الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان ضرب عصفورين بأنبوب نفط واحد...

محمد حمد

2023 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مازال النفط العراقي من حقول اقليم كردستان يراوح في مكانه رغم الاتفاق، الغامض إلى حد ما، بين حكومة بغداد وحكومة الاقليم. والذي تمّ توقيعه مباشرة بعد صدور قرار محكمة التجارة الدولية في باريس ضد تركيا لصالح العراق. وهذا القرار حسب التسريبات يتضمن غرامات مالية على تركيا والبعض يقول عقوبات فقط. طبعا الاتراك قاموا فورا بغلق الأنابيب واوقفوا تصدير النفط العراقي عبر ميناء جهان التركي التزاما منهم بقرار المحكمة السالف الذكر.
وقبل الاتفاق بين بغداد واربيل تقول وسائل الإعلام المختلفة أن رئيس الاقليم نيجرفان بارزاني ارسل رسالة مطوّلة (الّلهم استرنا من الرسائل المطوّلة!) إلى رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني. طبعا لا احد يعرف مضمون أو محتوى تلك الرسالة. ولكنني شخصيا لا استبعد أن تكون هذه الرسالة مليئة بالتهديد والوعيد والابتزاز لرئيس وزراء العراق، مثلا تهديد ناعم ومبطن بإسقاط حكومته. وكيف لا؟ وآل بارزاني علّقوا سيف ديموقليس فوق رؤوس الحكومات العراقية المتعاقبة.
من ناحيتها بدأت تركيا بالمماطلة والتأخير واختلاق الأعذار من أجل منع استئناف تصدير النفط العراقي. وهناك من يقول ان تركيا تحاول اجراء نوع من المقايضة مع العراق لكي يتخلى عن التعويضات او المطالبة بالمزيد منها، مقابل استئناف ضح النفط عبر الانابيب التركية. وهذا التصرّف من جانب تركيا يكبّد العراق، كما يقول المختصون بشؤون النفط، خسائر مالية تقدر بملايين الدولارات يوميا. واذا كان حكّام العراق قد عبّروا عن سعادتهم وجاهروا بفرحهم الغامر لان تركيا سوف تدفع لهم تعويضات، وهو أمر مشكوك في فيه كثيرا، فإن الرئيس التركي اردوغان رفع في وجوههم اوراق ضغط من العيار الثقيل: المياه والنفط !
كما ان موضوع التعويضات التي يفترض ان تدفعها تركيا الى العراق، سوف يستغرق وقتا طويلا حسب الإجراءات المتّبعة في المؤسسات الدولية. وهذا يعني"جيب ليل واخذ عتابه...يا عراق". وربما ينتهي الموضوع بلا تعويضات ولا هم يحزنون. بينما خسائر العراق من وقف ضخ نفطه الى الخارج بدأت من اليوم الثاني من غلق الانابيب من قبل تركيا.
اما حكّام الاقليم "الابرياء" والذين ورّطوا العراق في مشاكل مع اكثر من طرف، فلا تعنيهم أبدا خسائر العراق المالية في هذه القضية. والأمر واضح جدا. لان حصّتهم وارزاقهم ومصاريفهم الشهرية مكفولة ومضمونة حسب الدستور الذي وضعوه هم بانفسهم. والويل كلّ الويل لاي رئيس حكومة في بغداد اذا لم يلتزم (طبعا مع التنفيذ) بالشقّ المتعلّق باقليم كردستان، في الدستور العراقي.
يجب الاعتراف بان سلطان تركيا اردوغان ضرب عصفورين بانبوب نفط واحد. وهذان العصفوران هما بغداد واربيل. وجعلهما ينتظران على احر من الجمر ان تخرج من فمه "العثماني" كلمة واحدة فقط. تسمح للعراق باصلاح ما خرّبه آل بارزاني بعد ان استولوا بقوة المال والسلاح والدعم الأمريكي، وفي غفلة من الزمن، على خيرات وثروات الاقليم، والتي هي في النهاية ثروة لجميع العراقيين من الشمال الى الجنوب، حسب الدستور العراقي النافذ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة