الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب د. علي حاكم صالح عن الفكر العراقي والمجتمع

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2023 / 4 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(الأيديولوجيا وتمثيلاتها الفلسفية في الفكر العراقي الحديث)

قضيت أياماً من المتعة العقلية الخالصة مع كتاب صديقي د. علي حاكم صالح "الأيديولوجيا وثمثيلاتها الفلسفية في الفكر العراقي الحديث" وهو أطروحته التي نال عنها الدكتواره من جامعة بغداد قبل سنوات
فبالرغم من دراستي الخاصة للفكر العراقي وتمثلاته في الواقع العراقي كونه يدخل في صلب مهمتي كروائي عراقي قادني الهم الإبداعي لمزج قيمة الأدب كعلم جمال وعلم إجتماع وبقية العلوم إلى بلورة فلسفتي و رؤيتي للمجتمع العراقي الذي نشأتُ فيه فحاولت بنصوصي القصصية والروائية الوقوع على العلة فخلصت إلى أنها تكمن في منظومة القيم والعادات والأعراف التي تتحكم بتكوين العراقي والمجتمع، إذ أن هذه المنظومة هي التي أفرزت النخب الحاكمة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة قبل أكثر من قرن، فحفرت فيها في محاولة لكشف المستور وجذر العلة علّ ذلك يمهد لتغييرها كي تقترب من القيم الإنسانية العامة التي تتيح للمجتمع العراقي أن يجد الخطوة الأولى نحو التطور الخلاق الواضح الذي يفضي إلى مجتمع عدالة أجتماعية توزع فيه الفرص والثروات على الجميع، وهذه الرؤيا أضاءت لي طريق الإبداع ودلتني على النمط المناسب لبلوغ هدفي وهدتني إلى كتابة سيرتي الذاتية الضاجة وسيرة من حولي ومجتمع العنف الطهراني الذي نشأت فيه فأكتشفت هول حياة الطفل والصبي والشاب والشيخ العراقي من خلال كل قصصي ورواياتي وأخرها رواية نشأتي حتى الشيخوخة"دونت سبيك أسطب" التي صدرت قبل أشهر عن مؤسسة أبجدد-العراق- 2023
بالرغم من ذلك، فالكتاب يبحث في المبحث الذي قضيت عمري أبحث فيه بانغماري في الحياة السياسية، و بالكتب والنقاشات وكتابة المقالات لكنني تمتعت به متعة لا تعادلها متعة للأسباب التالية
1- المنهج الذي أتبعه الباحث من خلال دراسة الأفكار التي بلورت النخب الثقافية من جذورها وهي تتصارع في طريق بناء الدولة، القومية والماركسية والإسلاموية والليبرالية.
2- نبش أدبيات هذه التوجهات التي أفرزت القوى السياسية وأحزابها التي سادت بالشارع العراقي أول الأمر في العهد الملكي ثم بالسلطة وقيادة الدولة في عهد الأنقلابات العسكرية عقب 14 تموز 1958 فالقومية ولدت حزب البعث العربي، والماركسية ولدت الحزب الشيوعي العراقي والإسلاموية ولدت حزب الدعوة الإسلامي الذي فرخ بانشقاقاته التي لا تحصى هذه القوى المتحكمة بالسلطة عقب 2003 بدعم خارجي وميليشيات تكاد تبتلع الدولة العراقية.
3- من خلال المقارنة وتمحيص أدبيات هذه التيارات خلصَ الباحث إلى تشابه تكوين هذه الأحزاب في المنهج، العنف والأستيلاء على السلطة بالقوة، يقارن مثلا مقارنة عميقة بين تعليمات النظام الداخلي الأول -الفترة الستالينية- للحزب الشيوعي العراق ووصاياه إلى العضو في الحزب بما صاغته أدبيات حزب البعث و ميشيل عفلق للعضو البعثي، وكذلك تعليمات حزب الدعوة للعضو.
4- دراسته للفكرة القومية والماركسية كمناهج ورؤيا ثم للفكرة الإسلامية من الأصلاح إلى الأيديولوجيا الثورية وتفكيكه كتاب باقر الصدر فلسفتنا، وأقتصادنا وبقية كتبه، أضافت لي الكثير إذ لم يتسنَ لي في حياتي الثقافية تأمل هذه الكتب بالرغم من إطلاعي عليها في سن مبكر غير قادر على التحليل
والطريف في هذه التحليلات الفكرية خلاصة طريفة إذ تبين أن الفكر الماركسي والإشتراكية ألقت بظلالها القوية على أدبيات الفكر القومي والإسلامي
5- الحديث لا ينتهي عن هذا الكتاب الممتع فكرياً الذي شَرّحَ الأفكار وتمثلاتها القوى السياسية التي سارت بالعراق بأساليب العنف المنظم وأخرها السلطة الحالية إلى خرابه يعيش ثلث شعبه تحت خط الفقر بدول هي من دول العالم الغنية.
6- إشارة أخيرة القوى الليبرالية المتمثلة بالحزب الوطني الديمقراطي أضمحلت بعد سيطر العسكر على السلط السياسية في 14 تموز 1958
هذه الدراسة التي شرحت الأفكار والقوى التي بلورت المكونات المتصارعة المذكورة، ذهبتُ في مبحث رواياتي وقصصي إلى الجذر الوجودي لولادتها وهي منظومة القيم والعادات والتقاليد العراقية الطهرانية الشكلية فحفرت بها ودون المكاشفة والقضاء على أزدواج القيم والحياة السرية سيكون من العسير تطور المجتمع إلى حافة المجتمعات الإنسانية وحياة موطنها الكريمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنحسار الايديولوجيات مستقبلا
د. لبيب سلطان ( 2023 / 4 / 19 - 09:24 )
استاذنا العزيز
شكرا لتعريفكم لنا بهذا الكتاب القيم
اغلبنا نحن المثقفين اليوم من انتاج منتصف القرن العشرين قرن الايديولوجيات ففي منتصفه في العراق مثلا سادت الماركسية ( طبعا بشكلها السوفياتي) وجذبت المجتمع والمثقف العراقي
خصوصا بعد 14 تموز بعدها موجة الانقلابات والناصرية والقومية العربية والبعث حتى بداية هذا القرن ومنه لليوم الايديولجية الثالثة الدينوية او الاسلاموية ونتائجها بلد مهدم ثلثه فقيرا وثقافته واقتصاده محطم ..نعم شهدنا جميعها وحتى لو لم يصل التيار الماركسي للسلطة فعمليا طروحاته الستالينية ساهمت في بلورة واستنساخها لدى القومية والبعثية والدعوة ..وحتى اليوم تجد انها من يتصدر. الخطاب السياسي العراقي واحيانا تعجب انها تتطابق بمواقف منها مثلا معاداة حضارة ومفاهيم الغرب في الحكم والاقتصاد وحيادية الدولة تجاه العقائد وابعاد اجهزة الدولة عن
التحزب والايديولوجيات والحريات العامة ..هذه المفاهيم يعتبرونها امبريالية او برجوازية او ضد الامة حزبها الطليعي وضد الدين..ولكن فشلها جميعا في العراق وسوريا ومصر والعالم العربي هو من سيدفع للاخذ بمفاهيم الغرب العلماني الديمقراطي الليبرالي

اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في