الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراما أمام البرامج التلفزيونية الأخرى.. من سيكسب السباق مستقبلا؟

محمد عبدالمغني
صحفي وباحث سياسي

(Mohammed Abdulmoghni)

2023 / 4 / 18
الادب والفن


إن النقاش والنقد الجمعي الذي يدور حول موضوع الدراما في اليمن مؤخرا يعبر عن انعكاس واضح لطبيعة تغير اهتمامات المتابعة المجتمعية للتلفزيون اليوم وهذا ما يجعل الإنتاجات التلفزيونية الاخرى أمام تحد كبير لكسب الجمهور الذي يتجه للاهتمام بالدراما التلفزيونية بشكل متزايد.

تغير الذائقة من زمن إلى آخر وتطور تقنيات الإنتاج والتصوير والخيال السينمائي، إضافة إلى تغير الحس الأدبي عند كتاب السيناريو وايضا عند الجمهور هي أمور تحكم هذه العلاقة وهذا الشكل من الاهتمام.

لكن هل ستمثل محدودية الاهتمام المجتمعي بمتابعة الشأن السياسي عبر برامج التلفزيون التقليدية أمام تعاظم اتساع حجم المتابعة والتأثر بالدراما شكلا اخر من التنافس في مجال إنتاجها بين الأطراف السياسية في اليمن من اجل ضمان تأثير أوسع في الرأي العام مستقبلا ؟

الإجابة نعم بكل تأكيد ، سيكون التنافس القادم مفتوحا أمام الدراما بصورة عامة والسينما بصورة خاصة، وهو ما سيفتح في المقابل آفاق عديدة للمهتمين في هذين المجالين ممثلين ، مخرجين، مصورين، منتجين ، وكوادر أخرى مهتمة ، وربما سنشهد خفوت لشكل الإنتاجات التلفزيونية الأخرى.

فمثلما فرض المسرح وجوده أمام نصوص الفلسفة وقيام الكثير من الفلاسفة بتحويل إنتاجهم النظري إلى تصور مسرحي على خشبة العرض في الماضي ، تفرض اليوم الدراما ذاتها على باقي الإنتاجات التلفزيونية وربما بصورة اكبر مما كان عليه تأثير المسرح آنذاك.

هناك العديد من المسرحيات التي عاشت على مر العصور ،كمسرحية "لا مخرج" للفيلسوف الفرنسي سارتر التي صورت جزء من فلسفته للوجود في إطار مسرحي متكامل في العام 1944 وتحولت بعد ذلك إلى فيلم.

قبلها في ألمانيا احتلت رواية " اللصوص" للفيلسوف والروائي الألماني فريدريك شيلر عرش الأدب في البلاد وتحديدا في 1781 والتي تحولت بعدها بعام إلى مسرحية صورت قصة التنافس والصراع غير الأخلاقي بين أخوين حُرم أحدهما من ميراث والده وتطور الصراع لتشكيل عصابات يستخدم فيه كل أخ كافة الوسائل غير الأخلاقية للإيقاع بالآخر.

كذلك مسرحية التعصب للفيلسوف الفرنسي فولتير التي ظلت فترة طويلة محل نقاش وصراع فكري بين المفكرين والنقاد من المسلمين والمسيحيين ورجال الدين بشكل عام، عكست هي ايضا نظرة فولتير الفلسفية التي ظلت حبيسة النصوص والتي كان يهتم بها فقط جمهور معين ولم تصل وتأثر بالناس بشكل مباشر إلا بعد عرضها على خشبة المسرح.

أصبح العديد من الفلاسفة كتاب مسرحيون ، لأن المسرح جعل الفلسفة النظرية تنبض بالحياة، بمعنى انها خففت من ثقل النص التقليدي وأزالت جزء من الفجوة المعرفية بين الفيلسوف المفكر والفضاء العام، وهو أمر شبيه بما تقوم به الدراما اليوم أمام برامج الحوار التلفزيونية والإنتاجات التلفزيونية التقليدية الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟