الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحكام البناء الهندسي في ( يوسفيات واثقية 46 ) للشاعرواثق الجلبي

واثق الجلبي

2023 / 4 / 16
الادب والفن


عرض: جبو بهنام بابا
شعر التفعيلة الذي ظهر منذ نهاية الأربعينات والذي تبنته نازك الملائكة وبدر شاكر السياب في هذه الحركة بعد ان سبق الكثير من الشعراء غيرهم ومنهم الشاعر المصري علي احمد باكثير وعلي الناصر من سوريا وباتت الحركة تتسع على يد كوكبة في معظم انحاء الوطن العربي على يد كوكبة من الشعراء الكبار ومنهم ( سليمان العيسى وعبدالوهاب البياتي و ونزار قباني ومحمود درويش وأخرون) ونحن الآن بصدد قصيدة الشاعر ( واثق الجلبي ) وهي تحت عنوان ( يوسفيات واثقية 46 ) بدأها وعلى المشارف كان هناك علوٌ ضمت وجوه واجمة سكتت عن الكلام ينتابها الصمت فذلك الوجه الممتد من أفق الشمس كان يخالف قانون الربايا شاردا من كل انواع الظلم الذي كان مسلّطا في تلك الأيام المظلمة ذو الماضي الأليم يقول الشاعر : (وعلى المشارفْ/ بين الوجوهِ الواجمات/ وجهٌ بكل عيون من رحلوا مخالف/ تلك الربايا الشاردات/ تحتل ماضينا/ كأن وليدها قذفته في تلك العواصفْ). ان الشعر كما يقول ت. س. اليوت يحاول دائما إيصال تجربة جديدة، وحيث أن الشاعريستجمع عنصر التخيلي طبيعة جديدة تداول حركة العالم بموقف فلسفي ليستظل بها في العناصر المختلفة لهذا المفهوم ولتعميق الجذور الرمزية واعطائها رمزاً ذات طبيعة هادفة. فالشاعر يتبرأ لابل يغسل يديه للذي حصل، ألقت سمومها تلك العاصفة الهوجاء السوداء التي إختلط فيها الحابل بالنابل وأخذت بااخضر واليابس وكان التيه فيها محتماً يقول ( ولقد برئتُ من التي/ ألقتْ عصيف سمومها/ ونبذتها .. بعثرتُ كل عيونها/ أحرقتُها سُمّا / يُنقّع نابها .. صدر الصحائف ). إن أول مايجب علينا أن نقرره هو حقل الأدب بما فيه حقل السرديات الذي تنتمي اليه النصوص، حقل لغوي بالدرجة الأولى أي حقل يتوسم بالعلامات التي تشكل شريطة والتي يمكن فرزها في الوقت ذاته عن سائر المكونات الأخرى التي تضع بنية الحدث التكويني، وهذا الحدث اللغوي الذي يمتلك صورة الوحدات التي نتنفّس فيها ونعبّر ونختلق وهو في هذه النصوص إطار الفنتازيا واللاشعور البدئي الداخلي.ويستطرد الشاعر: ( ها قد مضت أعمارنا / ما بين خائفة وخائفْ/ نمضي كأن الريح تقتلنا/ بالكاد نبلغ عمرنا/ حتى بلغنا الأربعين/ قفزت بذور الموت من بين الشكوك الراسيات تحتل باقينا). لغة الشاعر أغرقت القصيدة بالجمالية فتكرار الصُوَر التي ترسم في القصيدة نكهتها لدى القرّاء من خلال تبني ماكان واقعاً أليماً من شظف العيش وحروب ومأساة وما إلى آخره.يقول ميشيل دلفيل: الشعر في كل مكان في اللغة التي وجد الإيقاع في كل مكان إلا في الملصقات وفي الصفحة الرابعة في الجرائد . أما في النوع الذي نسميه النثر فيوجد شعر في كل إيقاع يمكن تصور بعضه مبهر ورائع. بينما الحقيقة لايوجد نثر ,توجد الأبجدية ومن ثم توجد أشكال في الشعر متراصة ومسهبة بقدرما. ففي كل محاولة على الاسلوب يوجد نظم: ( تحرك صمتنا المدفون صوتافي المشارفْ/ خمسون عاما في الزحامْ/ نمضي ولا يأتي السلامْ/ بيض كأن صغاره / حجرٌ على أرض الظلامْ/ وسمعتُ صوتاً جاء تردفهُ الرعود/ أعوامنا طيرٌ ونحن لها طعام). أجمع الشاعر قصيدته في عدد من البحور منها البسيط والكامل. إن القصيدة في تراجيديتها المعتمدة على المفارقات في الموقف والحالة والصورة، وفي خيالها المبني على الواقع، وشجنها الواقعي، واستغراقها في الهموم ليجعل النص مثيراً، من خلال إستمراريتها في تطواف كلي للألم الذي سرى في دواخل الانسان من خلال الحروب والحصار في سياق تأملي بين العقل الذاتي والإنفعال، في إطار التخطيط الذي يكرر أداءات الشاعر الطقسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟