الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الثقافي في الموصل خلال الستينات من القرن العشرين

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 4 / 14
الادب والفن


في إطار توثيقي لطبيعة وابعاد المشهد الثقافي في الموصل في الستينات من القرن الماضي : القرن العشرين لابد ان اقف قليلا لأقول ان سنوات الستينات ، كانت تتميز بالبحث عن مستقبل ، وتأكيد قيم الحرية والتقدم . وكانت بحق ميدانا لموجة صاخبة على صعيد الشعر والتاريخ والفن التشكيلي والنحت والقصة والرواية .ظهرت دعوات للتقدم ولتطوير ما لدينا من وسائل ثقافية وفكرية للحاق بالعالم واذا كانت بغداد قد شهدت صدور البيان الستيني الشعري ، فإن الموصل لم تشذ عن ذلك فظهرت في الموصل تجمعات شعرية من قبيل مجموعة قصص 69 التي اصدرها نخبة من كتاب القصة منهم انور عبد العزيز وحسب الله يحيى ويوسف الصائغ واخرون .
ومن حسن الحظ ، أن واحدا من شهود المشهد الثقافي ، وهو المرحوم الاستاذ احمد سامي الجلبي رئيس تحرير جريدة (فتى العراق ) ، كتب مقالة من ذاكرته الادبية عن ( ستينات الحركة الادبية في الموصل ) قال فيها ان منتصف عقد الخمسينات شهد نوعا من التكتل الادبي في حين شهدت سنوات الستينات انقسام الادباء والشعراء حسب التوجه السياسي ، والذي تفاقم بعد قيام ثورة 14 من تموز سنة 1958 .
وبعد قيام حركة الشواف وفشلها سنة 1959 ، تعرض عدد كبير من الشعراء والكتاب والادباء والصحفيين الموصليين المنتمين للتوجه القومي العربي الى الاعتقال والاضطهاد وممن اعتقل الاستاذ محمود الجلبي المحامي رئيس تحرير جردة (فتى العراق ) ، والاستاذ عبد الباسط يونس رئيس تحرير جريدة ( الهدف ) وكانت الجريدتان قد فتحتا صفحاتها لنشر النتاج الادبي والثقافي والفكري الموصلي . وبدأ عدد من رواد الفكر اليساري ينشطون ويكتبون وظهر لدينا عدد من كتاب القصة والشعر والصحافة يبرزون وينشرون المقالات في جريدتي ( الشبيبة ) الموصلية و(اتحاد الشعب ) البغدادية ، لكن ذلك لم يدم طويلا اذ سرعان ما بدأ التيار العروبي يأخذ زمام المبادرة بعد انقلاب 8 من شباط سنة 1963 ؛ فصدرت في الموصل صحف ومجلات جديدة من قبيل جريدة ( الرسالة ) البعثية وجريدة (الفكر العربي) العروبية – الاسلامية . فضلا عن جريدتي (فتى العراق ) و( فتى العرب ) .
ومع ان الاتجاه العروبي كان هو السائد ، الا ان التوجه الاسلامي المتحالف مع التوجه القومي المعارض للتوجه الشيوعي ، وجد له طريقا فنشط بعض من ممثلي التوجه الاسلام لينشر ما لديه من ثقافة ونتاجات ادبية . ولعل ابرز من نشر بهذا الاتجاه الاستاذ ادريس الكلاك ، والاستاذ عبد الوهاب الطائي ، والاستاذ اديب الدباغ والاستاذ صلاح الدين مجيد ، والاستاذ ذو النون الاطرقجي ، والاستاذ عبد الوهاب الكحلة ، والاستاذ غازي حمودات ، والاستاذ حازم شيت الطائي ، والدكتور عماد الدين خليل .
وفي سنوات الستينات ايضا وجدت بعض الاقلام طريقها الى الصحافة منها الدكتور ابراهيم خليل العلاف ، والدكتور عبد الوهاب العدواني ، والاستاذ ياسين خليل الخالص ، والاستاذ معن عبد القادر ال زكريا ، والاستاذ طلال مجيد ، والاستاذ ادريس طه حسن ، والاستاذ محمود فوزي الصراف والد الشاعر الدكتور وليد الصراف ، والاستاذ مؤيد معمر ، والاستاذ عباس علي شريف والاستاذ قحطان محجوب ، والاستاذ طلال حسن والاستاذ حسب الله يحيى والاستاذ محي الدين توفيق والاستاذة باسمة محمود الشيخ والاستاذة بشرى البستاني والاستاذ عبد الوهاب شاهين الشرفاني واعقبهم اخرون منهم الاستاذ معد الجبوري والاستاذ سعد عبد السلام البزاز والاستاذ زهير غانم والاستاذ نجمان ياسين والاستاذ امجد محمد سعيد وغيرهم .
مما يميز المشهد الثقاقي الموصلي في الستينات من القرن الماضي ، ظهور موجة من الكتب التاريخية ومنها تتناول تاريخ وإرث الموصل وهي كثيرة منها كتاب (جوامع الموصل ) لسعيد الديوه جي ، وكتاب ( حكايات الموصل الشعبية ) لاحمد الصوفي ، وكتاب ( الانساب والاسر ) لعبد المنعم الغلامي ، وكتاب (الفاروق القائد ) لمحمود شيت خطاب ، وكتاب (تاريخ الكوت ) للدكتور عادل البكري ، وكتاب (يزيد بن مزيد الشيباني ) للدكتور عبد الجبار الجومرد كتاب (تاريخ تلعفر قديما وحديثا ) لمحمد يونس اغا عبد الله ، وكتاب (ثورة تلعفر ) للدكتور قحطان احمد عبوش ، وكتاب ( نظرات في زجل الموصل ) لعبد الحليم اللاوند ، وكتاب ( التراث الموسيقي في الموصل ) للدكتور محمد صديق الجليلي ، وكتاب محمد رؤوف الغلامي ( المردد في الامثال العامية الموصلية ) . وكتاب (تاريخ علماء الموصل ) لإحمد محمد المختار .
وظهرت حمى اصدار دواوين الشعر ؛ فقد اصدر بشير حسن القطان مجموعته الشعرية ( اغاريد عودة ووحدة ) ، واصدر سالم الخباز مجموعتيه الشعريتين (الفصول ) و (جراح المدينة ) ، واصدر حمادي الناهي (حب وغزل ) .
كما صدر العديد من المجموعات القصصية من قبيل (أعوام الضمأ ) لمحمود جنداري ، و(الدفن بلا ثمن ) لسهيلة الحسيني ، و(دماء على عنق الزجاج ) لسالم العزاوي و(الدم ومعركة المصير ) لعبد الحميد التحافي و(في ركب الحياة ) لسالمة صالح و(الماء العذب ) لغانم الدباغ و(دموع الوداع ) و(عقاب الخطيئة ) لعبد الوهاب النعيمي و(حكايات الفقراء ) ليونس الحديدي و(خمسينات اضاعها ضباب الايام ) لعمر محمد الطالب وديوان (اغاريد عودة ووحدة ) لبشير حسن القطان ، و(رسالة غفران ) لسميرة الدراجي .
ولازلت اتذكر سلسلة من المقالات التي نشرت في صحف الموصل عن ما سمي في حينه ( الادب الملتزم ) و(الاديب الملتزم ) بقضايا وهموم شعبه .كما شاع مفهوم ( الواقعية الاشتراكية ) .
في بغداد ومن خلال (جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين ) ، واتحاد الادباء ، برز عدد من الكتاب والاكاديميين الموصليين واستطاعوا ترسيخ اسماءهم في الساحة الثقافية العراقية ومن هؤلاء المؤرخ الكبير الاستاذ الدكتور صالح احمد العلي والناقد الاكاديمي الاستاذ الدكتور جلال ايوب صبري الخياط والمحقق الاستاذ الدكتور محمود عبد الله الجادر وعالم الجغرافية الاستاذ الدكتور محمد حامد الطائي .
وخلال الستينات شهدت الموصل اهتماما بالتحقيق التاريخي ، ومن ذلك اصدار الدكتور محمد صديق الجليلي تحقيقه لديوان حسن عبد الباقي الموصلي والذي طبع في مطبعة الجمهورية سنة 1961 ، واصدار الاستاذ سعيد الديوه جي كتاب ( ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) تأليف الشيخ احمد بن الخياط ، واصدار احمد قاسم الفخري بعد تحقيقه لديوان الشيخ محمد حبيب العبيدي مفتي الديار الموصلية كتاب ( ديوان حبيب ) .
وظهر في الموصل كتاب يهتمون بالشأن السياسي وبالكتابة في موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية وتربوية . ونذكر منهم الاستاذ سعد الدين خضر الذي اصدر كتابه (الرأي العام وقوى التحريك ) ، والاستاذ انور المائي الذي اصدر كتابه ) الاكراد في بهندينان ) ، وكتاب (البيت والمدرسة ) للاستاذ محمود الجومرد ، وكتاب (دليل القواعد الانكليزية ) بالانكليزية للاستاذ حازم عمر ، وكتاب ( قواعد الاملاء ومعجم كلمات الظاء ) للاستاذ سالم سعيد الصميدعي ، وكتاب ( قواعد حسابات التقاويم ) للاستاذ عبد المجيد شوقي البكري .
كما ابتدأت في الموصل وبقيادة المربي والخطاط والباحث الاستاذ يوسف ذنون نهضة خطية مباركة ومن خلال الدورات والمحاضرات وورش التدريب .
اقول ان الموصل التي شهدت نهضة صحفية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت هي من أفسحت لكل هؤلاء الادباء والشعراء والكتاب المجال لكي ينشروا نتاجهم ويحدثوا الكثير من التأثير الثقافي بين القراء ؛ لذلك اقول انه على الرغم مما جرى من متغيرات واحداث سياسية خلال الستينات الا ان المشهد الثقافي الموصلي ظل وهاجا ، وحيا ، وغنيا بالكثير من الافكار وقسم منها كان خطوة في الاتجاه القومي التقدمي .
كما يجب ان اشيد ايضا بأصحاب المكتبات في شارع النجفي ومنهم عبد الرحمن كركجي صاحب المكتبة العربية وعبد الرحمن نصار صاحب مكتبة الاهالي وغيرهما من الذين وفروا كل ما كان يصدر في العراق والوطن العربي والعالم من كتب ومجلات كان لها تأثيرها في إغناء المشهد الثقافي في الموصل خلال الستينات من القرن الماضي .
كما يجب ان لاننسى الدور الكبير الذي بدأت تضطلع به (جامعة الموصل ) والتي تأسست في الاول من نيسان سنة 1967 في المشهد الثقافي الموصل وخاصة من خلال اصدارها مجلة (الجامعة ) وفتحها ( المركز الثقافي والاجتماعي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | الصين تحافظ على فنون العمارة التقليدية رغم تس


.. لمواجهة عائق اللغة.. تعليمات من خبير السفر إبراهيم توتونجي ق




.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات