الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر وأفريقيا ٢٥

بهاء الدين الصالحي

2023 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


معضلة إسرائيل شكلت محور في إدارة العلاقات المصرية الأفريقية حيث كانت حالة العداء وقت ستينيات وبواكير سبعينيات القرن الماضي مع ارتفاع وتيرة حركات التحرر داخل أفريقيا مما خلق نوعا من التوافق السياسي والمصداقية المصرية داخل أفريقيا، من هنا كان نجاح الديبلوماسية المصرية بقيادة عملاقها الافريقي بطرس غالي والذي ترك مدرسة كبيرة لم يتم تطويرها ،مع رحيله حتي جاءت مدرسة عمرو موسي بتوجهاتها الاوروبية والعربية والتعامل مع أفريقيا من خلال صندوق للتنمية تموله مصر وبعض الدول العربية ،وهنا الرهان الخاطئ حيث ادخلنا أنفسنا تحت انياب المستيقظ الخليجي الذي توحش فتمدد في جسد سد النهضة ،وهنا تخلينا عن تنمية الرصيد التاريخي والذي لم ينافسنا فيه احد وذلك بحكم التحولات الهيكلية في بنية الدولة المصرية ،حتي جاءت المدرسة الحالية لتحاول ادراك اخطاء اربعين عام من منطلق مفروض علينا حيث لا نستطيع سبق الصين في أفريقيا وبالتالي لم نتطرق لمصر التاريخية بل طرحنا مصر الجديدة في واقع نعاني خلاله في الداخل مصاعب وجودية .
نعود لإسرائيل التي تمددت حتي ازكمت رائحتها في أفريقيا انوفنا في القاهرة ،ولكن نمط العلاقة هو الفيصل حيث قررنا ان نطبع مع إسرائيل من باب ملائكية السلام وتاريخ ومبادئ الدولة المصرية العريقة بينما إسرائيل تفكر بعقلية مستوطن منبوذ ،والسؤال هنا هل نستطيع محاكاة نمط الصين أمريكا، فكلاهما له علاقات وتمثيل دبلوماسي وعلاقات اقتصادية ومساعي مخابراتية، ولكن وتيرة البعد الوطني الحاكمة لإدارة العلاقات هو الفيصل حيث القانون الدولي يتيح مراجعة كل الاتفاقيات الدولية بعد عشر سنوات والتعديل فيها هنا المعايير الداخلية التي تحكم درجة الحوار من عدمه ولاتعني مداولات المصلحة الحادة غياب نبرة السلام فهناك بنية صلبة للنظام الدولي لا يستطيع احد الفكاك منها وذلك وفقا للمنهج البروسي ان الحرب الجزئية منهج سياسي لتحريك جو المفاوضات .
وبالتالي يكون السؤال كيف ندير صراعا مع إسرائيل عبر أفريقيا التي تمثل متنفسا جيو سياسي لإسرائيل والتي أدارت ملف النهضة دون إهدار لقدسية العلاقات الكامب ديفيدية ،هنا فكرة الاحترافية في أفريقيا من خلال وزارة خاصة بأفريقيا يتولاها مسيحي وذلك تفاديا للحرج الاصولي الذي عانته الدولة المصرية ،حيث استكثرت علي بطرس غالي بقيمته العالمية ان يكون وزيرا للخارجية بل اصنعت له وزير دولة ، اذن فلتكن وزارة دولة للشئون الأفريقية .
المشاكل الكبري داخل أفريقيا لابد لحلها من تجاوز بعض المشاكل الهيكلية في إدارة الملف الافريقي وعلي رأسه تقليم اظافر إسرائيل في أفريقيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في