الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوترات الإيرانية الأمريكية في سوريا ..تشريح سياسي

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2023 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


نظرة سريعة للتطورات الأخيرة في الساحة السورية بعد التقارب الايراني السعودي اللافت الذي ترك بصمته الايجابية الواضحة في سوريا وعموم المنطقة خاصة العراق واليمن ، تشير الى أن المنطقة تتجه نحو "توتر تحت السيطرة" بعد التصعيد المنضبط بين الكيان الصهيوني ، وايران وحلفائها الاقليميين خصوصاً حزب الله لبنان.

كانت إيران حذرت الولايات المتحدة من مهاجمة قواعد أقامتها في سوريا بدعوة من دمشق، لكنها لم ترد على عمليات قصف إسرائيلية لأنها لا تريد أن تلعب في الملعب الاسرائيلي وبالتالي إنقاذ رئيس الوزراء المنهك والغارق في أزماته الداخلية بنيامين نتانياهو ، الذي يستفيد من أي تصعيد مع ايران في هذه المرحلة تحديداً.

جاء التحذير الايراني في أعقاب سلسلة من الحوادث المميتة في سوريا التي انتصرت عسكرياً بدعم ايران وحلفائها في الحرب على الارهاب العالمي ، شملت تبادل ضربات من قبل الجيش الأمريكي وجماعات المقاومة المسلحة المدعومة من إيران.
وسط التوترات المتصاعدة لكنها تظل تحت السيطرة ، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه في حين أنه "لا يسعى إلى صراع مع إيران" ، فإن أي هجمات على الشعب الأمريكي ستقابل بالقوة.
• بعد يومين من تلك الهجمات، حذر بايدن إيران من أن الولايات المتحدة "ستتصرف بقوة لحماية شعبنا". في الوقت نفسه ، قال: "لا تخطئوا ، الولايات المتحدة لا ، أؤكد ، لا تسعى إلى صراع مع  إيران ". نسي بايدن أن الشعب الأمريكي موجود على بعد أكثر من خمسة آلاف ميل عن القاعدتين العسكريتين التي يتواجد فيهما جنود وضباط أمريكيون يسرقون النفط والقمح السوري.

• لكن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني كيوان خسروي وصف الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بأنه غير قانوني ومزعزع للاستقرار ، وقال إن إيران "تكبدت الكثير من التكاليف" لمكافحة "الإرهاب" و "إحلال السلام" وبالتالي تعارض الأعمال التي تسبب "عدم الاستقرار". هذه إشارة لافتة عن عمليات مقبلة تستهدف الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بشكل خاص والذي يعرق مشروع الخط البري الممتد من ايران الى سوريا ففلسطين ولبنان عبر العراق.
• وحذر خسروي من أن "أي عذر لمهاجمة القواعد التي أقيمت بناء على طلب الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب ... سيتم الرد عليه على الفور".
• كما اتهم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الايراني الولايات المتحدة بدعم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) ، مؤكداً أن طائرات الهليكوبتر الأمريكية كانت "تنقل" مقاتلي تنظيم داعش في جميع أنحاء سوريا في الأيام الأخيرة.
• تؤكد إيران أنها ماعاد لديها جنود على الأرض في سوريا وتشير إلى وجودها على أنه يقتصر على "المستشارين"، وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة التفاهمات والانتصار السياسي في سوريا وعموم المنطقة بعد النجاح بتشكيل حكومة صديقة لها في العراق ، ومفاوضات جدية لانهاء الحرب العبثية في اليمن، وعبور أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان.

في 26 مارس / آذار قالت وكالتا أنباء فارس وتسنيم المرتبطتان بالحرس الثوري الإيراني إن جماعة عراقية مجهولة أعلنت مسؤوليتها عن غارة الطائرة بدون طيار في 23 مارس / آذار التي قتلت متعاقدًا أمريكيًا.
• ونشرت الوكالتان صورة لبيان عربي صادر عن جماعة تُعرف باسم لواء الغالبون ("اللواء المنتصر") ، لكن لم تذكر أي من الوكالتين المكان الذي نُشر فيه البيان في البداية.

•رمن جهتها كتائب حزب الله العراق تبرأت من أي دور لها في مهاجمة الأمريكيين في سوريا لكنها رحبت بالعملية ، وهذا بحد ذاته تطور يعكس أن التوتر الايراني مع الامريكيين يظل تحت السيطرة.

• يفترض بعض المراقبين أن إيران سعت إلى وضع صيغة تتلقى فيها الضربات الإسرائيلية في سوريا ردودًا على شكل هجمات على المصالح الأمريكية في سوريا، الى جانب تضييق حلفائها الخناق على نتنياهو في فلسطين ، وعلى السعودية في اليمن.

• بالنسبة لنتنياهو ، فتشير مصادر إيرانية مطلعة الى أنه بعث برسالة عبر أربع قنوات إلى إيران يقول فيها إنه لا يعتزم مهاجمة إيران ولا يسعى لقتل الإيرانيين إطلاقاً.

من هنا يجب أن يُنظر إلى الاشتباكات في سوريا بين المقاومة المدعومة من إيران والجيش الأمريكي على أنها امتداد للتوترات السياسية بين الخصمين والتي أخفقت محاولات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بالاتفاق النووي -حتى الآن - في تخفيف حدتها ، بعد قرار دونالد ترامب سيء الذكر باغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما في 3 كانون الثاني (يناير) 2020.
• مع تعثر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 لعدة أشهر ، من المرجح أن تواصل إيران والولايات المتحدة الصدام في سوريا.
و إذا تبنت إيران بالفعل صيغة الرد على الضربات الإسرائيلية في سوريا من خلال هجمات من قبل القوات المتحالفة معها، على المصالح الأمريكية هناك ، فإن تقليص دور روسيا كقناة لخفض التصعيد يمكن أن يزيد التوترات بشكل كبير، في الوقت الذي تعمل ايران بصمت على تعزيز النظام الدفاعي الجوي لسوريا.

والعاقل يفهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا