الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتداءات إسرائيل على الكنائس واستهدافها للمسيحيين الفلسطينيين

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قامت دولة الاحتلال يوم السبت 15/ 4/ 2023 بتنفيذ سلسلة من الاعتداءات على المسيحيين الفلسطينيين، وعلى الحجاج الأجانب الذين جاؤوا من عدد من دول العالم، ومنعت الآلاف منهم من الوصول لكنيسة القيامة لأداء صلواتهم وشعائرهم الدينية في " سبت النور " وعيد الفصح المجيد، وسمحت بدخول 1800 مصل ورجل دين فقط على الرغم من أن الكنيسة وباحاتها تتسع لما يزيد عن 10 آلاف شخص.
الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة على الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين المحتلة ليست جديدة؛ فقد مارستها الدولة الصهيونية على الكنائس في أراضي ال 48 المحتلة منذ قيامها، وعلى كنائس الضفة الغربية منذ 1967، وكنائس غزة حتى انسحاب قواتها ومستوطنيها عام 2005. فخلال العقود الماضية اعتدت قوات الاحتلال على عشرات الكنائس المسيحية في القدس وبيت لحم والناصرة والمدن والبلدات الفلسطينية الأخرى، وشملت تلك الاعتداءات أهم ثلاث كنائس هي كنيسة القيامة، أو كنيسة القبر، التي تقع داخل أسوار القدس القديمة، وبنيت فوق "الجلجثة " وهي مكان الصخرة التي يعتقد المسيحيون بأن عيسى المسيح عليه السلام صلب عليها؛ ولهذا فإنها تعتبر من أقدس الكنائس المسيحية، وأكثرها أهمية في العالم المسيحي لاحتوائها وفق المعتقدات المسيحية على " القبر المقدس "، المكان الذي دفن فيه المسيح قبل عودته للحياة وصعوده إلى السماء.
وكنيسة المهد، في بيت لحم، التي ولد المسيح في داخلها وتعتبر من أقدس كنائس فلسطين والعالم. وكنيسة البشارة في الناصرة التي تعتبر من أهم المعالم الدينية في مدينة الناصرة المحتلة، وتعتبر إحدى الكنائس الأكثر قدسية في العالم المسيحي لكونها أنشأت فوق " مغارة مريم "، المغارة التي تروي التقاليد المسيحية الكاثوليكية أنه نزل فيها الملاك جبرائيل على مريم وزف إليها البشرى بأنها ستحمل بالمسيح عليه السلام.
هذه الاعتداءات المتكررة التي تمارسها دولة الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى المبارك، والحرم الابراهيمي، وكنائس القيامة، والمهد، والبشارة تؤكد الطبيعة العنصرية العدوانية للدولة الصهيونية، واستهتارها بالقرارات الأممية، والقانون الدولي، والقيم الإنسانية، وحرية العبادة، وإمعانها في مخططاتها التي تستهدف حرمة ومكانة هذه المقدسات، التي يقدسها 4.1 مليار مسيحي ومسلم يشكلون ما يزيد عن 50% من عدد سكان العالم، والسيطرة عليها، وتغيير وضعها التاريخي والقانوني في إطار حربها على تاريخ وثقافة ووجود الشعب الفلسطيني.
لا شك ان اعتداءات دولة الاحتلال على الأماكن المسيحية والإسلامية المقدسة تستهدف الكل الفلسطيني، وتتماشى مع استراتيجيتها التي تهدف إلى محاصرة الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين سياسيا واقتصاديا ودينيا وثقافيا لدفع العديد منهم للهجرة، وتشكل جزأ من نواياها الخبيثة لخلق نوع من الفتنة الدينية بين الفلسطينيين الذين عاشوا معا بأخوة وود وولاء لوطنهم الواحد، وناضلوا وجادوا بأرواحهم معا دفاعا عنه.
وعي الشعب الفلسطيني، وتمسكه بوحدته، وصموده في أرضه، ودفاعه عن مقدساته المسيحية والإسلامية، ودعمه للمقاومة والتفافه حولها سيفشل المخططات الصهيونية، ويثبت للصهاينة ان فلسطين كانت دائما وطن المحبة والتآخي الذي دعا له المسيح، وكرّسه عمر بن الخطاب، وإنها عصية على الفتن والكسر، ولن تنسى أبدا التضحيات والخدمات الجليلة التي قدمها ويقدمها لها أبناؤها مسلمين ومسيحيين، وستنتصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|