الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للوقت من رائحة؟

حكمة اقبال

2023 / 4 / 16
الادب والفن


الى صديقي العزيز هاشم مطر

قرأت ببطء، ولكن بمتعة عالية روايتك الأولى (رائحة الوقت) التي أفرحني صدورها بتزامن مع معرض العراق الدولي للكتاب أواخر العام الماضي، وأسباب متعة قراءتي الخّصها لك هنا:

1- لأنها تغطي مساحة زمنية معاصرة، عايشتها أنا بأوقات مختلفة، وبالتالي هي عودة لتلك الذكريات بحلوها ومرها، وينسحب الأمر على جغرافيتها التي تمر ببلدان عشتُ فيها واستذكرها باستمرار.
2- لديكَ ياعزيزي طريقة ممتعة لوصف تفصيلي لمكان أو حدث محدد، بجمل جميلة مثل وصف الحباة داخل خيمة معسكر استقبال الكُرد الفيلية المُسفرين من العراق الى حدود ايران، أو وصف حوارات مريم ونرجس وسميّة، وكذلك وصف رحلة سميّة الى الجنوب الفرنسي، وكذلك وصف لقاء مريم مع أمير في المقهى، ووصف مريم لصورة أمير في زجاج نافذة التكسي.
3- لديك صور نصّية جميلة أيضاً مثل "لتدخل جسده وتكمل فيه اكتشافها باريس ..... تحت سقف لحافها ...... ملابسها من حرير أو مصنوعة من بقايا جنح فراشة أو حتى رحيق زهرة ....... ثم اختفت في ملابِسِه . . ... يملآن السرير بأجساد كثيرة ....... صمت من عدة طبقات ".
4- كل قصص الحب التي حوتها الرواية إنتهت الى الإفتراق، سميرة وسامر، عدنان وسميّة، مسلم وندى، وليد ونور، مريم وعلي، نرجس وكمال، ظافر وأحلام، شيرين وعنصر البازدار، وحتى الأخيرة بين مريم وسهيل إنتهت الى مجهول بسبب فقدانه في بلده العراق بعد عودته. لماذا يرافق الحزن العشاق؟
5- اختصرَتَ بجملة، وفتحتَ باب مشكلة ثقافية واجتماعية عن إزدواجية التفكير لمن عاش في الغرب، ولكنه يذعن لتفكير والدته المتخلف التي طلبت منه وأوصته "أن يفض بكارتها على التو ولا شيء غير ذلك".
6- منذ بداية قراءتي انتبهتُ لوجود أسماء كثيرة، فعمدتُ الى تسجيل عددها، والنتيجة هي 58 شخص متحدث، وآخرين غير متحدثين، وهنا أمتدح قدرتكَ عزيزي ابا نخيل على إدارة حركة كل هذه الشخصيات، واسألك: هل وضعتها على سبورة كبيرة وخططت لها أين ومتى تظهر؟ في الرواية، ام حشرتها جميعاً في دماغك ووضعتها في مكانها المفترض في الرواية؟
7- نبهتني الرواية الى وجود مسابقة ملكة جمال الحمضيات في ذاك الزمان، والآن في بلادنا البعيدة تُمنح شهادات الماجستير والدكتوراة في صناعة قيّم التخلف والجهل.
8- سألتك قبل أيام ان كنت قد وُلدتَ تحت نخلة؟ أسميتَ ابنتك البكر نخيل، وضعت النخلة في لوغو تيار الديمقراطيين العراقيين، والآن لدينا بؤرة ملتقى ثقافي تحت مسمى النخلة، وفي الرواية كنت تحتاج الى اسم فندق في بغداد فوجدت اسم "فندق النحلة". أي حب تحملهُ لنخلة العراق؟
9- إفترضتُ من العنوان ان السفر الثاني للرواية سيتختصُ بموضوعة إندماج اللاجئين في المجتمع الدنماركي، وما يترتب على ذلك من تصادمات ثقافية وإجتماعية تؤدي الى مسارات متنوعة بمستويات متباينة من النجاح أو الفشل أو ما بينهما. و رغم ان الرواية تناولت هذا الموضوع، ولكنها بقيت مرتبطة بموضوعها الأول، وتداعياته على حياة مريم صاحبة الشخصية القوية في محتلف مراحل حياتها، وحققت نجاحاً ذاتياً في بلدها (الأم)، كما اخترت انت تسمي الأماكن. كان إفتراضي خاطئاً.
10- لقد أعجبتني النهايات المفتوحة، عودة مريم للبحث عن سهيل، صعود سهيلة وعائلتها قمة الجبل للخلاص من الشيخ، وكل الآخرين.
11- اعتقد ان على مؤسسات الكورد الفيلية العمل على انتاج فيلم سينمائي عن مأساة التهجير معتمدين على ما كُتب عنها وآخرها روايتك عزيزي أبا نخيل.

اخيراً، عبّرت روايتك عن ألم وحزن وصمود ومقاومة وتفاؤل. لقد أعطيت للوقت رائحة حقاً، وقد سرني حقاً انك أهديت الرواية الى الأخت العزيزة ام نحيل، فهو دليل الوفاء والحب.
أرجو انك بدأت في كتابة رواية جديدة، فواقعنا يحتاج الى روايات وروايات، عسى ان يفهم الجيل الجديد كيف كنا وكيف نحن الآن وكيف يتخيلون مستقبلهم.

دمت مبدعاً وبخير دوماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال