الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرهان و حميدتي والسودان: جنرالات السلَّةِ المثقوبة لغذاء العالَم

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


السودان هو "سَلّة غذاء العالم".
كان هذا هو التوصيف الاقتصادي للسودان من حيث الإمكانات والموارد و"الميزة النسبيّة"، و"الهويّة الاقتصاديّة".
استمرّ هذا "التوصيف" لعقود، في أطار التقسيم الدولي "التقليدي" للعمل، إلى إن جاء "العسكر"، وأهدروا كلّ شيء، بما في ذلك السودان ذاته، بلداً، ومواردَ، وأُمّة.
لبعض الجهات الإقليمية والدولية دورٌ كبير، وفاعل، في هذا الذي يحدث الآن، بين جنرال المؤسسّة العسكرية(عبد الفتاح البرهان)، وبين "جنرال" ميليشيا "الجنجويد" محمد محمود دقلو "حميدتي".. وكلاهما كانا ذراعاً عسكريّا وقمعيّا للجنرال عمر البشير، الذي حكم السودان طيلة ثلاثين عاماً(2019-1989)، خسر خلالها نصف السودان الأغنى بالموارد(جنوب السودان)، وألحق الخراب بغرب السودان "دارفور"، وأسّس للانقسام في شرق السودان.. ثم ترك لجنرالاته استكمال مهمّة الخراب التي يبدو أنّها لم تُنجَز في عهدهِ كما يجب.. وهي تدمير ما تبقّى من مظاهر "العُمران" و "التحضُّر" في الخرطوم، وأم درمان.
اذا "توافقت" هذه الجهات والأطراف الدولية والاقليمية على حلٍّ يضمن "تقاسماً" جديداً للمال والنفوذ والموارد في السودان.. سيجتمع البرهان و حميدتي، و يتقاسما بدورهما السلطة والثورة، ويتوصّلا إلى "هُدنة"، ويوقفا الحرب الأهليّة الراهنة، تحتَ مُسمّى "إيقاف إطلاق النار".
إذا لم يحدث ذلك، ولم يتمّ "التوافق" الدولي والإقليمي على اشتراطاته الأساسية، لن تسمح هذه "الأطراف" والجهات الخارجية بانتصار أحد، وهزيمة الآخر.. وسيبقى البرهان و حميدتي يتحاربان بالوكالة إلى أمَدٍ لا يتحكمان بتوقيته.. وستتدفّقُ الأسلحةُ اليهما من كلّ حدبٍ وصوب(كما حدث في تجارب بلدانٍ أخرى).. و سيذهب السودان والسودانيّون.. إن لم يكن إلى الجحيم، فعلى الأقلّ.. إلى المجهول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين