الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشمسُ مشرقةٌ والاقتصادُ غائمٌ والوقتُ عُطلة

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 4 / 13
الادارة و الاقتصاد


الشمسُ مُشرِقةٌ جدّاً هذا اليوم(الخميس).. بينما مجلس الوزراء يوجه بتعطيل الدوام الرسمي(ليوم الخميس) بسبب سوء الأحوال الجوية!!!
جميع طلبة وموظفي العراق، لم يذوقوا طعم النوم مساء يوم الثلاثاء، في انتظار أن تعلن الحكومةُ يوم الأربعاء يوم عطلة!!!!
معظم المدارس والجامعات ومواقع العمل الحكومية كانت شبه خالية من طلبتها وموظفّيها يوم الأربعاء.. لأنّ"الدنيا" قد تمطُر في أيّةِ لحظة!!!
عندما "كَركَعت" السماء قبل ظهر يوم الأربعاء، تركت القِلّةُ من الطلبة والموظفّين(التي قرّرت الدوام على"نفقتها الخاصّة") مواقع الدراسة والعمل(دون استئذانٍ من أحد)، لأن"الدنيا" قد تمطرُ عليهم في أيّةِ لحظة.. وما حدثَ في حقيقة الأمر، هو أنّ الدنيا "كَركَعت" فقط، ولم تُمطِر قَط!!!
هذه ثاني "عطلة حكوميّة" خلال هذا الشهر، لأنّ الأمطار هطَلَت على بلد يعاني من "موجة جفاف غير مسبوقة" مرتّين فقط خلال هذا الشهر(كما تقول الحكومة ذاتها)!!!
"المُحافِظون" يُعطِّلون العمل والدراسة في "محافظاتهم" الأكثر فقراً وحرماناً بين محافظات العراق كُلّها، لأيِّ سببٍ يخطرُ على بالهم(عدا هطول الأمطار)، وحكومة "المركز" لا تجرؤ على الاعتراض، حتّى لو كانت هناك في الشهر الواحد أكثر من عُطلَة!!!!
لأنّ اللهَ أمطرَ على هذا العراق نفطاً يُغطّي العيوب.. فإنّ الحكومةَ، كُلّما أمطرَ اللهُ السماءَ ماءً علينا.. منَحَت العراقيّينَ عُطلة!!!
ولأنّ النفطَ يُغطّي العيوب، ويسمح باجتراح"المُعجزات"، واختراعِ "المَكرَمات"، ويُعيدُ انتاج هذه المُعجزات والمَكرَمات لحكومةٍ بعد حكومة.. يذهبُ عشراتُ الآلاف من "المتعينيّن" الجُدد لدى"الحكومة"، فلا يجد ولو 1% منهم، أيّ عملٍ يمكن لهم أن يقوموا به.. بل أنّ "دوائرهم" الحكومية التي تمَ تنسيبهم للعمل فيها، تُخبِرهم أنّهُم "فائِضون" لديها، وعالةٌ وعبءٌ عليها، لأنّها لا تحتاجُ أبداً إليهم، وأنّ ما لديها من عاطلين"مُقنَّعين"، و"أشباح"، و"فضائيّين"، يكفيها لمائةِ عامٍ قادمة!!!
هؤلاء "العاطلين الجُدد" عن العمل، حصلوا على عطلتين حكوميتين(إضافيّتين) خلال شهرٍ واحدٍ، لم يعمَلوا بهِ دقيقةً واحدة!!!
أخيراً تُقدِّمُ الحكومة لمجلس النواب موازنة عامة لثلاث سنوات، وهذه الموازنة تعتمد بنسبة 96% على ايرادات النفط، الذي تتغيّر أسعارهُ في السوق العالميةّ كُلّ ثلاث دقائق!!!
لا أمطارنا تشبه أمطار السماوات.. ولا "كَراكَيعنا" تشبهُ "كَراكَيع" غيرنا.. ولا طلبتنا وموظّفينا يشبهونَ الطلبة والموظفيّن في أيّ بلد آخر.. ولا حكوماتنا تشبهُ الحكومات الأخرى.. ولا موازناتنا تشبهُ الموازنات.. بل وحتّى نفطنا لا يشبهُ "نفوط" الآخرين.. لا نفط إمارات وممالِك وجمهوريّات"الخليج العربي- الفارسي" الشقيقة، ولا نفطِ ولاية تكساس الصديقة.
أمّا "دولتنا"، فإنّها لا تشبهُ أيّةِ دولةٍ أخرى على الإطلاق، على امتداد مساحة هذا الكونِ الشاسِع.. بدءاً من دول كوكب الأرض، وانتهاءً بدول كوكب "نبتون".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن


.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع




.. لماذا امتدت الأزمة الاقتصادية من الاقتصاد الكلي الإسرائيلي ب


.. تقرير خطير.. جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع أسعار الذهب لـ3 آلاف




.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية