الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة الدول الانتهازية والاستعمارية تعمق هوة الفقر بين شعوب العالم

حسين خميس

2003 / 6 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر



هل من الممكن القول ان قمة الدول ما يسمى بالصناعية قد حققت اماني  ممثلي دول العالم الشريف  كما اطلق مناهضي العولمة على شعوب العالم الثالث ؟ للاجابة على هذا السؤال علينا العودة الى مقررات مؤتمرات سابقة لهذه الدول الانتهازية لندرك مدى جدية هذه الدول في معالجة قضايا الدول الفقيرة التي هي العلة في مشاكلها وفقرها ، ومن الممكن ايضا ان نقرأ من تصريحات رئيس جنوب افريقيا مبيكي والرئيس الفنزويلي لنرى مدى استياء ممثلي شعوب العالم الشريف من سياسات الدول الصناعية الكبرى ، وهذه التصريحات جميعها تصب في خانة انتقاد  السياسات الاقتصادية للدول الصناعية الكبرى  وكشف مدى زيف ادعائاتها بشأن برامج مكافحة الفقر والجوع والتخلف ، وبالطبع فأن هذه القمة المنعقدة في افيان الفرنسية المنطقة  التي تمتلك سحر الطبيعة الجميلة والخلابة لا تعكس رغبات حقيقية  لدى اصحاب القرار فيها بشأن هموم شعوب العالم الشريف ، وبالرغم من التصريحات  كثييرة الاحسان التي أدلى بها رومان برودي لوكالة انباء الشرق الاوسط والتي فهم منها ان الدول الصناعية بصدد الاقدام على القيام بمشروع مارشال جديد في منطقة افريقيا يهدف الى ايجاد حلول عملية لمشكلات الدول النامية في مجال المياه والادوية واعطاء منتجاتهم الافضلية الاولى في التصدير الى  دول السوق الاوروبية المشتركة ، اضافة الى اعطاء افريقيا حصة الاسد في المشاريع المنوي القيام بها ضمن سلسلة المساعدات الخارجية التي ستقدم الى الدول الفقيرة ، ونشير هنا الى تعهدات سابقة من قبل الدول الصناعية في مؤتمر القمة العالمي للاغذية عام 1996والذي تم التعهد خلاله بتخفيض عدد الجياع في العالم بنحو 400مليون جائع بحلول عام 2015  ، وفي شهر اب من عام 2002 عقد في ايطاليا مؤتمر للأمن الغذائي وتبين خلاله ان التقدم على طريق الوفاء بالالتزامات القديمة ظلت بطيئة الى درجة مخيبة للامال ، وعودة الى  التصريحات والوعود التي   نعلم علم اليقين ان جزء كبير منها سيصبح في مهب الريح وذلك يعود لعدة اسباب اهمها المشاكل الاقتصادية للدول الكبرى أكبر من ان تسمح بتنفيذ مبادرات واعطاء حلول معقولة لدول العالم الشريف واهم هذه المشاكل التي تعاني منهاالدول الكبرى انخفاض قيمة الدولار وحالة الانكماش الاقتصادي التي يمر بها اقتصاد هذه الدول فانخفاض الاسعار الذي هو بالاساس مطلب شعبي  يؤدي الى قتل التحفيز لدى المستثمر لتوسيع استثماره لعدم وجود فرص كبرى لتحقيق الربح ، من جهة اخرى تحولت القمم الاقتصادية للدول الكبرى الى محاولات لبناء تحالفات سياسية وتجديد العهد على التحالفات القائمة مع دول العالم الشريف والتي تحمل في طياتها تبعية وعبودية من نوع جديد لا يقل خباثة من الاستعمار العسكري الامبراطوري الامريكي فلسنا من نوع الجهلة وفاقدي الوعي لنعرف خيرات وثروات شعوب العالم الثالث رهينة في ايدي الدول الصناعية الكبرى ويكفينا عندما نسمع بالارقام المالية التي تقرها القمة لمساعدة الدول الفقيرة ان نصاب بالصدمة فا لمليارد يورو المخصصة لصندوق المياه في افريقيا والتي سيعلن عن اقامته في هذه القمة من اجل ايجاد حلول جدية لمياه الشرب في افريقيا ، هذه المبلغ الضخم الذي ستيستفيد من 77 دولة اعضاء في مجموعة دول افريقيا ومنطقتي البحر الكاريبي والمحيط الهادي هذا المبلغ استطاعت شركة هاليبيرتون الامريكية والمتخصصة في عقود مقاولات عسكرية ان تسرق نصفه من خلا اعمال ما يسمى اعادة اعمار في افغانستان والعراق وهذا الرقم  مرشح للازدياد بوتيرة عالية مع فرض السيطرة الامنية الامريكية على العراق بشكل كامل ، وبعد سرقات ثروات دول العالم الثالث تتفضل علينا الدول الانتهازية بالفضلات الباقية من شركاتها تحت اسماء مسمية مشروع مارشال جديد واعادة اعمار والقضاء على الفقر والجوع والكثير من المطلحات التي لا مجال لذكرها هنا وبالتالي ما نريد ان نقوله ان قمة افيان للدول الصناعية جائت لتوسع هوة الفقر والجوع لشعوب العالم الثالث الشريفة وهذه القمة بطبيعتها قمة لدول انتهازية واستعمارية اقتصادية وبالتالي الرد على هذه السياسات من قبل شعوبنا هو بثورات اجتماعية وصناعية جديدة تقضي على الظلم والاستغلال وتحقق العدالة الاجتماعية للجميع واذا كان لا بد فأن مطلب الساعة هو اعادة توزيع الثروات وليس اعادة توزيع الفقر .
حسين خميس .3/6/ فلسطين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل