الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب (العربي) الكبير مؤجل إلى حين: السعي وراء زعامات فارغة والتنكر ‏لمصالح الشعوب.

عبداللطيف هسوف

2006 / 10 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


‏1- العودة إلى تأسيس المغرب (العربي) الكبير:‏
سنة 1989 م تم التوقيع على معاهدة مراكش التي أسفرت عن ولادة اتحاد المغرب العربي لتفتح بذلك آفاقا ‏جديدة، الشيء الذي زاد في الآمال وأذكى حماس الدول الخمس المعنية وشعوبها. أصدرت بعد‎ ‎‏ ذلك القرارات ‏إلى جانب مجموعة من المقتضيات الدستورية للتأكيد على انتماء هذه الدول إلى كيان واحد سمي ب(المغرب ‏العربي الكبير)، كما تلا ذلك عدد لا يحصى من الخطب الرنانة من قبل الوزراء والزعماء جاءت لتؤكد على هذا ‏الانتماء. وقد اعتبر اتحاد المغرب العربي خلال السنوات الأولى لتأسيسه كمؤشر على رغبة سياسية مشتركة ‏تهدف إلى وضع حد نهائي للمنافسات والمواجهات التي قيل حينها إنها أصبحت تنتمي للفترات الغابرة. لقد كان ‏قرار الدفع بالدول الخمس نحو إنشاء مجموعة إقليمية مهيكلة يعطي ضمانا معقولا يجعل من دول المغرب ‏العربي فضاء للتنمية والأمن. أضف إلى ذلك أن الإعلان عن اتحاد المغرب العربي جاء إثر وعي بحقائق الواقع ‏ومتطلبات التحولات العالمية. هكذا، فإن الوعي بارتباط السياقات السياسية والاقتصادية سيسمح ببروز فكر ‏جيوستراتيجي يهم مجموع المنطقة ويؤسس لتجمع متوسطي. ومن ثم فإن الفائدة من تأسيس هذا التجمع كانت ‏تتجاوز الحدود المغاربية وتشكل بالنسبة لأوروبا خاصة تطلعا ذا أهمية بالغة. وقد قيل حينها إن من مصلحة ‏أوروبا إنشاء قطب مغاربي مزدهر، فبروز شريك مغاربي حقيقي يمثل فرصة أمام أوروبا لرفع تحديات التنمية ‏والأمن عن طريق التعاون المتوسطي. ‏

‏2- خيار الانقسام لا الوحدة:‏
تبخرت كل هذه الخطابات وتلاشت كل الآمال لتطغى التفرقة بين بلدان المغرب العربي، بل وتحاك ‏المؤامرات على أعلى مستوى لخلق مصاعب لهذه الدولة أو تلك. ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد تبادل ‏الاتهامات، وتعويض التجمع المغاربي بتحالفات ثنائية لا تقوى على الاستمرارية لتحل بعد ذلك. كل حكومة في ‏المغرب العربي أصبحت ترجع مسؤولية ما يقع في بلدها إلى مؤامرة تحبك ضدها من قبل جيرانها المغاربيين. ‏إن هذا الهروب إلى الأمام لا يخدم التعاون بين دول المغرب العربي ولا التعاون الأوروـ مغاربي، بل يخلق ‏منطقة خطر قابلة للانفجار في أي لحظة، خصوصا بين المغرب والجزائر. إن مشكل الصحراء الغربية المفتعل ‏يحلب من الجزائر ملايين الدولارات لمساندة ما يسمى بالبوليزاريو، بل ملايير الدولارات تصرف في التسلح. ‏دولارات ضائعة، أفواه شعوب المنطقة أحوج إليها. كيف لا تستطيع الدبلوماسية أن تحل هذا المشكل الذي طال ‏أمده؟ الصراع لا يتعلق بمن يملك الشرعية ومن صاحب الحق، بل يرتبط بحقد دفين في هذا الجانب أو ذلك. ‏وبالتالي فالصراع ليس بين الشعوب، بل هو صراع بين الساسة، كل رئيس يظن نفسه هو الزعيم الأمثل لاتحاد ‏مغاربي محتمل. ‏
إن انقسام المغرب (العربي) يزج به في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها. ويستشف من مختلف الدراسات ‏الحديثة أن الوضع في المغرب العربي وصل إلى الباب المسدود، ولم يعد له سوى وجود شكلي على الورق ‏فقط. من الواضح أن هذه الوضعية ستشكل خطرا على مجموع المنطقة تذكيها الخلافات التي تباعد بين الدول ‏المغاربية الخمس. إن المغاربيين يخسرون كثيرا في صراع مفتعل لن يحل إلا بتقبل الآخر وتقديم تنازلات، لكن ‏هذه التنازلات يجب أن توحد ولا تفرق. لو تقاربت وجهات نظر الجزائر والمغرب، لخرج الجميع منتصرا رابحا، ‏حتى الانفصاليين الصحراويين. لكن أن يستمر الحال على ما هو عليه الآن فإن ذلك ليس سوى تكريس لمزيد ‏من النزيف المالي والبشري، نزيف لن يقلع معه اقتصاد أي دولة من دول المغرب (العربي) الكبير. ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟