الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤمن بصدام قائد

حسين جاسم الشمري

2023 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في حقب العقود الماضية قبل عام ٢٠٠٣، كنا نسمع باسماء تقود المفاصل المهمة للبلد ونلمح بين الفينة والاخرى صورهم في الشاشة الوحيدة عندما نجلس امامها مجبرين لعدم وجود خيار آخر بانتظار انتهاء برامج القائد في ضمير الشعب والشعراء، وصور من المعركة الخ، ولم نكن نعلم ما هي علمية تلك الاسماء المخيفة، أو طريقة تفكير احدهم أو تعامله مع الناس، وكان التدوير في قيادة الوزارات والاجهزة الامنية هو السائد لسنوات طويلة، ويعلق على المقصلة او يركن في بيته من خالف منهم رأي او توجه القائد الضرورة، حتى ولو برؤية في المنام، وبعد انتهاء تلك الصفحة ظهر لنا ارشيف تلك السنوات الطويلة التي حصدت ارواح مئات الآلاف من العراقيين بطرق واساليب مختلفة، وفي احد الافلام المؤرشفة ظهر سبعاوي ابراهيم الحسن يتحدث لمجموعة من جلاسه ويردد عبارة (انا مؤمن بأن صدام قائد) وهذا الرجل المعتوه الذي لا يعرف حتى طريقة الكلام وفنونه واساليبه، كان يقود اجهزة أمنية عتيدة انهت حياة الكثيرين بالوشاية والتقارير التي كانت غير دقيقة المعلومة او تكتب من قبل أناس حاقدين حتى على انفسهم.
وكان يهمس لنا البعض بأن الوزير الفلاني كان شرطيا ومدير الامن كان اميا، وعضو القيادة كان مضمدا، الى ان تبين لنا الخيط الابيض من الاسود وعلمنا كيف كان العراق وشعبه بيد عصابة لا يهمها سوى الاستمتاع بمشاهدة الدماء ودفن الاحياء، الى ان جاءت الدبابة البرامز وازالت نظام باكمله من حياة العراقيين، وطوت تلك الصفحة المؤلمة التي تدعي اغلب الاحزاب الحالية افتراء بانها من ازالت صدام من خريطة الوطن.
وبدأت صفحة جديدة وتوالت حكومات الاحزاب والمكونات والمحاصصات من مجلس الحكم الى حكومة مصطفى الكاظمي التي صدمت الجميع بعد كشف ملفات فسادها الكارثية.
وما يتداول ان تنصيب الكاظمي كان نتيجة تظاهرات تشرين التي اطاحت بحكومة عبد المهدي، وقد جاء بحاشية تقود الدولة من تلك المجموعة التي كانت متعاطفة جدا مع المتظاهرين ومعتصمي التحرير لسنوات، لكنها لم تستطع ان تقدم لنا سوى مجموعة من اللصوص وتعيينهم بمناصب رفيعة سيطروا من خلالها على مناجم الذهب بطرق مختلفة، وتدخلوا بكل مفصل في الوزارات والمؤسسات والمحاكم مستخدمين اسلوب التهديد والوعيد، وما ظهرت من ملفات فساد وسرقات ولصوصية بدء من سرقة القرن ومزاد بيع الدولار وغيرها، تثبت انهم لم يكونوا رجال دولة، وبما ان الشعب يريد ان يبقى في سباته ويرفض الاستيقاض فليبقى قرير العين في سريره.
وفي خاطرة تفوق الخيال اعتقد ان ما جرى ويجري للعراق هو تدبير إلهي، لأن هذا ما يريده الله، فأن الاحزاب باقية وتتمدد والشخوص ذاتها، بل وان الوزارات توزعت لنفس مالكيها الا تبديل بسيط بين حزب وحزب، وسيبقى ملف العراق على الرف، وقد ذهب لمزبلة التاريخ صدام ومن كان مؤمن بأنه قائد، وسيرافقهم الكثير غدا من اصحاب حقبة اليوم، وعليه فأن على السيد السوداني اتخاذ خطوات جلية لاستبعاد كل من لا يستحق ان يكون بمكانه اليوم، من خلال تقييم اداء عمله، وان لا يكترث لأولئك الذين يضعون العصا في العجلة، ويتخذ قراره الصحيح بعيدا عن المناكفات السياسية والفئوية والحزبية، وان يقاوم سيل من لا يريد بالعراق خيرا سواء كان من مقربيه او من مناوئيه، وهو الرجل المشهود له بجدية العمل والنزاهة الحقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع