الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحدث في السودان ..

أحمد فاروق عباس

2023 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ارتفعت الأزمة السياسية في السودان من مناقشات الصحف والمواقع الإلكترونية والشاشات إلى قعقعة السلاح وقتال الشوارع ..
فماذا حدث بالضبط ، وما الذى أوصل السودان إلى هذه النقطة الخطيرة ، ولماذا وصل الانقسام إلى كل شئ فى السودان .. من القوات المسلحة الى القوى المدنية .
١ - ان هناك انقساما فيما يسمونه في السودان بالمكون العسكرى ، وطرفاه هما الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ، يقود الجيش السودانى الفريق عبد الفتاح البرهان ، ويقود قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ، والخلاف اساسه سياسى ، ويتعلق بكيفية ومتى يتم دمج قوات الدعم السريع فى الجيش السودانى ..
الفريق محمد حمدان يريدها عملية طويلة تأخذ عشر سنوات ، والفريق البرهان يريدها عملية قصيرة تأخذ سنة واحدة ..
وقوات الدعم السريع هى قوات تم تشكليلها بسبب أزمة دارفور في بداية هذا القرن ، وقد استغلها الغرب في خلق صراع بين الانتماء العربي والإفريقي للسودان ، وخلقوا في دارفور فتنة بين الأفارقة المدعومين من تشاد وأثيوبيا ودول غرب افريقيا وبين القبائل العربية التى شكلت قوات الدعم السريع للدفاع عنها ..
وقد انشأ عمر البشير هذه القوات غير النظامية خوفا من مساءلته فيما لو تم الإعتداء علي المدنيين فى دارفور ( وهو ما تحقق فعلا فيما بعد ) ففكر فى تشكيل قوات شعبية غير رسمية لمواجهة الأفارقة الذين كانوا يستفيدون من تدفق السلاح والمهاجرين من تشاد وغيرها ..
٢ - أن هناك انقساما فيما يسمونه في السودان بالمكون المدنى ، وشاهده أن هذه القوى لم تستطع أن تتفق على الفترة الانتقالية ولا على الدستور ولا على موقفها من القوات المسلحة السودانية بفرعيها .. الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ..
والأغرب من ذلك أن بعضها عقد تحالفا مع محمد حمدان دقلو وقواته للدعم السريع ، يأخذ الطرفين - فى تصورهما واحلامهما - إلى حكم السودان بمفردهم ، بينما اقتربت قوى مدنية أخرى من الفريق البرهان وقوات الجيش السودانى تأخذه داعما وسندا ..
وأعلنت قوى مدنية ثالثة حربا شاملة على القوات المسلحة السودانية بفرعيها ، وتود لو استيقظت في الصباح وقد خلا السودان من قواته المسلحة وأصبح ساحة لمن يقدر ويستطيع ..
٣ - أن قوى خارجية معينة هى ما اغرت وسهلت لحمدان دقلو فعلته الغريبة التى حدثت صباح اليوم ، فلم يكن سرا أن أسلحة دخلت السودان لقوات الدعم السريع منذ أكتوبر الماضى ، وقد عرف بها الفريق البرهان فى وقتها ، وكان تقديره أن أى تصدى لذلك سيأخذ السودان مباشرة إلى حرب أهلية ، ولم يكن للفريق دقلو نفس الحساسية ، وأمر قواته صباح اليوم بالتحرك ..
ومع ذلك فإن حساب القوة بين الطرفين يمكن تقديره بسهولة ، فحجم قوات الدعم السريع حوالى ٤٠ ألف رجل ، بينما يملك الجيش السوداني ما يقرب من نصف مليون رجل ، ويمتلك الجيش سلاح الجو بينما تفتقد قوات الدعم السريع ذلك ، وللجيش السودانى وجوده في كل مناطق السودان بعكس قوات الدعم السريع التى تتركز في مناطق معينة ..
.. ولكن ماذا عن أثر ذلك علينا فى مصر ؟
١ - أن هناك استفزازا مقصودا لمصر فى كل حدودها يمكن ملاحظته بسهولة منذ حوالى شهرين ، تدل عليه تسخين الأمور في قطاع غزة وفى القدس بواسطة إسرائيل ، وتدل عليه تسخين الأمور في ليبيا وارتفاع حدة التراشق بين المكونات العاملة على الساحة الليبية ، وتدل عليه إرتفاع نبرة التصريحات الاثيوبية مع مجئ موسم الحديث عن السد الاثيوبى ، وهو موسم يستهلك شهور أبريل ومايو ويونيو من كل عام ، ومع مجئ موسم الملء ..
٢ - أن تسخين الأمور ضد مصر فى السودان مستمر منذ أكثر من شهر ولم يترك حجة إلا واستخدمها ، بدءا من ماتش الاهلى والهلال السودانى ، حتى تاريخ مصر فى السودان أيام الملكية ، والحديث الغريب عن احتلال مصر للسودان ، وحتى الحديث عن وجود قوات مصرية فى السودان هى موجودة بحكم ترتيبات رسمية ولاغراض معينة تهم الأمن القومى والمائي لمصر والسودان ..
وقد استغلت قوى سياسية مدنية سودانية ذلك وملئت الدنيا حديثا عن سيطرة مصر على القرار السودانى !!
وليس لمصر أطماع في السودان ، وليس فى السودان ما يطمع فيه ، ولكن هم مصر سلامة السودان واستقراره وأمانه ، فالسودان بالنسبة لمصر وريد الحياة وشريانها كما قال أمير الشعراء أحمد شوقى ..
حفظ الله السودان وأهله ووقاه عثرات الطريق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله