الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا وأنتَ وَهُم.. وهذا العراقُ الذاهبُ للتهلُكة

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 4 / 19
الادارة و الاقتصاد


من "بركات" مولانا خام برنت، و"مَكرَمات" سيّدنا خام البصرة الخفيف، و"فُتات" ما تبقّى لنا من نفط كركوك..
يُواصِلُ الموظّفونَ والمُوظّفاتِ تناول وجبتي الفطور والغداء(وأحياناً طبخ الوجبات البيتيّة الثلاث) في الغرف والممرّات المُكتظّة لـ "دوائر" الدولة.
"إنتاجيّة" هؤلاء هي دون الصفر(أي سالبة)، أو في أفضل الأحوال هي متدنيّة جداً إلى حدودٍ تبعثُ على السخرية.
يتقاضى هؤلاء "رواتبهم" الشهريّة، بعدِّها "إعانات" حكوميّة.. ولكنها "إعانات" تمييزيّة، غير عادلة، وتفتقر إلى الإنصاف.
ومع "هَبَّة" و"فَزعَة" التعيينات والعُطَل الجديدة و"المُستحدَثَة"، فإنّ رؤساء "الدوائر" الحكوميّة، التي تمّ توزيع "جيوش" المتعيّنين الجُدَد عليهم، لم يعودوا مهمومينَ بـ"إنتاجيّةٍ" لا وجودَ ولا معنى لها أصلاً، بل أصبح شُغلَهُم الشاغِل الآن، هو البحث عن عددٍ كافٍ من الكراسي، والمناضد، والغرف، لكي تتمكنَّ هذه الأعداد الكبيرة من "الفائضين" عن أيّ حاجةٍ، من الجلوس فيها، وخَلفَها، وعليها.
يا لها من "دولة"، تُوفِّر مئات الآلاف من "الدرجات الوظيفية"، وتُموِّل الإنفاق عليها من ريعٍ نفطيٍّ طاريءٍ ومُتذبذِب، قبل أن تُوَفِّرَ الأثاث والأمكنة للشاغلين الجُدد لهذه "الدرجات الوظيفيّة"!!.
أمّا التلاميذ والتلميذات، والطلبة والطالبات، فيُواصِلونَ طيلةَ الليل ضياعهم، وشرودَ ذهنهم.. ليناموا طيلةَ النهار، أمّا في أسرّتِهِم، أو في"صفوف" الجامعات الحكوميّة، والكليّات الأهليّة، أو يتسكّعونَ في الممرّات و"النوادي" و"المطاعم" و "المولات" والمُتنزّهات.. ثُمَّ ينجحون بعد كُلِّ ذلكَ.. ويتخرّجون.. سواءَ أكان ذلك من "الدور الأوّل"، أم من "الدور الرابع"، وبدعم صريحٍ ومُباشرٍ، أو بـ "دفعٍ" غيرِ مباشر، من رافعات "الكيرفات" و منصّات "التحميل"، وسنوات "عدم الرسوب"، وعدم "ترقين القيد"، حيثُ "لا يَجِبُ أن يتخلّفَ عن هذا الرَكْبِ أحد".
هذهِ هي "القاعدة العامّة"، وإذا كانت هناك "استثناءات"، فهذه لا تزيدُ نسبتها عن 1%.
هذهِ هي "القاعدةُ العامّة": لا عمل، ولا إنتاجيّة، ولا تربية، ولا تعليم، ولا قواعد سلوك سليمة، ولا قِيَم، ولا مباديء، ولا عِلم، ولا مِهنة.
هل يجب أن يتحمَّلَ الموظفّون، والتلاميذ، والطلبة، وِزرَ ذلك كُلّه؟
لا طبعاً.
"أنا"، و أنتَ، ونحنُ.. هم المسؤولونَ المُباشرون عن كُلّ ما يحدث لنا، ولَهُم، ولهذا البلدِ المسكينِ المغلوبِ على أمره.
نعم.. أنا وأنتَ ونحنُ.. الذينَ "نُسايِرُ" تلكَ "المؤسّساتِ"، والقِيَم، والمُمارسات، والسلوكيّاتِ، التي تقتُلُهُم معرِفيّاً ومِهنيّاً.. وعن عَمَدٍ، ومع سبق الإصرار والترَصُّد.
نعم.. أنا وأنتَ و نحنُ.. من نأخُذ أطفالنا وأبناءنا بأيدينا، ونرمي بهم، وبهذا العراقِ إلى التهلُكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير خطير.. جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع أسعار الذهب لـ3 آلاف


.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية




.. عيار 21 الا?ن.. سعر الذهب اليوم السبت 4 مايو بالصاغة


.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة




.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟