الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسارات أزمات السودان

بهاء الدين الصالحي

2023 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


أزمة السودان ٤٤
مسارات الازمة .
المستفيد من الازمة عدة دول حيث الرهان علي السودان كمدخل للثروة الأفريقية من معادن نفيسة ويورانيوم وهكذا ،علاوة علي رخاوة الدولة وحدة الانقسامات الاجتماعية المدعومة بخلفيات عقدية وايديولوجية تكاد تصل للاهوتية الخطاب لدي الجميع .
ومن هنا كان الرهان علي السودان كساحة لتصفية الحسابات مع مصر والسعي الدائم لتقزيمها من خلال استيعاب التوجه الاستراتيجي الخليجي الثابت انه لامجال لخروج عبدالناصر جديد ولعل ذلك التوجه هو ما جمع ويجمع الإسلام السياسي ودول الخليج ،وبالتالي وجب معاقبة مصر علي رفضها التدخل في حرب اليمن لتحارب في اليمن لآخر جندي مصري ، ولكن ذلك الأعراض المصري عن التدخل اضطر الخليج للتراجع مما أدي لخلق تفوق جديد للعنصر اليمني في المعادلة الخليجية خاصة مع التفوق اليمني حضاريا وقيام مجلس التعاون الخليجي علي استبعاد العنصر اليمني من معادلة الخليج الجديد ،
ومن هنا كانت الاستراتيجية الجديدة خلق فزاعة جديدة لمصر في السودان وذلك لحماية مصالحها في إثيوبيا حيث الأموال الخليجية في جسد سد النهضة ،وهم لم يقرأو التاريخ ،لأن إثيوبيا تمارس علاقاتها التاريخية مع العرب من باب التعالي الثقافي والعسكري وذلك تأسيسا علي ان الخطاب الديني والثقافي يؤكدان علي الأصل اليهودي المسيحي لأثيوبيا ومن هنا جاء تاريخ ذلك التمايز .
ولكن الرهان الاستراتيجي الخاطئ يحدد عدة أزمات محورية في المستقبل :
تنامي قوات حميدتي فرس الرهان علي إسقاط دور الدولة السودانية ودرع حماية السد ومن هنا فأن تحجيم دوره واعادته لكونه أداة، خاصة وانه يقدم نفسه بديلا للجيش السوداني وهو رهان توافق عليه بعض القوي المدنية السودانية ،والتي ستقرر يوما ما ( ليتها أكلت يوم اكل الثور الأبيض) وبالتالي فأن الجن الذي أخرجوه من القمم فتكلفة التخلص منه سيحرق اطرافهم .
تنامي الدور المصري بشكل شرعي خاصة مع تحويل حميدتي وكيل الدول الخليجية هناك الرهائن المصريين لقضية سياسية واحترامه بهم كورقة سياسية تفاوض بنا دول الخليج مصر ،ولكن الدرس الليبي شاهد علي غباء ذلك الرهان، حتي القوي المدنية ذات الميل للاسلام السياسي علي سقوط نموذج الانقلاب المصري والانتقام منه فذلك رهان خاسر لان مصر في النهاية قادر علي إدارة توظيف ذلك الملف دوليا .
طول فترة الصراع سيستنزف قدرات الدولة السودانية ويطرح أزمة تنموية، نعم ستمولها الدول الخليجية الصديقة ولكنها ستطالب بضريبة سياسية في إطار تنامي دورها كقوي اقليمية كبيرة تسعي للسيطرة علي غرب البحر الأحمر كخيار استراتيجي وبالتالي سيكون الثمن جزء من السيادة السودانية .
طول فترة الصراع سيؤدي لخلق مفردات جديدة علي ارض الواقع وبالتالي خلق معادلات جيو سياسية تفرز قوي سياسية جديدة وتقزم معادلات جديدة بقوي جديدة وهنا سيشعر المنتشي حاليا بالمقولة الخالدة ( بيتنا اكلت يوم اكل الثور الأبيض)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد