الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تمكن السيسي من تطبيق نظرية العلاج ب-الصدمة الاقتصادية- في مصر؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2023 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هذه النظرية هي التعبير السياسي عن "النيوليبرالية الاقتصادية"، ولكي تنجح لابد من توفر شرط لا غنى عنه، بأن يسبقها صدمة نفسية كبرى تصيب السكان بالهلع، مثل انقلاب عسكري دموي، او حرب عسكرية عنيفة، او اضطرابات واعمال ارهابية واسعة، او كارثة طبيعية كزلزال ضخم او تسونامي .. الخ، تجعل هذه الصدمة الاولى السكان مرعوبين وخانعين وغير قادرين على مقاومة الصدمة الثانية "الصدمة الاقتصادية"، والتي تنجح بشكل اسرع في الدول ذات الانظمة القمعية الديكتاتورية او الفاشية، عن تلك الدول التي تتمتع بقدر من الديمقراطية التى تسمح بمنظمات مجتمع مدني مستقلة، تكون قادرة على تنظيم السكان في حركات احتجاجية جماعية منظمة، والذين يكونون في المجتمعات القمعية مجرد افراد فرط.

الصورة للدكتور "ميلتون فريدمان" الاستاذ في جامعة شيكاغو، مؤسس نظرية العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية"، التي اجتاحت العالم شرقه وغربه، بدءاٌ بتشيلي ١٩٨٣، التي قتلت قوات الجنرال بيونشية اكثر من ٣٠ الف من النشطاء السياسيين ومعظمهم من اليساريين، وتركت جسامينهم في الشوارع لاحداث الصدمة الاولى للسكان، وبالفعل نجحت واحجم السكان عن مقاومة الصدمة الثانية، "الصدمة الاقتصادية" .. ثم كل دول العالم، مروراٌ بالصين وروسيا، وطبعاٌ بمصر السادات الذي عينه عبد الناصر بعد هزيمة ٦٧، نائباٌ له دوناٌ عن كل اعضاء مجلس الثورة، وهو يعلم توجهاته اليمينية تمام العلم، من خلال علاقة وثيقة بينهما امتدت لاكثر من ربع قرن قبل ان يعينه نائباٌ له بعد هزيمة ٦٧ التي كانت تهدف لوائد أي مشروع وطني للتنمية المستقلة.

وبالفعل شرع السادات بتطبيق العلاج بـ"الصدمة الاقتصادية". في يناير ٧٧، الا ان المظاهرات العارمة جعلته يتراجع وينفذها بالتدريج، وخلال سنوات قليلة كانت الاسعار قد ارتفعت اضعاف ما خرجت المظاهرات ضده، تحت شعار متلازمة "السلام والرخاء" الوهمية، واستكمل مبارك نفس المسيرة وبنفس الوتيرة التدريجية كبطل للـ"الضربة الجوية".


الى ان جاءت ثورة ٢٥ يناير البريئة من كل دم، لتتحقق بعدها الصدمة الجماعية الاولى بمجازر محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو والازمات التمونية المتعمدة، وانعدام الامن المخطط له، الى الألتفاف كلياٌ على الثورة بتوظيف الانتهازية السياسية للاخوان المسلمين بأعطائهم الاغلبية في الشعب والشورى وفوقهم الرئاسة، في انتخابات اشرف عليها واخرج نتائجها المجلس العسكري - ودون حادثة امنية واحدة - مراهن على الانتهازية السياسية للقوى المدنية، بأيغال صدرها عند حصول الاخوان على كلى شئ، وبالفعل نجح الالتفاف عن طريق رأس الرجاء الصالح، رأس الاخوان، وكان مشهد "ماستر سين" ٣٠ يونيه 2013، الذي اخرجه مخرج القوى المدنية، ليتحقق بعدها المثل الشهير "اكلت يوم ان أوكل الثور الاخضر"، ونجحت الصدمة الجماعية الاولى التي جعلت السكان غير قادرين على مقاومة الصدمة الثانية، "الصدمة الاقتصادية" الجاري تنفيذها بكل قسوة وحزم منذ 3 يوليو 2013، ليكرر السيسي فخره بأنه نفذ ما خشى رؤساء مصر السابقين على تنفيذه!.


نقد النقد التجريدي
الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!:
ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
انه مستهدف ومخطط له،
انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة،
المحلية والاجنبية.
هذه هى السياسة.


هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة