الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداءات مراجعات وطنية : ضرورات و واجبات المرحلة السودانية.

عبير سويكت

2023 / 4 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


الساحة السودانية تتعال و تنخفض فيها وتيرة الاحتدام و الاقتتال بين مكونات الدعم السريع و الجيش السوداني، و يأتى ذلك بعد فشل التقدم فى الإتفاق الإطارى.

و كنت قد كتبت سابقًا مقالًا تحت عنوان: الإتفاق الإطاري فى السودان ما له و ما عاليه 1-2، كذلك فى مقابلتى الأولى مع قناة ال بي بي سى دعمت بقوة الإتفاق الإطارى، نسبةً لان الوضع فى السودان لم يك يحتمل معيشيًا، إقتصادياً، أمنيًا و سياسيًا.

لكن مع مرور الوقت، ظهرت ثغرات و سلبيات للاتفاق الإطارى و علل فتكت به، و وقفت حجر عثرة امام تنفيذه أو حتى تقدمه، منها إنعدام صوت الحكمة و العقلانية، و تقديم المصلحة الذاتية و الشخصية و الحزبية على المصلحة الوطنية، و بالتأكيد ليس الهدف من هذا الحديث التخوين او المزايدات، و لكن ذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

كما ان عملية الإقصاء فى الساحة السياسية السودانية كانت و ما زالت من أكبر المهددات التي تعيق اى مشروع انتقال ديمقراطي وطنى قومى، و كانت سببًا رئيسًا فى التصعيد السياسي المضاد الرافض للإقصاء و الداعى لتوسيع قاعدة المشاركة الوطنية.
كما ان المرحلة الحساسة التى يمر بها السودان لم تك تحتمل تارةً عملية الإقصاء التى سيترتب عليها لا محال قيام جبهات معارضة تعرقل التقدم في إتفاق سياسي اذا كانت تلك الفئات تشعر بالظلم و الإقصاء و الإبعاد فالبتاكيد ستعارضه و تفشله.

بنفس المستوى المرحلة لم تك لتحتمل تلك الأفعال الغير مسؤولة و محاولات شيطنة الجيش و تأليب الشباب الثوري ضده، و لا تحتمل زرع الفتن بين المكون العسكري من (دعم سريع و جيش) على حد سواء.

كما أن علينا ان نعلم أن ليس هناك دولة على وجه الأرض قامت لها قائمة فى ظل الحروبات و النزاعات و المشاكسات السياسية.

أخيرًا و ليس آخرًا يظل الجيش السودانى صمام أمان الوطن و المواطن، و درعه الحصين.
كما يظل الدعم السريع مكون أصيل فى السودان، و تم تأسيسه وتشكيله نسبةً لأحداث معينة من تأريخ السودان فى إقليم دارفور من آجل حفظ الامن و الأمان و ضبط الاوضاع الأمنية، كما ان للدعم السريع مواقف تحسب له إيجابيًا فى الانحياز لثورة ديسمبر العظيمة، حاله حال الجيش السوداني الذى انحاز أيضًا لمطالب الشارع الذى اعتصم أمام مقره الرئيسي، و سلم السلطة، و تحفظ على رأس النظام المخلوع.
و تظل الأحزاب الرشيدة من أهم ركائز الدولة المدنية ان تم أعادة تشكيلها و تأهيلها، و تنظيمها بشكل ديمقراطي يسمح فيها بعملية التداول الديمقراطي داخلها، و ينهى عملية الاحتكار السلطوى و القيادى فيها لأشخاص بعينهم، و ينهى عملية إختطاف إرادة عضويتها، و اذا أفسحت الديناصورات السياسية فيها مجالًا للشباب، حتى تصبح تلك الاحزاب أكثر قدرة على الإنتاج و التنفيذ و الابتكار، حتى لا يكون الشباب مجرد وقود للوصول للسلطة، بل يُسمح له بان يدير، يقود، و ينفذ. و يُستفاد من قدراته و إبداعه.
كذلك حتى تكون الادراة السياسية للبلاد عبر مشاريع حيه و رؤية حقيقية، لا عبر التهافت للظهور الوهمى عبر قناة الحدث و الجزيرة، و خطابات إركان النقاش المتكررة و تجريب المجرب و إعادة تكرير النفايات البالية و إدمان الفشل.

هذه المرحلة الحساسة من عمر السودان تحتاج إلى تحكيم صوت العقل و الحكمة، و راب الصدع بين الأطراف المختلفة،و إسكات صوت البندقية، الإصلاح و المصالحة حقنًا لأرواح أبناء السودان من جيش، و دعم سريع، و المواطنين البسطاء نساءا و رجالًا، شيباً و شبابًا.

لذلك لأبد من عملية حل و دمج الجيوش المختلفة فى السودان تحت مظلة واحدة، عبر عملية فنية يقوم بها العارفين بها، و ليس المتطفلين من يريدون اتخاذها مجالًا لتصفية الجيش الذى يرون فيه منافسًا سياسيًا لهم، و يجعلون من عملية الاصلاح الأمني ذريعة لتنفيذ أجندة خاصة بهم، فى الوقت الذى فشلوا فيه فى أعادة تشكيل بيوتاتهم الحزبية و ترتيب اوضاعهم الداخلية، فان عجزت تلك القوى السياسية فى إصلاح نفسها كيف لها بإصلاح الآخرين ؟او حتى مجرد الحديث فيما لا تفقه و لا تعرف؟ اتدعون الناس بالبر و تنسون أنفسكم ؟.
عملية التفكيك تكون عبر فنيين ، كذلك جمع السلاح المنتشر المهدد لروح المواطنين المدنيين العزل عملية لابد منها .

و عندما نتحدث عن ان هذه المرحلة من عمر السودان تحتاج للحكمة فان صوت الحكمة يكمن فى مراجعة الجميع لمواقفهم ، و التفكُر فى الأخطاء المُرتكبه من قبل الجميع، حتى يتثني للجميع تقديم التنازلات و التضحيات، و تحكيم صوت العقلانية الذى لا يكون إلا عبر الحوار الشامل الكامل لجميع مكونات الشعب دون فرز أو تميز او اقصاء، من أجل ضمان آمن و امان البلاد و استقرارها، و تمهيدًا للجلوس لطاولة الحوار لإيجاد حلول للخروج بالبلاد من الازمة الحالية، و إحداث توافق وطني شامل، يتم عبره عقد مشروع تحول ديمقراطي ينظم الفترة الانتقالية، و يهيأ الأجواء الديمقراطية و العدلية لانتخابات حرة نزيهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير