث واعتراها كثير من الصعوبات، وهذا ما تبوح به صفحات الكتاب من ص ٧ وحتى ٥٤، كتلك الصعاب والمعوقات اثناء خروجه من بلده ليبيا الى عبوره الحدود المصرية والى اقامته في السلوم ومرسى مطروح والتدريب في المعسكرات هناك والتقاءه مع مجاميع ليبية اخرى علاوة على قساوة الصحراء والمفاجئات التي تخللة تلك الرحلة، لا سيما انقطاع الماء والزاد، ورهبة الصحراء على فتى يافع، اضافة لتربص شرطة الحدود المصرية ، وحتى مصادفته لكم الاسلحة والعتاد والذخيرة والاليات الضخم، والجثث العسكرية المتحللة، وكل تلك المخلفات من اثار الحرب العالمية فوق الارض العربية، هذا المخلفات التي دفعت الهيئة العربية بفلسطين كي ترسل مندوبيها لجمع مايستطيعون منه عبر الشراء من قبائل المنطقة دون التعرض لنوعية السلاح وقدمه، وللحيلولة دون وصول ايدي اليهود وعملائهم لشرائه بالتواطيء مع بعض الوجهاء والحكام.

وبعد هذا المسير وعند ص ٥٥ ينقلنا الكاتب الى مسرح الاحداث في فلسطين بكل تفاصيلها، من التحضير والتجهيز للحرب وارهاصاتها، ثم خوض الحرب ومعاركها واسبابها وتفاصيلها ومآلاتها، ثم يطلعنا على مواقف الاطراف المتعددة المتصارعة والمتخاصمة والمتحالفة والمتآمرة والاهم يطلعنا على موقف الفدائيين من المتطوعين العرب والفلسطينيين، وكل هذا الاستعراض الميداني لمواقف الاطراف المختلفة اسهم بشكل كبير بتعرية مواقف الحكومات والقيادات العربية، مما يسمح للقاريء عند الانتهاء من مطالعة هذا الكتاب بتقديم وجهة نظر عن طبيعة هذه الانظمة والعروش التي تواجدت جيوشها على ارض فلسطين ابان النكبة ١٩٤٨.

هذا الكتاب كتب بلغة شاعرية مرهفة ومشوقة تشد القاريء حتى نهايتها المحتومة؛ حيث نجح الكاتب بنقلنا الى مسرح الاحداث؛ وبتصوير غبار المعارك واسمعنا صوت طلقات الرصاص حتى تكاد تنفلق من بين السطور في بعض الصفحات، اضافة الى محاولة الكاتب اطلاعنا على بعض الحقائق وبعض مجريات الامور لاسيما في الجانب السياسي، والمؤمرات التي حيكت في هذا الجانب، مما تنفجر معه غضبا على حجم هذا الضعف والتخاذل والتواطيء المخزي والمبكي والمذل، اضافة الى نجاحه في ضعنا بصورة حية لمحريات الاوضاع الميدانية في محاور القتال وعلى مختلف الجبهات، لاسيما تلك الجبهات التي خاض فيها الفدائيون معارك ضارية وناجحة سجلها الكاتب عبر صفحات هذا الكتاب مثل المعركة الاولى ٩٠/١٠٥، معركة رامات راحيل ١٠٦/١٣٣، ومعركة عصلوج ١٤٨/١٦٨ ، اضافة الى سير كثير من المناوشات والغارات الليلية في صور باهر وبيت صقاقا والمالحة وغيرها.
.
في هذا الكتاب وعبر اسلوب سردي وقصصي يدون بطلنا صفحات مجهولة من صفحات العز والافتخار بالذات العربية وبانتمائنا جميعا لهذه الامة.

هذا الكتاب يقدم شهادة تاريخية فريدة ومتفردة وصورة صادقة عن بعض مجريات حرب النكبة ١٩٤٨.

اهم ما يميز هذه الشهادة انها كتبت بقلم احد الفدائيين العرب المشاركين في الحرب والمطلعين على مجريات الاحداث عن كثب بالاضافة لمشاركته فيها، علاوة على كونه احد صناع ذلك الحدث، اضافة لكون الكاتب هو البطل وهو احد الفدائيين العرب الذي هبوا للدفاع عن فلسطين بصورة منزهة عن اي جهوية او اقليمية او اي غرض دنيوي او هدف مادي.

هذا الكتاب يفرد صفحات كثيرة للحديث عن مشاركة المتطوعين العرب [اليمن، الجزائر، المغرب، تونس، مصر، السودان] في الدفاع عن فلسطين، ويخص بالذكر الليبيين ويستعرض كثير من اسمائهم وشهدائهم وبطولاتهم في فلسطين، وهي صفحات غائبة او مغيبة مسيرة نضالنا، رغم انها صفحات عز وفخار تستحق ان تكتب وتروى بماء الذهب.

هذا الكتاب كتبت صفحاته بالدم ابتداء، وقدر للمؤلف الفدائي ان يعود من الحرب سالما دون كثير من رفاقه الذين استشهدوا فكان وفيا لهم ولدمائهم الزكية، كما انه كان وفيا لعروبته ودينه ووطنه ولفلسطين حيث نجح بتدوين تجربته ومساركته في هذه الحرب بين دفتي هذا الكتاب، وهذا ما اشار اليه صاحب الكتاب في مقدمته عند ص ٦ حين قال" ساحكي لك قصتي كما عشتها ، وهي قصة الاف الفدائيين الليبين الذين وهبوا ارواحهم لله والوطن، فمنهم من تقبله الله ووسده تراب الارض المقدسة والحقه بالرفيق الاعلى مع الشهداء والانبياء.... ومنهم من لم يحظ بهذا المقام العلي، فعاد اسفا ليروي لك هذه القصص..".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات