الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سَوادٌ بهيج- شعر / مؤمن سمير.مصر

مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)

2023 / 4 / 16
الادب والفن


تَفَاءَلْتُ عندما تَعَثَّر ظِلِّي في شيءٍ من رائحة مَدْرستي، كان قلمًا وكان لونه أسوَد.. كنتُ دائمًا أكتبُ بهذا اللون وأغمضُ عَيْنيَّ وأبتسم، وبمجرد فتحهما تنبت ليّ جَنَاحات مرتعشة أو ضعيفة لكن الأكيد أن لونها أسود لامع.. ربما كان هذا الكائن المشوه، الملوث بكل خطوات الدنيا الملتاثة، هو قلميّ أنا بالذات، وربما كان يخص المُعَلِّمة التي كنتُ أنظر في عينيها بلا انقطاع، مراقبًا الدائرة الجميلة ذات السَواد الوردي ومصممًا على محاصرتها قبل أن تنطلق.. مُعَلِّمتي جميلتي وعذراء روحي، التي كانت تتلعثم في كل مرة وفي كل مرة تبتسم.. كانت ذراعاها على شكل فراشة تغمز دومًا وكانت أقلامها أنيقة وغالية ودائمًا سوداء.. ما زلتُ أوقنُ بأن مَدْرَستِي لم تكن وصلت بعد لسّن الخَرَف كي يقلبوا صفحتها من كراس الحياة هكذا ويتركونها تصعد بمفردها نحو المجهول.. ربما ضجوا من جريهم وراءها كل يوم، بعدما صارت تفتحُ عيونها في كل نهار في بقعةٍ جديدة.. أنا أعلم السِرَّ ومعلمتي بالطبع تعلم: كانت أجنحتي أو بالأحرى أجنحة الفراشة، تتسلل كل ليلة وتلتصق بذراعيْ مدرستي وتنطلق نحو السحاب، هي المسؤولة إذن عما جرى.. عندما طرتُ من فوق سطوح مَدْرستي قديمًا، غضب الجميع إلا هذه الجدران التي ظلت تحتفظ بقوتها وثباتها الانفعالي.. أما أمي، فلم تستطع الاحتفاظ بعيْنٍ واحدةٍ حتى من أجل السوق والزحام.. خدعتها روحها وتركت جسدها الحزين ينفجر.. كذلك أبي، كلما كاد يسقط وهو يصعد السلالم، كان يهزُّ رأسه ويقول، يا للخسارة، عِظام ولدي كانت ستسندني.. كانت ستجعل روحي خفيفةً كلما حاصرني الدائنون أو لاعبتني الشياطين.. روحٌ تُحَلِّقُ وقلبٌ يطير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا